نعيم يوسف
كأنه يلعب في فريق ضمن أحد عشر لاعبا، ولكنه يجري في الملعب وحيدا، دون حراك من باقي اللاعبين، هذا بالضبط حال الرئيس السيسي، مع أجهزة الدولة، وخاصة المنوطة بإصلاح الخطاب الديني في مصر، ومواجهة الفكر المتطرف بالفكر المستنير، وعلى الأخص الأزهر والأوقاف والإفتاء.
قرار الرئيس الذي أصدره أمس، الخميس، بفصل الطلبة والأساتذة، في جامعة الأزهر، الذين يتورطون في ارتكاب العنف داخل الجامعة، قرار "أمني" صائب وسليم وتحتاجه الجامعة، ولكنه في النهاية قرار "أمني".. نعم أمني، وهذا دور سلطة تنفيذية.. ولكن ماذا بعد إقالتهم أو فصلهم من الجامعة؟؟ هل سينتهي الفكر المتطرف؟؟ أم أنهم سينغرسون أكثر بين الفئات الأقل تعليما ليبثوا فيهم سمومهم؟؟ ويستقطبون عناصر جديدة بين صفوفهم؟؟
مواجهة الإرهاب والتطرف تحتاج إلى ناحيتين، إحداهما أمني، وهو ما فعله الرئيس، وهذا دوره، والآخر فكري، وهذا دور الأزهر والإفتاء والأوقاف، والسؤال هنا: ماذا فعلوا تجاه مواجهة أفكار المتطرفين، والإرهابيين، والفتاوى التكفيرية، في الداخل والخارج؟؟
يقول الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية في الأزهر، أن مواجهة الإرهاب لا تحتاج معالجة أمنية فقط، وإنما الفكر يواجه بالفكر، ولكن "الكفاءات مهمشة".. هذا هو إذن بيت القصيد، تهميش الكفاءات التي يمكنها دحض هذه الأفكار، وتصدير المتطرفون أنفسهم إلى المناصب العليا، المفروض أصلا أنها تواجه التطرف.. فهل يكفي قرار الرئيس بفصل المتورطين في العنف؟؟؟ أم نحتاج إلى مواجهة من أقنعهم بارتكاب العنف؟!؟!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com