مينا ملاك عازر
الحرب الأمريكية ضد داعش حرب تستعر كل يوم عن الآخر، وتتواتر أخبارها ويتناقلها الجميع، وينتظرها الكثيرون، البعض كان متحمساً لها والبعض مثلي كان قلقاً منها، إذ لماذا تحارب أمريكا بنفسها داعش ولا تترك هذه المهمة للجيش العراقي؟ ولماذ انهار الجيش العراقي؟ ولماذا انهيار الجيش العراقي لم يستفز أمريكا لإعادة بناءه وتدريب رجاله؟ أسئلة كثيرة مطروحة على مائدة الحوار الفكري بيني وبين حضرتك
فهل تفكر معي في سر حرب أمريكا على داعش؟ ظننته رغبة أمريكية محمومة لتجربة أسلحتها الجديدة، وقد يكون، وظننتها رغبة أمريكية معتادة في هدر ثروات المنطقة بخلق كيان إرهابي بأموال المنطقة، ثم حربه بأموال المنطقة مثل القاعدة، وقد يجوز هذا أيضاً.
لكن مرحلة القلق وشعوري بالاقتراب من صراعي مع الوحش، وهي المرحلة الأخيرة في اللعبة، يتجلى حينما يصرح رئيس أركان حرب القوات الأمريكية لمحاربة لداعش بقوله أنهم سيحاربون داعش أينما كان!!!!؟؟؟؟ قد تمرر هذه العبارة حضرتك، وقد تمر هي من تلقاء ذاتها. منذ برهة حينما كان داعش مقتصر وجوده على العراق وسوريا، وكفى المؤمنون شر القتال، وكنا نتأمل تأملا فلسفياً وجودياً في عمق كيفية حرب أمريكا لتنظيم معادي لبشار الأسد -الذي هو معادي لأمريكا والذي لم تكن أمريكا تؤيده- ما يصب في مصلحة الأسد.
لكن ما أن تعلن جماعة أنصار بيت المقدس مبايعتها لداعش، وتعلن سيناء نزولاً على رغبة داعش ولاية سيناء على أساس أنها تتبع الخلافة بداعش، هنا أتحسس عقلي فوراً، فهل تدك أمريكا سيناء لأنها تحارب داعش؟ أم هل تعي أمريكا أحقية الجيش المصري التي كانت تنكرها عليه في حرب أنصار بيت المقدس بحجبها إعادة المروحيات المصينة؟ هل تفعلها أمريكا وتعترف بالإخوان جماعة إرهابية بناءاً على الربط الشهير بين تصريحات البلتاجي الإرهابي الذي قال أن ما يجري بسيناء يتوقف في اللحظة التي يعود فيها مرسي لسدة الحكم، وتفهم أمريكا ما هي تدركه أن كله مفتح على بعضه!؟
إن اتفقنا أن أمريكا تعرف الحقيقة فكل التنظيمات صنيعتها وصنيعة الغرب من الإخوان والقاعدة وداعش وبيت المقدس وغيرها، تضع نفسك أمام حقيقة هي للأسف الأقرب أن أمريكا تكاد تدك سيناء، فهل يحسم الجيش المصري المعركة سريعاً حتى لا يعط لأمريكا التكؤة للتدخل في الأراضي المصرية تحت ستار دولي من باب حرب داعش ثم توسيع مساحة غزة لحماس وإعطائها المناطق المطلوب أخذها من سيناء
أتمنى أن يفعلها الجيش المصري ويقضي على أحلام أمريكا في إعادة ترسيم المنطقة، وخاصةً ما يخص مصر، أنا لا أتمنى فقط بل أنا على ثقة بأن جيشنا قادر على هذا بإذن الله.
المختصر المفيد اللهم قني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com