ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

"يو نادر جمع عشرة من نجوم الأدب مع شمس "العميد

| 2014-10-29 14:46:12

 تستطيع تمييزه بنظارته السوداء القاتمة، وابتسامته الرائقة التي لا تزيده إلا وقارًا، يجلس وسط 10 أدباء يحيطون به، وهو في المنتصف كشمس تنير عالم الأدب.

 
هو الكفيف الذي أنار الحياة في عيون الكثيرين، بطريق رسمه ببصيرته، ليصبح ميراثه الأدبي، جزء لا ينفصل عن الثقافة المصرية، على رغم ما تعرض له من مصاعب على مدار حياته، إلا أنه نجح في استكمال الطريق حتى نهايته، غير عابئ بلحظات الانكسار والضعف، هو رجل، لا تملك أمام تاريخه سوى أن تحترمه كعبقري، وتعشقه كمفكر.
 
ففي لقاء جمعه مع مجموعة من شباب الأدباء، الذين صاروا بعد وقت رموز للثقافة في مصر والوطن العربي، واستحقوا عن جدارة أن يكونوا "جيل الرواد"، بما تركوه من بصمات مهمة منهم، أنيس منصور، يوسف السباعي، نجيب محفوظ، عبد الرحمن الشرقاوي، ثروت أباظة، أمين يوسف غراب، كامل زهيري، عبدالرحمن بدوي، ومحمود أمين العالم، مع الإعلامية ليلي رستم، في برنامجها "نجمك المفضل"، على التلفزيون المصري آنذاك.
 
دارت حلقة من النقاش بين الأدباء والكاتب الكبير طه حسين، حول عدد كبير من الموضوعات كان أهمها اللغة العربية الفصحي، والعامية المصرية في الكتابة.
 
يبدأ الكاتب الروائي يوسف السباعي بسؤال موجه للعميد، قائلًا "في الواقع، المعركة بين الفصحى والعامية طول عمرها موجودة، دلوقتي أنت شايف أن الخصومة بين الفصحى والعامية وصلت لحد تبادل التهم السياسية، كنت عايز أسأل رأي الدكتور طه في الموضوع، اللغة الفصحى والعامية؟، وإيه رأيه في الحد الذي وصلت إليه المناقشة؟"، فيرد عليه العميد بعربية صحيحة وبنبرات قوية متزنة "لا تخف، لا يا سيدي، لا يستطيع أحد أن يتهمك بالشيوعية"، وسط ضحكات الجميع لينجح الكاتب الكبير أن يكسر حالة الجمود بين الكتاب الشباب في ذلك الوقت، ويؤكد أن اللغة الفصحى هي الطريقة الوحيدة إلى تحقيق الوحدة بين الأمم العربية.
 
ويكمل "طه" حديثه، إذا كتبت بالفصحى فهمك العرب جميعًا من المحيط إلى الخليج، أما الكتابة العامية، فلن تصل إلا لعامة المصريين، وحكى العميد موقف حدث معه في المغرب، حين استقبله الملك محمد الخامس، وكان يريد أن يقول إنه مسرور جدًا من موقف مصر بالقياس إلى استقلال المغرب، فجاء التعبير، "نحن مسرورون من الموقف دْيَالْكُمْ أمام قضية الاستقلال"، وهو ما لم يفهمه طه إلا بعد أن سأل المستشار الثقافي المصري عنها قائلًا، "سألت مستشارنا الثقافي في ذلك الوقت، فهو الذي فسرها لي، وكنت أتنذر بها طوال إقامتي في المغرب، ولا أنسى عندما بدأنا نسافر من المغرب وركبنا السفينة، وتركنا المودعون، كلمتهم من بعيد فقلت لهم: وجهوا التحية مني إلى البلاد دْيَالْكُمْ".
 
وأضاف خلال الحوار، أن أدباء الجيل الجديد من الكتاب والأدباء، مستوى قراءاتهم لا تعبر عن اطلاع وثقافة واسعة، وفى واقعه طريفة أثناء اللقاء، سأل الكاتب السباعي، بمن تقصد يا دكتور بالجيل الجديد؟، فرد عليه طه وقال، "ريح نفسك لست من الجيل الجديد"، واستثنى الأديب محمود أمين العالم، مؤكدًا ثقافته الجيدة التي تنذر بكاتب يقرأ له ويتابع أعماله، ويقول إن ما أقوله لا يعتبر حكمًا قاصيًا، لأن حبي لهؤلاء هو الذي يدفعني إلي أن أتمني لهم أن يكونوا خيرًا مما هم فيه".
 
يقول طه حسين، "للأسف الشديد عصر السينما والتلفزيون والراديو والتمثيل، يمنع الناس من القراءة، ويأخذ منهم أوقاتهم فلا يقرأون، وكلها أشياء سهلة تستغرق أوقاتهم".
 
وهاجم طه خلال حديثه، السينما والتمثيل وجميع الوسائل الحديثة في ذلك الوقت، واتهمها أنها تُبعد الناس عن الثقافة والتنوير الحقيقي الموجود داخل الكتب، ليرد الكاتب يوسف السباعي ويقول، إن السينما والمسارح تعتبر من أهم أدوات نشر الثقافة داخل المجتمع، حيث إن استقبال الناس للمسرحية المكتوبة على خشبة المسرح، أسهل بكثير وأقوى من استقبالها مكتوبة، ما يجعل من السهل إيصال المعارف داخل كل بيت من خلال التلفزيون و الراديو.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com