بعد انسحاب أحزاب الوسط، والوطن، والإسلامى، هدد حزب الأصالة السلفى، بالانسحاب مما يسمى التحالف الوطنى لدعم الشرعية، اعتراضاً على فشل سياساته فى تحقيق أى من أهدافه طوال الفترة الماضية، مطالباً بضرورة تغيير الاستراتيجية المتبعة، بينما تحسم الجماعة الإسلامية موقفها النهائى سواء بالانسحاب من التحالف أو الاستمرار، بعد إجازة عيد الأضحى.
وانتقد محمود نصير، عضو الهيئة العليا لحزب الأصالة، الاستراتيجية التى يتبعها التحالف منذ تدشينه، مشيراً إلى أنه فشل فى مواجهة السلطة، وتسبب فى خسائر كبيرة بالأراوح، فضلاً عن اعتقال أعداد كبيرة من الشباب.
وأضاف نصير فى تصريحات إعلامية، أن التحالف لا يمكنه الاستمرار بهذا الشكل فى ظل استمرار الحملات الأمنية وعمليات القتل وفض التجمعات والتظاهرات التى لم تعد قادرة على تحقيق أى أهداف بهذا الشكل، مشدداً على ضرورة وضع استراتيجية جديدة للحراك، من شأنها إحداث تغيير حقيقى فى المشهد السياسى، وذلك لاستمرار التحالف.
فى سياق آخر، علمت «المصرى اليوم»، من مصادر قيادية بالجماعة الإسلامية، أنها تميل بشدة إلى الانسحاب من التحالف، إلا أن اتصالات ومحاولات الدكتور محمود حسين، أمين التحالف، المستمرة بالشيخ عبود الزمر القيادى بالجماعة، هى العائق الوحيد لهذا القرار، بحسب قولها، مشيرة إلى أن اجتماعاً مهماً ستعقده الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية عقب إجازة العيد لاتخاذ قرار رسمى بالانسحاب من التحالف والاستعداد لخوض انتخابات البرلمان المقبلة.
وأشارت المصادر، إلى أن جماعة الإخوان تحاول إقناع الجماعة الإسلامية وعدد من الأحزاب التى لا وجود شعبياً حقيقياً لها، بالاستمرارية فى التحالف وعدم التخلى عنه فى هذه الفترة نظراً لحاجة الجماعة لوجود كيان هدفه المعلن هو استرداد شرعية الرئيس المعزول، لافتاً إلى أن الكيانات التى ترفع شعارات وأهداف ٢٥ يناير وحدها تضعف من موقف الجماعة ولا يمكنها الاعتماد، عليها بحسب ما ذكرته المصادر.
يأتى ذلك عقب انسحاب أحزاب الوسط والوطن والإسلامى، من الكيان الموالى للرئيس المعزول محمد مرسى، حيث ذهب حزب الوسط فى مهمة تدشين تحالف جديد يضم قوى ثورية وليبرالية لمواجهة النظام فى ٢٥ يناير المقبل.
وبالإضافة إلى تلك الانسحابات، تجد جماعة الإخوان نفسها فى مأزق، حيث لم يتبق من قادتها على أرض مصر أى شخص، فجميعهم داخل السجون أو مطاردين فى عدد من الدول الأوربية وقطر، حيث أصبح المكتب التنفيذى بالكامل للحزب داخل السجون باسثناء عمرو دراج المتواجد بتركيا، وحسين إبراهيم الأمين العام للحزب المتواجد فى غزة، وكذلك حليفه حزب العمل، جميع قياداته داخل السجون، حيث أغلق الحزب أبوابه بعد اعتقال مجدى حسين ومجدى قرقر. من جهته، أكد أحمد بان، الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية، أن هناك أسباباً كثيرة لفشل التحالف، فى مقدمتها فقدانه الرؤية والاستراتيجية، وكراهية الشارع والمواطنين لفكرة المواجهة، مشيراً إلى أن التظاهرات وحدها لا تكفى لمواجهة نظام.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com