شهد عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، المناورة البحرية «ذات الصوارى»، التى نفذتها القوات البحرية بالذخيرة الحية أمام سواحل الإسكندرية، بمشاركة عشرات القطع البحرية من مختلف الطرازات، وباشتراك عناصر الصاعقة البحرية والمقاتلات متعددة المهام من «طراز إف ١٦» والهليكوبتر المسلح.
ورفع السيسى علم مصر والقوات البحرية على عدد من القطع البحرية ولنشات المرور الساحلية، إيذاناً بدخولها الخدمة، وافتتح عددا من المنشآت الفنية والإدارية داخل الورش الرئيسية للقوات البحرية، من بينها تطوير رافع السفن الذى يستخدم فى أعمال التأمين الفنى وزيادة طاقته الاستيعابية، واستعادة الكفاءة الفنية والقتالية، وإجراء العَمْرات لمختلف الوحدات والقطع البحرية، وورشة «الفايبر» التى تصنع بها اللنشات الخفيفة ولنشات المرور والإرشاد، وافتتاح مصنع الغازات المسالة الذى يلبى احتياجات المستشفيات العسكرية ومركز طب الأعماق من الأكسجين والغازات الطبية، ومبنى الكهرباء والإلكترونيات، ومبنى الميكانيكا والديزل، ووحدات تقطيع وتجهيز السفن، وهنجر بناء وإصلاح الوحدات البحرية، كما افتتح المركز الرياضى الأوليمبى للقوات البحرية، والذى يضم العديد من الملاعب وصالات الإعداد البدنى وحمام سباحة أوليمبى، لخدمة ضباط القوات البحرية وعائلاتهم.
بدأت البيانات والأنشطة التخصصية بقيام عدد من الوحدات البحرية بتأمين المسطح المائى لميناء الإسكندرية والممرات الملاحية وخطوط السير للسفن التجارية ضد الضفادع البشرية ومخاطر العائمات المعادية، من خلال عمل نقاط المراقبة الساحلية ولنشات المرور، وإلقاء العبوات المتفجرة المضادة للضفادع البشرية المعادية، ودفع لنشات المرور السريعة لمطاردة العائمات المشبوهة، ومنعها من اعتراض السفن التجارية، والقبض عليها، واقتيادها لأقرب ميناء لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالها.
تضمنت المناورة العديد من الأنشطة والبيانات العملية للتدريب على مهام العمليات، والتى من بينها: تأمين نطاق القوات البحرية وخطوط المواصلات وحركة النقل البحرى، وحماية الأهداف الاقتصادية فى البحر والسواحل، وتنفيذ جميع الدفاعات البحرية، والتصدى لتشكيل معاد بالصواريخ «سطح- سطح» والمدفعية، وانضمت للمناورة طرازات جديدة من اللنشات السريعة، من بينها عدد من القطع التى تم تصميمها وتصنيعها بأيدى وخبرات رجال القوات البحرية.
كما تضمنت المناورة قيام مجموعة من الوحدات البحرية وصائدات الألغام بتطهير الممرات البحرية والبواغيز وطرق الاقتراب، لتأمين مرور الوحدات البحرية عبر الممرات الضيقة، والتأكد من خلو الممر الملاحى من الألغام، حيث قامت إحدى السفن صائدة الألغام باكتشاف وتمييز عدد من الألغام وإبطال مفعولها وتدميرها، وتنفيذ عمليات المسح الهيدروجرافى، وتحديث قاعدة البيانات الخاصة بالأعماق وطبيعة القاع.وتصدت الوحدات البحرية لهجوم جوى معادٍ مكون من تشكيل من طائرات إف ١٦، باستخدام وسائل وأسلحة الدفاع الجوى الذاتية الموجودة بالسفن والصواريخ قريبة المدى والمدفعية المضادة للطائرات.
وتصدت الوحدات البحرية خلال المناورة لخطر العائمات السريعة، حيث تعرضت إحدى السفن للهجوم من مجموعة من العائمات السريعة المحملة بالخارجين عن القانون، ونجحت العناصر المدربة فى صد الهجوم، بعد الاشتباك وإصابة أحد اللنشات.
