تُعتبر تجربة التعلّم نقلة صعبة بالنسبة للعديد من المتدربين، ويمكن للأخطاء أن تتخللها. وفي معظم الأحيان، تكون تلك الأخطاء بريئة تماماً، ولا تتعدى التعثر الذي يؤدي إلى تعلم المشي. لكن هذه الأخطاء قد تفضي أحياناً إلى عواقب وخيمة.
قصدنا موقع "كورا" (Quora) لاستقبال الأسئلة والإجابة عليها لنقف على الأخطاء الكارثية التي ارتكبها متدربون جدد في أماكن العمل. إليك ما قاله بعض المشاركين:
الصفقة ملغاة
العناية بالتفاصيل تعد أساس الصفقات، وهكذا فقد قضى فريق من الخبراء عاماً كاملاً في سد الثغرات، وإتقان التفاصيل بهدف ضمان الشراكة مع إحدى أكبر شركات الشحن العالمية "يو بي إس".
وحول ذلك كتب مايكل شيبليت، أحد المتدربين السابقين لدى الشركة: "كل شخص من أفراد الفريق أجرى بحوثاً مضنية، كما أن مسؤولي المبيعات أنفقوا مئات الساعات من العمل في إبراز المزايا الرفيعة لتلك الشراكة وثمارها المرتقبة للطرفين، وأخرجوا ذلك في شكل مقترح شراكة في عبارات مشوقة، وتصميم جذاب."
ويتابع شيبليت: "بعد ذلك، قمت بإرسال المقترح إلى شركة فيديكس، المنافس الأول لشركتنا في تلك الصفقة مع يو بي اس. وبعد يومين أو ثلاثة، ضاعت علينا الصفقة برمتها."
حين توقفت حركة الطائرات
يُعد مطار هيثرو من بين أكثر مطارات العالم نشاطا. وبوسعك أن تتخيل كم الفوضى التي يمكن أن يتسبب فيها طالب متدرب ذهب لتناول طعام الغداء فتسبب في شلل تام لحركة الطيران بالمطار، دون أن يدري.
وقد كتب أحد المتدربين في مطار هيثرو، دون ذكر اسمه، قائلا: "كنا نستمع إلى توجيهات برج المراقبة الجوية ونرصد طول المدة الزمنية الذي يستغرقها كل طيار قبل أن يرد على الحديث الموجه إليه. ثم غادر زميلي لتناول وجبة الغداء، وكان قد ترك سهوا جهاز اللاسلكي يعمل في وضع الإرسال."
وتابع: "وكان ذلك يعني عدم مقدرة أي شخص آخر على إرسال أو استقبال أية رسائل على ذلك التردد الذي يستخدم أيضا في إعطاء الإذن للطائرات بالإقلاع. أما أنا فقد شرعت في تناول طعامي لأكتشف بعد ذلك أن جميع رحلات المغادرة من المطار قد توقفت تماماً بسبب شخص ما يسمع الجميع صوت تناوله للطعام."
ويضيف ذلك المتدرب المجهول الهوية حول تلك الواقعة التي حدثت قبل ثمانية عشر عاماً: "لم يخطر ببالي أن تلك هي الأصوات التي تصدر عن تناولي أنا للطعام إلا بعد عشر دقائق كاملة. وهرعت بعدها لإغلاق مفتاح الإرسال، وعادت الطائرات للإقلاع مرة أخرى."
في مصنع النبيذ
في موسم الحصاد، تقوم مصانع النبيذ بتعيين متدربين للعمل لديها في أقبية النبيذ، وفقا لما يقوله المتدرب أشلي دوبوا الذي أوضح أن تلك المصانع يتعين عليها أن تعالج وتخمّر النبيذ وتضعه في البراميل المخصصة كل عام في غضون شهر واحد أو شهرين فقط.
وحين قامت متدربة شابة بقيادة شاحنة الرافعة وصدمت عن طريق الخطأ خزانا يحوي آلاف اللترات من النبيذ الجاهز للتعبئة في الزجاجات، كان الضرر أفدح مما يمكن علاجه.
