بقلم:ماجد كامل
آمن الأنبا غريغوريوس بضرورة الانفتاح الثقافي والحضاري علي كل العالم " ؛ ؛وكرس لهذه القضية العديد من الكتب والمقالات ؛فلقد وجه إليه سؤال عن رؤية نيافتكم لكلمة الانفتاح ؛فقام بنشر الرد في جريدة وطني في عددها الصادر في 8 مايو 1977 ؛قال فيه " الانفتاح تعبير إنساني جميل مضاد للإنغلاق ؛ الإنفتاح هو خروج الإنسان عن أنانيته وذاتيته لينظر الوجود خارجا عن ذاته ؛وينفعل بوجود غيره ؛ويتفاعل معه ؛ويؤثر فيه ويتأثر به ؛ويدرك أنه جزء من الكون ؛إن الإنفتاح مبدأ إنساني ؛روحي وإجتماعي وسياسي
؛ يؤمن به جدا ويسعي إليه كل إنسان مثقف متحضر ؛وكل عالم متبحر ؛وكل مصلح إجتماعي ؛وكل سياسي مخلص لبلده ..... بل إن الإنفتاح هو سبيل التقدم والإرتقاء في سلم الحضارة ؛ولولاه لظل الإنسان حبيس أفكاره وآرائه المحدودة ونظراته القاصرة ؛فيأسن فكره كما يأسن الماء ويتعفن ؛ وليس ينفع فكر الإنسان وعقله قدر ما ينفعه الحوار مع غيره ممن يختلفون معه فكرا ونظرا ؛فإن مناقشة الأفكار تصقل قدرات العقل علي التفكير ؛وتوسع من إمكانته علي الإيغال في الأنظار العقلية ..... علي أن الفضل بعد هذا كله ؛أو قبل هذا كله ؛يرجع إلي فضيلة الإنفتاح علي أفكار الآخرين الروحية ؛والأدبية ؛ والعلمية ؛ والإجتماعية ؛ والسياسية ".
وفي لقاء لنيافته مع شباب حزب الأحرار الدستوريين تم يوم 6 اكتوبر 1983 ؛ وكان عنوان اللقاء "حرية الرأي والإحتلاف يؤدي إلي الإثراء " قال فيه من بين ما قاله " الإختلاف في الرأي يعمل إثراء ؛دائما أنا أقول ؛إن الله كان يمكن أن يخلق الناس نسخة واحدة ؛لكنه لم يفعل ذلك ؛هذه هي عظمة الخالق أنه لم يخلق شيء مثل الآخر ؛إذن هناك هدف في هذا التنوع ؛فلابد أن يكون هناك إختلاف في الفكر ؛مثل نغمات الموسيقي تتآلف مع بعضها البعض ؛وكل نغمة مختلفة عن الثانية لكي تكون سيمفونية مع بعضها البعض ؛ فممكن جدا أن الناس تختلف في الرأي دون أن يكون هناك إرهاب فكري ؛أنت لك رأيك وأنا لي رأيي ؛ونتفاهم ؛دون أن تكون هناك عداوة ؛ودون أن تكون هناك كراهية ؛وكل إنسان يستفيد من الآخر
لأننا كلنا نحيا في مجتمع ... بهذه الطريقة نترقي ونكبر ؛ وكل هذا نفع يعمل علي إثراء الوطن ؛والبلد كلها وللإنسانية بصفة عامة ؛أنت تعطيني فكرا وأنا أبادلك هذا الفكر ؛ومن هنا تظهر الحقيقة ؛ويكون هناك رقي ونجد أنفسنا تسير في خط صاعد إلي فوق وإلي الأمام ؛عندما نقوقع أنفسنا هذه ليست إنسانية ؛ووبذلك تغيب عنا حكمة الخالق في أنه خلق هذ التنوع في الخليقة ".