واعترضت المجموعات القتالية إحدى السفن المشتبه فى وجود أسلحة وبضائع مهربة بداخلها، حيث صدرت الأوامر بالاقتحام العمودى والسطحى للسفينة المشبوهة بعناصر من الصاعقة البحرية باستخدام الطائرات الهليكوبتر واللنشات السريعة، وتنفيذ إجراءات حق الزيارة والتفتيش، لتأكيد سيطرة الدولة على المياه الإقليمية والاقتصادية والحفاظ على الأمن القومى المصرى.
وتزودت إحدى القطع البحرية بالوقود والمياه والذخائر من سفينة إمداد أثناء قيامها بالإبحار، وهذه الحالة تعد من أعقد العمليات البحرية وأكثرها مهارة، حيث تتطلب دقة فائقة أثناء الاقتراب بين الوحدتين خلال الإبحار، مع الاحتفاظ بخط السير والسرعة تحت مختلف الظروف والأحوال الجومائية، كما يمكن إجلاء الجرحى والمصابين، وتقديم الإسعافات الطبية داخل سفينة الإمداد المجهزة لإجراء العمليات الجراحية بداخلها.
وتضمنت المناورة أيضا صدور إشارة استغاثة بنشوب حريق بإحدى السفن التجارية وخروج الحريق عن السيطرة، وفى توقيت قياسى تم الدفع بقطعتين من القطع البحرية، للمعاونة فى إنقاذ السفينة المنكوبة ومكافحة الحريق.
وتعاونت طائرات الهليكوبتر مع إحدى الوحدات البحرية فى تنفيذ المهام الصعبة بشأن البحث عن الغواصات البحرية المعادية واكتشافها وتدميرها، حيث أقلعت طائرة هليكوبتر من سطح إحدى الفرقاطات، لتحديد موقع الغواصة المكتشفة باستخدام السونار، وأطلقت طوربيدا على الصدى المكتشف، وقامت إحدى المدمرات بإطلاق طوربيد صاروخى على الغواصة المعادية، مع إطلاق مجموعة من قذائف الأعماق الصاروخية من وحدات قنص الغواصات للتأكد من تدمير الهدف، وتكمن صعوبة تلك المهمة فى قدرة الغواصات على التخفى.
وتصدت الوحدات البحرية لهجوم بحرى معاد، وتنفيذ رمايات مدفعية «سطح- سطح» بالذخيرة الحية، وأظهرت الرماية مدى الدقة فى إصابة الأهداف والتعامل معها، وتنفيذ المهام القتالية والنيرانية فى الوقت والمكان المحددين بكفاءة عالية.
كما شاركت فى المناورة الغواصات التى تعد واحدا من أقوى الأسلحة بالقوات البحرية، بعد تطويرها لتصبح قادرة على إطلاق الطوربيدات الحديثة والصواريخ (عمق- سطح)، مع تطوير قدرات الاكتشاف والتتبع والاتصال فوق وتحت السطح، وأطلق أحد اللنشات صاروخ سطح/ سطح، لصد وتدمير إحدى الوحدات البحرية المعادية. ونفذت مجموعة من اللنشات الحديثة المصنعة محلياً، والمزودة بكاميرات مراقبة ليلية، عدة تشكيلات إبحار تميزت بالمناورة الحادة والسرعات العالية، وفى نهاية المناورة قامت الوحدات البحرية المشاركة بالمرور والاستعراض بسرعات محددة وخط سير ثابت لتقديم التحية للقائد الأعلى للقوات المسلحة.
وألقى الفريق أسامة الجندى، قائد القوات البحرية، كلمة أكد فيها أن رجال القوات البحرية بما يملكونه من تدريب راق ووحدات وأسلحة بحرية حديثة يمارسون مهامهم بكل قوة وحزم لحماية سواحل مصر ومياهها الإقليمية ضد أى أعمال عدائية خارجية أو داخلية، مشيراً إلى أن أهمية المناورة هى التأكد من قدرة جميع العناصر المقاتلة والتخصصية داخل القوات البحرية على مواكبة التطور المتسارع فى نظم وأساليب القتال البحرى، بما يتناسب مع طبيعة العدائيات والتهديدات البحرية المحتملة، وتنفيذ جميع المهام بنجاح وتحت مختلف الظروف.
حضر المناورة المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقى صبحى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والفريق محمود حجازى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من الوزراء والمحافظين وقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com