ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

لأنني نحس

سحر غريب | 2010-05-17 00:00:00

بقلم : سحر غريب
يقول عني  أنني نحس، فكلما فكر في زيارة أهلي ليتقدم لخطبتي وينول المراد، ويعلي الجواب، حدثت له مصيبة كبرى وأمر جلل، مرة دخلت والدته المستشفي نتيجة لإصابتها في حادث أليم، ومرة سقط أبيه علي الأرض فكسر الحوض، ومرة سقط هو شخصيًا من فوق السرير وشج رأسه، وأخذ عشرة غرز كاملة فى جبهته، فلم يستطع ساعتها القدوم لسبب خارج عن إرادته.
 وفي كل مرة يتغيب فيها عن ميعاده مع أهلي، يغلق جوّاله ويتوقف عن الحديث معي لمدة شهر كامل، وهذا حقه، فأنا نحس ووش بومة كما تشير مأساوية الأحداث.

 ولكن العجيب أنه يعود من جديد بعد إنتهاء الشهر، وكأن شيئاً لم يكن، وكأن النحس أنتهى وأنقضي، وكأني أصبحت وش السعد عليه، وعلي أهل حتته، ثم نستأنف العلاقة من جديد، مُضحياً بنفسه وعائلته والجيران من أجل عيناي، وجمال عيناي اللتين لم يراهما بعد.

هذا هو هاني الذي تعرفت عليه عن طريق النت، كلامه حلو وجميل ومتذوق، يستطيع أن يُصيب أي فتاة لديها قلب ينبض بعدم الإتزان والشرود ، وضع الله داخل رسائله الغرامية سِحرًا لا يُقاوم، طلب مني أن أهب له نفسي، وألا أفكر في غيره حتي يستطيع أن يُقنع والدته بالزواج مني.
 فوافقت علي الفور وبلا تردد يُذكر، فهاني هو فارس الأحلام الذي طالما زار خيالي وسيطر علي مقاليد أحلامي، وقد أستغرق منه  إقناعي شهوراً، وليال  طوال، وهاني المكافح يحاول مع أمه بإستماتة.

 وعندما قلت له أن علينا أن نتوقف عن الحديث في التليفون، حتي يستطيع أن يقنع والدته بالزواج مني، حيث أنها ترفض أن يقترن اسم ابنها بالفتاة التي ألتقاها صدفة عن طريق النت، جاء بعد يومان وأخبرني بأنه نجح أخيرًا في إقناعها بزواجنا، فهاني مقنع إلي أبعد الحدود، يا لحظي به.
وبعد يومان من إقناعه لوالدته، طلبت منه زيارة أهلي، فوافق علي الفور ، وفي يوم الزيارة لم يظهر هاني، وأغلق تليفونه  كالعادة، وبعد شهر عاد من جديد بكارثة جديدة حلت علي رأسه يوم اللقاء.

و لأن هاني يحبني جداً فقد طلب أن يراني،  وعندما اشترطت عليه أن أصطحب أخي يوم لقائنا، رفض رفضًا قاطعًا، فهو يرفض وجود حواجز بيننا في أول يوم تقع عيناه علي محبوبته الغالية، معذور هاني فحبه لي يفوق المعقول واللامعقول.

هاني الآن متزوج من أخري، كان الله في عونه، فقد تنازل عن حبنا حتي يتم تفكيك صواميل نحسي، مسكين هاني لقد ضحي بوجوده معي، حتي نلتقي في نهاية المطاف، وأنا بدوري  سأنتظره حتي يعود من رحلة زواجه الميمون، لن أتزوج غيره فأنا أحبه بشدة، ففيه كل المميزات التي تحلم بها أي أنثي وخاصة أنه رجل يحافظ علي كلمته ووعوده. وهذه كانت حكاية مها كما ترويها بلسانها. 

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com