بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
منذ الغزو العربي للدول المسيحية في العالم والمسيحيون يدفعون ثمنا باهظا للحياة .
إنتشر العرب حاملين راية الإسلام في منطقة الشرق الأوسط ، وكانت مصر الدولة الوحيدة التي لم تحاربهم أو ترفضهم . بل كما يقول التاريخ أنه عندما عسكر القائد العربي المسلم عمرو بن العاص بجيوشه فوق جبل المقطم في المنطقة التي تعرف الأن " بالأزبكية " . وفي فجر أول يوم له سمع الجنود أصوات صليل السيوف ، فأمر عمرو جنوده بفك خيامهم وأبقى على خيمته .
فوجيء الجميع بالرهبان حاملي الصلبان وهم يطلبون من القائد عمرو بن العاص حمايتهم من الرومان .
إستغل عمرو بن العاص هذه الفرصة ووعدهم بالحماية . وتم فتح مصر " كما يقول تاريخ العرب " والإستيلاء على خيراتها بعد أن أصبحت السلطة في يد عمرو بن العاص التابع للخليفة العربي المسلم عمر بن الخطاب الذي خشي على جنود المسلمين بعد أن أرسلهم لفتح " غزو " مصر . فبعث إلى عمرو برسول يحمل معه أمرا " إذا لم تكن قد وصلت إلى حدود مصر عُد بقواتك " . لأنه كان يخشى من قوة مصر الحربية بوجود القادة الرومان هناك . لكن القائد عمرو بن العاص " الداهية " كان يعلم مسبقا بخيرات مصر ، فقد كان تاجرا قبل أن يُسلم . فلم يقرأ كتاب الخليفة له إلى أن وصل الحدود المصرية ، حتى لا يقال عنه أنه لم يستمع إلى أوامر الخليفة .
القوة العربية الإسلامية بدأت تنتشر وبدأ الحكم العربي الإسلامي يفرض نفسه على شعوب الدول التي أصبحت تحت سيطرتهم .
الخليفة عُمر بن الخطاب الذي زار كنيسة بيت المقدس وعندما حان وقت الصلاة رفض الصلاة داخل الكنيسة حتى لا يقلده المسلمون بعد ذلك ، فصلى خارج الكنيسة .
الخليفة عُمر بن الخطاب نفسه أصدر بعد ذلك ما عرف بالعهدة أو " الوثيقة " العمرية . وفيها إجحاف ما بعده إجحاف ضد المسيحيون في جميع البلاد التي تم غزوها وكنائسهم والتي كانت ومازالت تلك العهدة " الوثيقة " من الخليفة بمثابة سيف مسلط على رقاب المسيحيين " الإسلام أو دفع الجزية أو القتال "، وعدم بناء كنائس جديدة ، والكنائس الموجودة لا يجوز ترميمها وتترك حتى تسقط وتندثر .
واجه المسيحيون في جميع الدول المحكومة بالحكم الإسلامي العربي الكثير من الغبن والإضطهاد وأسلم من أسلم ، وقتل من قتل ، ودفع الجزية من دفع .
ما من حاكم تولى حكم هذه البلاد وكان عادلا بين أبناء تلك الدول .
أما عن المصريين فلم يختلف حكم العرب في إذلالهم ونهب ممتلكاتهم وخطف بناتهم وشبابهم وإجبارهم على الإسلام ( ومن يشاهد مسلسل " حريم السلطان " سيتأكد بنفسه مما نقول فما أظهره المسلسل عن الدول الغربية وغزواتهم لها ، ما هو إلا دليل واضح على ما فعلوه في مصر وغير مصر) . ومازال حتى وقتنا هذا " القرن الواحد والعشرون " يعامل المصريون معاملة الذمي ولا مكان له في الدولة لا سياسيا ولا إجتماعيا وإذا كان المصري المسيحي يمتطي دابته ومارا على جماعة مسلمة ، عليه أن ينزل من فوق الدابة وينحني لهم ويسير ووجهه منحنيا لهم . وإذا إمتطي دابته ولم يكن قد بعد عن تلك الجماعة ، يمتطيها " دابته " ووجهه لأسياده العرب المسلمون . وبالطبع حدث نفس الشيء في جميع الدول الإسلامية سواء العربية " التي تتحدث اللغة العربية " أو الإسلامية " ولا تتحدث اللغة العربية " مثل إندونيسيا وماليزيا وغيرهما
لو دققنا النظر فيما يحدث هذه الأيام ضد المسيحيين في الدول الإسلامية نشعر بأن لا شيء قد تغير بالنسبة للمسيحيين . بل مع الأسف يتم إختطاف البنات وإجبارهن على إعتناق الإسلام . ويتم حرق بيوتهم وكنائسهم وسرقت أموالهم ومحلاتهم التجارية وخطف رجال الأعمال والإفراج عنهم " إذا كانوا محظوظين وعلى قيد الحياة " بعد دفع مبالغ باهظة لأعادتهم إلى زويهم وأهلهم .
ما الذي تفعله القوات الإجرامية المسلحة وبإسم الدين في العراق ، سوريا ، ليبيا واليمن ؟ طبيعي لا شيء في الخفاء هذه الأيام ، إنهم ينفذون حرفيا ما جاء في " العهدة أو الوثيقة العمرية " . والأكثر غرابة أنهم ينهبون بيوتهم وأموالهم وممتلكاتهم ثم يطردونهم خارج أوطانهم التي هي جزء لا يتجزأ من نسيجهم الوطني في الوطن الذي يعيشون فيه .
المسيحيون في الدول الإسلامية محرومون من أبسط حقوق الإنسان الدولية ، ولا أحد يلتفت إليهم . فهل سنجد من المسلمين عربا كانوا أو غير عرب ، رؤساء كانوا أو ملوك أنه حقيقة سيعمل من أجل تفعيل حق كل مواطن ولد وعاش على أرض وطنه ؟ وهل سيتوقف يوما ما النظر الى المسيحيين على أنهم أقل من المسلمين لأنهم كفار ولا يستحقون سوى الإذلال ؟
أسئلة كثيرة حائرة لا نجد إجابة لها .....
وإلى لقاء وموضوع أخر عن المسلمين في الدول الغربية الكافرة ...
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com