ما الذى فعلته الجبهة المتماسكة التى دعا إلى تكوينها الدكتور حامد عمار لكى تردد نغمة واحدة وهى: «فى قضايا التعليم لا تطبيع ولا تعتيم»؟
دعانى عميد الكلية التى أعمل بها لمقابلته بمكتبه، وقد كان، ثم قال: «إن أساتذة الكلية يقاومون مشروعك عن الإبداع والتعليم العام»، والذى كنت قد أنشأته فى عام ١٩٨٨، وكان يضم نخبة من الأساتذة المهتمين بكيفية بث روح الإبداع فى مجال التعليم العام والتعليم الجامعى، وكان ينعقد مرة كل شهر.
سألت العميد: ما المطلوب؟
أجاب: غلق سيمنار الإبداع.
سألته: هل فى الإمكان إجراء حوار مع هؤلاء الأساتذة الذين يقاومون سيمنار الإبداع؟
أجاب: إنهم يرفضون، ومقاومتهم ريح عاتية تعصف وتقصف. أغلق ثم انتظر.
أغلقت السيمنار فى ١٧ يوليو ١٩٩٧، وفوجئت بعد ذلك بأن رئيس الجامعة الدكتور حسن غلاب يهاتفنى، ويطلب منى التوقف عن إلقاء محاضرات لطلاب قسم الفلسفة لأن لديه شكاوى منهم ضدى يزعمون فيها أن أفكارى تزعجهم وتقلقهم وتمنعهم من النوم. ولكنه لا يمانع من إلقائى محاضرات لطلاب الدراسات العليا لأن عددهم لا يزيد على خمسة، ولأن إزعاجهم وإقلاقهم وامتناعهم عن النوم لا يحدث خللاً فى أمن الجامعة فاستجبت، ولكن المفارقة هنا أن الدكتور حسن غلاب عندما كان نائباً لرئيس الجامعة كان قد أعلن لأساتذة الكلية أنه من قُرائى منذ أن كان طالباً فى المرحلة الثانوية.
وهكذا طويت المرحلة الأولى من مراحل وجودى فى «تحالف كوبنهاجن»، فماذا عن المرحلة الثانية؟
بدأت المرحلة الثانية بتسلمى دعوات من جامعات إسرائيل للمشاركة فى ندوات فلسفية دولية، فماذا حدث؟
فى ٩/ ١١/ ١٩٩٨ تسلمت دعوة للمشاركة فى ندوة دولية بتنظيم من كلية العلوم الإنسانية بالجامعة العبرية والمركز الدولى بناى برث بالقدس الشرقية، وبالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور الألمانية تحت عنوان «القدس فى الفكر الأخروى عند كل من اليهود والمسيحية والإسلام»، وتنعقد فى ٢١/١٢/ ١٩٩٨. قبلت الدعوة وكان عنوان بحثى «نحو قدس جديدة». وقد رُئى عدم الموافقة على قبول الدعوة بدون إبداء الأسباب. وبعد ذلك تسلمت رسالة من رئيسة الجمعية الفلسفية الإسرائيلية آناتبيلتز تعرب فيها عن خيبة أملها بسبب غيابى عن الندوة، إذ ترتب على غيابى إلغاء الجلسة التى كانت مخصصة لإلقاء بحثى، وبعدها غادر الجمهور القاعة. ومع ذلك فإن المشاركين فى الجلسات الأخرى قد نوهوا بأن الجلسة الملغاة كان من الممكن أن تكون بمثابة لقاء فلسفى تاريخى.
وفى ١/٤/ ١٩٩٩ تسلمت دعوة للمشاركة فى المؤتمر السنوى الذى تعقده الجمعية الفلسفية لإسرائيل الجديدة بمقر الجامعة العبرية بالقدس الشرقية على أن أكون أول المتحدثين. وتسلمت خطاباً بالموافقة من وزير الخارجية عمرو موسى، ولكنى تسلمته بعد إقلاع الطائرة، ومن ثم لم أتمكن من السفر، فكانت الموافقة مرادفة للإلغاء.
وفى ١/٤/٢٠٠٠ تسلمت خطاباً من كلية العلوم الإنسانية بجامعة حيفا للمشاركة فى ندوة دولية تحت عنوان «الثقافة والبيئة والمجتمع» وتنعقد فى مايو ٢٠٠٠ ولكنى لم أتمكن من السفر.
وهكذا أُجهضت المرحلة الثانية من مراحل وجودى فى «تحالف كوبنهاجن». وبعد ذلك جاءت المرحلة الثالثة، فماذا حدث؟
فى ٣/٧/١٩٩٩ نشرت جريدة الأهرام خبراً مفاده أن مؤتمر كوبنهاجن برئاسة الدكتور مصطفى خليل، رئيس الوزراء الأسبق، يبدأ أعماله بالقاهرة بعد غد. وصرح مصدر مسؤول باللجنة التحضيرية بأن الهدف منه توجيه رسالة للحكومة الإسرائيلية الجديدة من أجل العمل على بناء الثقة للوصول إلى الوضع النهائى.
فماذا حدث بعد ذلك؟
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com