ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

البابا تواضروس في توديع الأنبا ميخائيل: كان مثالا للالتزام والحق

نعيم يوسف | 2014-11-24 13:27:25

البابا يروي ذكرياته مع الأنبا ميخائيل مطران أسيوط
البابا تواضروس: لا نودعه بحزن أو تعب ولكن بفرح لأنه أتم رسالته
كتب - نعيم يوسف
قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إنه يعز علينا أن نودع الأنبا ميخائيل، على رجاء القيامة فقد عاش عمرا طويلا وأنعم الله عليه بهذه السنوات ملأها بكل خدمة وتعب، وقد عاش راهبا ترك الحياة وألتحق بالدير ناسكا في كل سنوات المطرانية.

وأوضح البابا خلال كلمته في صلاة جنازة الأنبا ميخائيل، شيخ مطارنة الكنيسة، اليوم، الاثنين، إنه كان مثالا للالتزام والحديث بالحق سواء على المستوى الكنسي أو المستوى المجتمعي، ويعرف عنه ذلك كل أسيوط، وكل الكنيسة القبطية.

وأشار البابا إلى أن الأنبا ميخائيل عاصر سبعة أباء بطاركة وهذه نعمة، وقد صار مطرانا في سن صغير جدا، وعمره 26 عاما، ومنذ ذلك الوقت يعمل عملا متسعا في إيبارشيته وللكنيسة، وقد شارك مع البابا يوساب والبابا كيرلس، والبابا شنودة، في الكثير من الخدمات.

وتابع: في إيبارشيته كان "التعمير" أحد السمات الأساسية فيه حيث عمر الكنائس والأديرة والنفوس، فصار الكثير من الناس مكرسين، والأماكن فالشاهد على ذلك دير العذراء في "درنكة"، وهي منارة للكنيسة القبطية ككل.

وأكد البابا أن الموت يراه أهل البشر نهاية، أما السماء فتراه بداية، وتكون حياتنا الأرضية هي فرصة، يعطيها الله للإنسان ويراه كيف يملأها ويعيش الإنسان فيها حتى يصل إلى الحياة الجديدة في السماء، وعندما ينتقل إنسان في الكنيسة نقول عنه الكلمة السريانية "تنيح" وهي تعني راحة من نوع خاص، فالراحة السماوية فيها تعزيات كثيرة وما أمتع الوجود في حضرة الله والملائكة، وينتقل الإنسان من الأرض إلى الحضرة الإلهية.

وأوضح البابا أن الإنسان ينتقل إلى السلام الكامل في السماء فلا يوجد قلق أو ضيق، وهذا الأمر في غاية الأهمية، فمهما حاول الإنسان على الأرض سيظل يعاني من الضيقات والأزمات، كل شخص وحسب نصيبه على الأرض، أما في السماء فلا يوجد ألم أوحتى "دمعة العين".

النقطة الأخرى هي الفرح الكامل في السماء، فالإنسان على الأرض بعد "ما يضحك على الأرض يقول اللهم ما أجلعه خيرا"، فمهما أمتد الفرح في الأرض له نهاية، أما في السماء فالإنسان يتمتع بالفرح الكامل، ويشعر بالسعادة الحقيقية التي سعى إليها طول عمره ولم ينلها، مشيرا إلى أن السعادة الحقيقية في العطاء وليس العطايا المادية، ولكن الإنسان يعطي حتى نفسه، وهو ما فعله الأنبا ميخائيل فقد أعطى من نفسه ولم يأخذ شيئا ولكن كان يعطي، ولذلك كان سعيدا في خدمته.

وتابع: نيافة الأنبا ميخائيل زرته بعد توليي المسؤولية في زيارة خاصة، وكان أول الآباء المطارنة الذين زرتهم وكانت أول مرة أراه ولكن تحدثت إليه في التليفون أكثر من مرة، مشيرا إلى أن لقائه كان ممتعما وعلى الرغم من أني أحد أبنائه عاملني حسب تقليد الكنيسة، وأهداني الصليب الذي في يدي، وبعد تجليسي كلمني حوالي ساعة ونصف، وظللت أسمع منه عبارات جميلة وصلوات ممتعة من أجلي وكنت أشعر وقتها أنني أمام بركات كثيرة جدا.

وأضاف البابا: في مرة سابقة كنت في زيارة إلى أسيوط وحاولت أن أراه ولكن حدثته تليفونيا، وظل يحدثني في التليفون ثم ظل يصلي لي ومن أجلي.

وأشار البابا إلى أننا عندما نودع مطرانا جميلا، نرى عمله في إيبارشيته ودير القديس أبو مقار، حيث أن خدمته عريضة وواسعة، ولذلك عندما نودعه لا نودعه بحزن أو تعب ولكن فرح لأنه أكمل حياته على الأرض في سلام، وتحمل الألام والأتعاب، ولكنه كان قويا وشجاعا، والآن نجتمع كلنا لتوديعه بعد أن أتم رسالته، لكي يصير لنا شفيعا في السماء، من أجل الكنيسة، ومن أجل عمل الخدمة بشكل عام، واليوم يوافق تذكار الشهيد مار مينا وهذا دلالة على أن السماء تستعتد لاستقباله.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com