وكتب أشلي دوبوا: "اقتربت المتدربة أكثر من اللازم من بوابة الخزّان، فلامست مفصلة الباب على نحو يكفي لزحزحته، مما أدى إلى انهيار الباب، وتدفق سيل هادر من النبيذ. وكان ذلك الخزان في الطابق الثاني للقبو، ما يعني أن النبيذ لم يغرق ذلك الطابق فقط، وإنما أغرق طابق القبو الأدنى أيضاً. وكان ندفاع النبيذ عبر باب الخزان أعتى من أن يتمكن أي عدد من الأشخاص من إغلاقه."
اختيار سيء
الصورة تفصح عن ألف كلمة، لكن الرسالة قد تكون غير مقصودة دائماً. ففي فرنسا، أثارت الصورة التي اختارها متدرب في مجال الدعاية لخدمات رياض الأطفال ضجة كبيرة على حد قول اليكسندار كونيكس.
يقول كونيكس إن الصورة التي اختارها المتدرب كخلفية للإعلان كانت صورة لطفل في الرابعة من العمر اسمه غروغاري فيليمين، والذي كان ضحية لجريمة قتل في عام 1984، وتصدرت حكايته أجهزة الإعلام طويلاً، ولم يتم التوصل إلى قاتله.
أما توصيل الرسالة الخطأ فيمكن أن يعود بالخراب على أرباب العمل وعلى جميع العاملين في الوقت ذاته. يحكي لنا غيرالد ساليسبوري عن متدرب تلقى رسالتين مختلفتين تماما من حيث المحتوى من مديره التنفيذي عبر بريده الإلكتروني:
الرسالة الأولى نسخة لشكوى المدير التنفيذي قدمها إلى لجنة الإشراف بمجلس الإدارة ضد قسم بالشركة برمته، وضد جميع العاملين فيه، وأجورهم المرتفعة، وكيف أنه قد يغلق القسم بأكمله مستقبلاً، ولكنه لا يدري متى سيقوم ذلك.
أما الرسالة الثانية التي يجب أن تعمم لجميع العاملين بالشركة، فقدم فيها المدير التنفيذي التهاني وأطيب التمنيات إلى جميع العاملين بمناسبة العام الجديد. لكن المتدرب عمّم الرسالة الأولى الخاصة بالشكوى بدلا من الرسالة الثانية التي تحمل التهنئة.
جاسوس بينكم
لا تستهن ببراعة المتدرب الفائقة، ولا تنس التحقق من خلفيته، كما هو الحال مع الموظفين الجدد.
ويقول جيه بازينوتي، الذي كان يعمل في شركة يقول إنها ساعدت كثيرا في تطور شبكة الإنترنت في أيامها الأولى: "كثيراً ما كانت الشركة تعيّن متدربين، وكانت تعاملهم على قدم المساواة مع الموظفين الآخرين. كنا نشركهم في العمل، ونكافئهم حين ينجزون العمل."
تميز أحد أولئك المتدربين من بين أقرانه، وكان على حد قول بازينوتي سريع البديهة، وذكياً، وقدم مساهمات فنية قيمة للشركة.
ويضيف بازينوتي: "ثم جاء يوم اقتحمت فيه قوات "الأف بي آي" (مكتب التحقيقات الفيدرالي بالولايات المتحدة) مباني الشركة، وانتشرت بصورة مكثفة أوقفت العمل في الشركة بشكل كامل."
ويتابع: "ألجمتنا الدهشة بسبب ما يحدث، قبل أن نكتشف أن متدربنا الذكي كان قد سرق الشفرة الخاصة بأقيم وأغلى مبتكراتنا، وحاول بيعها للصينيين بمبلغ بخس لا يتجاوز 50 ألف دولار، دون أن يدرك أن هؤلاء الصينيين كانوا لسوء حظه عملاء سريين للاف بي آي."
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com