ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

مصر وفلسطين

بقلم حلمى النمنم | 2014-10-01 17:15:47
بقلم   حلمى النمنم
أشار الرئيس السيسى فى كلمته أمام الأمم المتحدة إلى القضية الفلسطينية وضرورة حلها بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وأكد كذلك أنها تمثل أولوية لدى مصر..

والواقع أن فلسطين وما يجرى فيها يؤثر بشكل مباشر على مصر.. والواقع أيضا أن القضية الفلسطينية، وأى قضية كبرى يمكن أن تكون أكبر من أطرافها جميعا أو بعضهم على الأقل، ومن ثم لا يجب أن تحسب القضية بموقفنا أو موقف أحد أطرافها منا.
 
ومن يتابع الرأى العام المصرى يكتشف أن السنوات الأخيرة أضافت إلى وعيه الكثير، وفيه ما يتعلق بقضية فلسطين، ذلك أن أجيالا عدة، ومن بينها جيلى، تربت على أن أى خطر على مصر يمكن أن يأتى من البوابة الفلسطينية فقط، أى من إسرائيل، وقبل حوالى ١٥ عاما سمعت من السياسى السودانى، محمد عثمان إسماعيل، وزير خارجية السودان وقتها، عتابا سودانيا شديدا على مصر والمصريين، أننا لا نهتم بالسودان وما يجرى فيه، رغم الأخوة، ونركز اهتمامنا فقط على فلسطين، وسمعت ذلك من أصدقاء سودانيين كثر، وبحكم اهتمامى بالتاريخ وبالجغرافيا، أعرف أن كل حدود مصر مهمة ويمكن أن تكون خطراً علينا. الفاطميون دخلوا مصر من الحدود الغربية وكذلك حاول روميل والألمان سنة ١٩٤٢، والحدود الجنوبية أيضا مهمة، الحدود الآمنة عندنا هى حدودنا على البحر الأحمر، وجاءت أحداث ما بعد ثورة ٢٥ يناير، وما جرى فى ليبيا وما جرى عند منابع النيل ليلفت انتباه الرأى العام المصرى إلى أن الخطر ليس من ناحية فلسطين فقط، وهذا ما فسره بعض الأوغاد أو الجهلة بأنه انصراف فى الشارع المصرى عن فلسطين وعن قضيتها، وصحيح أن كثيراً من المصريين غاضبون من صغار حركة حماس مع المصريين طوال الأعوام الأخيرة، لكن فلسطين ليست «حماس» فقط وأتصور أن الفلسطينيين رزئوا بحماس أكثر منا.
 
وأى متابع يعرف أن منطقة المشرق العربى لن تستقر دون حل القضية الفلسطينية، على الأقل بالنسبة لمصر والسعودية وسوريا ولبنان والأردن والعراق.
 
كانت إشارة الرئيس السيسى إلى القضية الفلسطينية مهمة، ليس فقط لأنها تؤكد على أحد ثوابت الأمن القومى المصرى، ولكن لأن هذه القضية ابتليت بالتنظيمات الإرهابية والمتشددة، وآخرها تنظيم «داعش»، والحادث أنه كلما أجبر العالم على النظر فى جرائم إسرائيل فى الأراضى المحتلة، تظهر تلك التنظيمات الإرهابية لتأخذ الاهتمام بعيداً. بعد تحرير الكويت اتجه العالم لحل القضية الفلسطينية، فظهر أسامة بن لادن بمشروعه، فتراجع الاهتمام بفلسطين، وبعد حرب غزة الأخيرة، بدا الضمير العالمى مستنفرا ومستعدا للنظر من جديد فى حل القضية الفلسطينية، فيطل علينا أبوبكر البغدادى، وينسب إليه تصريح بأن الله أمره بأن يقاتل المنافقين والكفار (من المسلمين) أولا، وعلى هذا النحو تمضى الأمور، مما يدفعنا للتساؤل: هل ثمة علاقة صينية بين هؤلاء الإرهابيين وإسرائيل، والأمر المؤكد أن المشروع الداعشى ومن قبله كل المشاريع المشابهة، بدءاً، من حسن البنا، بها الكثير من الملامح والمؤثرات الصهيونية، وليتنا نتذكر وثيقة سيد قطب التى كشفت عنها المخابرات العسكرية الإسرائيلية الشهر الماضى، حول إعجابه بذلك المشروع.
 
ما يجب على السياسة المصرية ومعها السياسة العربية أن تضغط لضرورة التعجيل بإقامة الدولة الفلسطينية، لنزع فتيل طالما استغله وتاجر به المتشددون والإرهابيون، وفى التحليل الأخير نجدهم فى المربع الإسرائيلى، سواء كان ذلك بوعى أو دون وعى، وأعتقد أنه كثيرا ما يكون بوعى. إقامة الدولة الفلسطينية تعنى ببساطة إزالة الخطر عن سيناء، وتعنى تحرير العقل والخطاب العربى من تفكير مضى عهده وانقضى زمنه.
 
نقلآ عن المصري اليوم
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com