وفي مقال لنيافته نشر في جريدة وطني بتاريخ 21 أكتوبر 1984 ؛ وكان عنوان المقال " الدين في جوهره لا يعرف التعصب " جاء فيه " الدين في جوهره لا يعرف التعصب . أنه ينادي بالمحبة لجميع الناس .... والواقع أن التعصب شر وخطيئة ضد الله ؛ وضد الدين ؛وضد المجتمع وضد الإنسانية ؛ذلك أن التعصب تشدد مقيت وتزمت رديء وإنغلاق غبي علي الذات ؛وإنحباس علي النفس مع رفض الرأي الآخر ؛وعدم الاستعداد لقبول الحق حتي عند ظهور الدليل ".
أما عن علاج التطرف ؛ فلقد نشر نيافته مقالا نشر بجريدة الجمهورية بتاريخ 29/9/1991 عن التطرف والانحراف عند الشباب ؛ قال فيه " علاج التطرف يبدأ منذ الطفولة المبكرة ؛ومن هنا يأتي دور الأب والأم ؛فمن الأب والأم يتلقن الطفل مباديء الدين والأدب والأخلاق وبالتالي الحب للآخر ؛والتسامح مع الآخر ؛وإحترام الآخر ؛وعلي ذلك كلما أعددنا شبابنا من الجنسين في مراحل التعليم المتدرجة علي المحبة للآخر ؛والتسامح مع الآخر ؛وإحترام الآخر ..... سننجح بالتالي في تنشئة أطفالنا الصغار علي أيدي أمهات وآباء تعلموا مباديء الدين والأخلاق والأدب ..... نحن في حاجة إلي توسيع دائرة معارفنا ومعارف جميع المواطنين في جميع الإتجاهات والمستويات وفي كل مراحل العمر ؛ علي أن يمتد العلم والمعرفة إلي المواطن في المدينة ؛وفي القرية ؛وفي الحقل ؛ وفي المصنع وفي المتجر ؛في البيت والشارع ؛إن التطرف ينبع من الجهل أساسا ؛وينمو بالإنغلاق ؛ والعلاج يكون بالانفتاح ؛بفتح النوافذ والأبواب التي يأتي منها العلم وتأتي منه المعرفة .....
والعلم هنا هو العلم الآتي من لدن الله ؛والعلم الآتي من عقل الإنسان . والإنسان هنا هو كل إنسان من كل لون ومن كل دين ؛ هو كل إنسان في الشرق أو في الغرب ؛في الشمال أو الجنوب وهو كل إنسان في الماضي السحيق ؛ أو الحاضر الممتد في جميع الإتجاهات الأصلية ؛ هو الإنسان في القديم والإنسان في الحديث ...... فكل ما أنتجه فكر الإنسان في جميع العصور هو حضارة الإنسان ؛وهو ملك لجميع لكل الناس الذين أو لمجرد النهديد فإنها بلا شك ستدمر الجميع ؛ولن يكون هناك غالب أو مغلوب . أيضا فإننا نؤيد الدعوة الي وقف التسلح النووي أو إستخدلمه بأي صورة .إننا نؤيد
الدعوة الي وقف التسلح النووي من أجل الاطفال الذين سيضارون ويشقون بدون ذنب ارتكبوه ؛لكن من أجل مطامع الكبار وإرضاء لغرورهم .
نؤيد الدعوة الي وقف التسلح النووي ؛لأنه ليس من حق الإنسان أن يقتل أخاه الإنسان فلقد أمر الله في الوصية السادسة قائلا "لا تقتل " (خروج 20 :13 ) كما قال السيد المسيح له المجد "قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل ؛ومن قتل يكون مستوجب حكم القضاء ؛أما أن فاقول لكم إن كل من غضب علي أخيه من غير سبب سيتوجب حكم القضاء .. ومن قال لأخيه رقا ؛يستوجب حكم المجمع ؛اما من قال يا أحمق يستوجب نار جهنم ( مت 21- 22 ).
من يقتل أخيه بسكين أو ما شبه ذلك ؛يعد قانتل نفس ؛ومصيره جهنم ؛فكم يكون مصير من من بالسلاح النووي لا يقتل فقط ؛وانما يشقي ويعذب لا إنسانا واحدا ؛وإنما ألوفا وملايين من البشر .
