صحيفة قبرصية ترحب بإعلان القاهرة.. وموقع يونانى: أنقرة غير سعيدة.. ووكالة الأنباء الصينية: ورقة ضغط على الأتراك
أجمعت الصحف التركية والقبرصية واليونانية اليوم، على أن القمة التى شهدتها القاهرة أمس بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس القبرصى نيقوص أناساتاسيداس ورئيس الوزراء اليونانى أنكونيوس ساناراس موجهة بالأساس إلى تركيا، فضلا عن بحث التعاون بين الدول الثلاث فى مجالات الطاقة والغاز الطبيعى. وقالت صحيفة توداى زمان التركية، إن مصر التى زعمت أنها تواجه أسوأ أزمة للسلطة منذ عقود، تعهدت بتعاون أكبر فى مجال الطاقة مع اليونان وقبرص، ووصفت الصحيفة ذلك بالخطوة الدبلوماسية التى تفتح الباب أمام احتمال تقدم فى محادثات استيراد الغاز الطبيعى من قبرص، والتى لا تعترف بها تركيا، ورأت الصحيفة أن القمة الثلاثية فى القاهرة تعمق من العلاقات بين الدول الثلاث التى تتحدى جهود تركيا لاستغلال الغاز الطبيعى فى مناطق تقول إن قبرص "تزعم" تبعيتها لها، ومضت قائلة إن هذا التحالف الناشئ يناسب مصالح مصر أيضا، التى تدهورت علاقتها مع تركيا سريعا فى أعقاب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسى، الإسلامى المنتمى للإخوان المسلمين، وهى الجماعة التى تحظى بدعم الحكومة التركية.
وأشارت توداى زمان إلى أن القادة الثلاثة قالوا إنهم يعملون على تعزيز التعاون حول عدد من القضايا من بينها حل تقسيم قبرص على أسس طائفية بين شقين يونانى وتركى، ولفتت إلى أن هذا الانقسام له تداعياته على احتياطى الغاز، حيث تحرص قبرص اليونانية، وهى دولة عضو الاتحاد الأوروبى على تطوير جنوب الجزيرة الواقعة شرق البحر المتوسط، ولا تعترف تركيا بقبرص، وذكرت تقارير أنها أرسلت سفينة لجمع البيانات فى المياه المتنازع عليها فى خطوة تسبق تنقيب محتمل عن الغاز.
وجاء اجتماع القاهرة بعد يوم من حث اليونان لتركيا على التوقف عن مضايقة قبرص، فى الوقت الذى تتطلع فيه أثينا لاستغلال حقول الغاز الطبيعة البحرية والخوض فى نزاع الجزيرة، وفقا للصحيفة. من جهتها رحبت صحيفة "قبرص ميل" القبرصية" بإعلان القاهرة حول التعاون بين مصر وقبرص واليونان، وقالت إن الرئيس القبرصى نيكوس أناستاسيادس أشاد به باعتباره إيذانا بحقبة جديدة من التعاون بين البلدان الثلاث، مشيرة إلى تصريح أناستاسيادس الذى قال فيه إن أى دولة تشاركهم نفس رؤية تعزيز السلام والأمن والرخاء حرة فى الانضمام إلى جهود الدول الثلاث، كما أبرزت قوله بأن اليونان وقبرص ستعملان كسفيرين لمصر فى الاتحاد الأوروبى، مشددا على الحاجة إلى الاستقرار فى مصر التى لها نفوذ كبير فى العالم العربى، ويمكن أن تؤثر فى الجهود الخاصة بالتعامل مع التحديات الإقليمية. من جانبه ذكر موقع ekathimerini اليونانى أن إعلان القاهرة يدعو تركيا لاحترام حق قبرص فى منطقة اقتصادية خاصة بها، بعدما قامت سفينة أبحاث تركية بجمع بيانات للتنقيب عن الغاز فى مناطق تابعة لقبرص، ورغم أن الرئيس القبرصى شدد على أن إعلان القاهرة ليس موجها ضد أى دولة، إلا أن أنقرة غير سعيدة بالاتفاق .
وبخلاف الإعلام فى الدول الثلاث فقد قالت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" إن قمة التعاون بين مصر وقبرص واليونان، من المرجح أن تعمل على تحسين علاقات مصر مع الاتحاد الأوروبى وتلك الدول الأعضاء التى اتخذت موقفا مؤيدا لعزل الرئيس الإسلامى السابق محمد مرسى، العام الماضى، مشيرة إلى أن كلا من الرئيس القبرصى نيكوس أناستاسيادس ورئيس الوزراء اليونانى أنطونيوس ساماراس، أكدا للرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال لقائهما السبت، أن بلدانهما من شأنها أن تعمل كسفير لمصر داخل الاتحاد الأوروبى، لتحسين العلاقات بين الطرفين، وقال سعيد لاوندى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، فى تصريحات للوكالة، إن قبرص واليونان من الدول الغربية القليلة التى أيدت الاحتجاجات الشعبية ضد مرسى فى 30 يونيو 2013، وكذلك عزله وخارطة الطريق التى أعلنها المجلس العسكرى والقوى السياسية فى 3 يوليو.
وقالت شينخوا إن البعض يعتقد أن التحالف بين مصر وقبرص واليونان يمثل ورقة ضغط على تركيا، التى تتناقض مصالحها مع الدول الثلاث، فمن جانب ساءت العلاقات المصرية التركية فى أعقاب الإطاحة بالإخوان من السلطة، فيما تدين قبرص سيطرة أنقرة على الجزء الشمالى من أراضيها وهناك عداء تاريخى يعود إلى عام 1919 بين تركيا واليونان حيث الحرب التى استمرت حتى عام 1922، ومع ذلك، تشير الوكالة الصينية، إلى أن قادة الدول الثلاث أشاروا بشكل غير مباشر، خلال لقائهم فى قصر الاتحادية، إلى أن تحالفهم ليس موجها ضد تركيا، وقال الرئيس القبرصى صراحة فى بيان، السبت: "إن تحالفنا ليس موجها ضد دولة معينة بل يهدف إلى أن يكون نموذجا للتعاون الإقليمى".
ويشير جمال سلامة، أستاذ العلوم السياسية، إلى أن هناك مصالح مشتركة بين مصر وقبرص واليونان من مجرد التوحد ضد تركيا، ذلك بالرغم من المواقف التركية ضد البلدان الثلاث، موضحا أن مصر أول من اعترف بقبرص كدولة مستقلة وترتبط بعلاقات تاريخية مع اليونان، والقمة الأخيرة تهدف بالأساس إلى تعزيز هذه العلاقات والاستفادة من المصالح المشتركة.
وأيد سلامة الرأى القائل إن قبرص واليونان يمكن أن يكونا بوابة مصر للاتحاد الأوروبى، لكنه أشار إلى أن مصر لديها بالفعل اتصالات مباشرة مع العديد من دول الاتحاد الأوروبى رغم بعض الضغوط المتعلقة بالسياسات الأمريكية التى يتبعها البعض، وتخلص الوكالة تقريرها مشيرة إلى أنه فضلا عن التنسيق الدبلوماسى والمصالح المتبادلة، أكد الزعماء الثلاثة أهمية التعاون فى مجالات الطاقة والصناعة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com