وفي مقال لنيافته نشر في جريدة وطني بعنوان "الدين والأخلاق في بناء مصر المعاصرة "نشر في جريدة وطني بتاريخ 3 فبراير 1991 ؛ قدم مجموعة من التوصيات التي تساعد علي تفعيل روح الدين والاخلاق في بناء مصر المعاصرة نذكر منها :-
1-إننا ندعو الآباء والأمهات ؛والكتاب والأدباء ؛ودعاة الدين والمصلحين الاجتماعيين الي فهم روح الدين بعيدا عن الخلافات المذهبية ؛والتركيز علي جوهر الدين وأصوله .
2-إننا ندعو إلي وقف كل أنواع الصراعات بين الناس علي أساس الدين ؛منبهين إلي ان كل هذه الصراعات يمكن رد أسبابها لا إلي الدين في حقيقته بل الي اختلاف الفهم بين الناس ؛والي اختلافات عرقثة وجنسية واختلافات علي الأهواء البشرية .
3-يجب ان نستثمر مواهبنا في الإيجابيات لا السلبيات ؛ وأن نركز علي ما يجمعنا لا علي ما يفرق بيننا حتي لا تتعطل مسيرتنا نحو التقدم في صراعات تستنزف قوانا .
4-إننا ندعو العلماء بعامة وعلماء الدين بخاصة ؛ لا إلي إهمال العقائد وإنما إلي شرح عقائد الدين بما يبني نفوس الناس وأذهانهم ؛وإلي ممارسة رسالة الدين عمليا ؛بالدعوة إلي الحب والاحترام المتبادل ؛وعمل الخير وتخفيف آلام المتعبين والمعوقين ؛ وتقديم العون لكن من يحتاج الي العون من كل جنس ولون ودين .
5 إننا ندعو إلي تخصيص حصة في الجدول الدراسي لدرس في الاخلاق في جميع مراحل الدراسة ؛ ولجميع الفرق الدراسية من أدناها إعلاها لحض التلاميذ علي الأخلاقيات العامة التي يدعو إليها الدين ؛وهذه هي الاخلاقيات المستمدة من الكتب المقدسة ومن التراث الإنساني بعامة ؛ومنها فضائل :- ( الصدق ؛ والأمانة ؛ والصراحة ؛ والإخلاص ؛ والنزاهة ؛ والحرية ؛ وإحترام آدمية الإنسان ؛ والشجاعة ؛والوفاء ؛ والصبر ؛ والإحتمال ؛ والتسامح ؛ والمرؤة ؛ والشهامة والخيرية والغيرية ......ألخ ) مع تقديم أمثلة عملية وقصص تاريخية لتوكيد تلك القيم الأخلاقية وترسيخها .
6-إن يشمل درس الأخلاق أيضا التربية الإجتماعية وما يعرف بالآداب العامة وقواعد الإتيكيت في الشارع والبيت ؛ وآداب المائدة ؛ومخاطبة الناس ومخالطتهم ومعاملتهم ؛ وآداب الإجتماعات والاماكن العامة والجيران والأجانب ؛ وكل ما ينبغي ان يتعلمه الإنسان المعاصر والمهذب .
7- واخيرا وليس لآخر؛ لا نهمل التنبيه إلي اهمية التربية الرياضية والفنية . فالرياضة البدنية خصوصا الالعاب التي تنمي روح الفريق أي العمل الجماعي وتغذي روح الانتماء ؛ تخدم الثقافة في مصر المعاصرة لانها تدعو إلي الانفتاح والأخذ والعطاء . وأما الفنون بأنواعها من موسيقي ؛ وتصوير ونحت وغيرها ..... فهي هامة وضرورية في تربية الذوق وترقية الحس ؛ وتهذيب الإحساس ....... وكلها عناصر أساسية في تشكيل ثقافة الإنسان المصري ؛ ونموه الحضاري .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com