إبرام تاوضروس
ابرام تاوضروس الاباء الكهنه لا نستطيع ان ننكر ان عليهم حمل ثقيل، والبعض منهم يقضى معظم يومه خارج البيت مابين الخدمة فى الكنيسة والافتقاد وتأدية الواجب والمجاملات. نحن نقدر هذا ونطلب من ربنا ان يعينهم فى خدمتهم ويباركهم. وايضاً ليا عتاب عند بعض الاباء وانا اصغر من اتحدث عنكم لكن اسمحو لي ان اكتب ما يدور بداخلى ويؤلمنى بعد ان رأيت صورة المواطن المصرى البسيط "أشرف صليب" وهو معلق بحبل قام بربطه فى عنقه لينهى حياته بعد مروره بضائقه مالية على حد مانشرته وسائل الإعلام. مافعله لا مبرر له وكان عليه ان يلجاء لحلول، وماحدث وراءه اسباب كثيرة دعونى الخصها فى ثلاثة اسباب وهى: الضغوط النفسه والضغوط الاقتصادية والحالة الروحية .
السبب الاول الحاله النفسية للشخص نفسه: يجب على اي شخص ان يطيل باله ولا يستلسلم للضغوط النفسيه ويعطى لنفسه فترة من الهدوء ويبحث عن حلول لكل مايواجهه من تحديات ويكون لديه رجاء فى الله. وتذكر دائماً ان \"غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله\" لوقا( 18 : 27 \" السبب الثانى هو الضغوط الاقتصادية: في ظل ارتفاع الأسعار وانخفاض الدخل قد تؤدي هذه الظروف إلى إصابة بعض المواطنين بحالة اكتئاب، قد يؤدى للانتحار بعد إحساسهم بالعجز والفشل وفقدان الأمل وهذه الضغوط مسؤلية الدولة ويجب العمل على حلها، فمن حق المواطن طالما يعمل ان يعيش حياة كريمة وآمنة.
السبب الثالث الحالة الروحية: اى ان كان السبب الذى ادى بهذا الشخص الى هذا الحد من التفكير وكانت النهاية هى \"الانتحار\"، باعتقادى اذا كان يوجد متابعه روحية من الاباء الكهنة والكنيسة ومساندته هو وأسرته لما كان يحدث ماحدث ونجد انسان خلقه الله على صورته ومثاله يخسر حياته الابدية فى الوقت الذى يهتم فيه بعض الكهنة وكبارالخدام ببناء وتشييد المبانى ويهتمون بجمع التبرعات ومجاملات وزيارات الاغنياء، اما الشعب لايجد من يسال عنه ومنه الفقراء الذين هم صورة المسيح الذى ذُكر عنهم الكتاب المقدس فى انجيل معلمنا متى الاصاح الخامس والعشرون \" كنت عطشناً فسقيتموني ، كنت غريباً فآويتموني ، كنت مريضاً فزرتموني ... متى رأيناك جائعاً فأطعمناك
متى رأيناك عطشاناً فسقيناك، متى رأيناك غريباً فآويناك أو عرياناً فكسوناك ومتى رأيناك مريضاً أو محبوساً فجئنا إليك ؟ فيقول \" كل مافعلتموه بإخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه \"(متى 35:25-40) وليس فقط قصة هذا الرجل الذى انتحر ولكنى شاهدت بنفسى قساوة قلوب بعض الكهنة وسمعت ايضاً من اشخاص مواقف اخرى وكنت اصمت ولا اريد ان اتحدث عن أمر غير ايجابى
لكن الأن اصبحت لا استطيع الاستمرار فى صمتى وانا أرى بعينى البعض منهم يجامل بعض الناس على حساب البعض الأخر والفقراء والمساكين ويقضى اوقات للدردشه والضحك مع أشخاص من المقربين له فى الوقت الذى يوجد فيه من بين شعب الكنيسة من هم بحاجة الى الافتقاد والرعاية بل منهم من يحتاج لكلمة تعزية او كلمة تمنحه الرجاء ومنهم من يحتاج كلمة تشجيع واهتمام ولا يجد من يهتم !! تحضرنى الآن بعض المواقف من كهنة لاشخاص فى ذهنى تؤلمنى كثيراً.
ليتك تتذكر يا أبى انه فى تعهدك وقت رسامتك حسب قوانين المجمع المقدس ملحق رقم (14) تعهدت بأن تبذل كل جهدك في تعليم الشعب الإيمان السليم، وقيادته في حياة القداسة والبر، وان تكون أنت نفسك قدوة له في كل عمل صالح.. وتعهدك بأن تحب الرعية، وأن تعاملها بالرفق والحكمة، وتبذل ذاتك في افتقاد الشعب والاهتمام به من كل ناحية حسب طاقتك، وأن تبحث عن الضال وتسعى لرده، وان تجمع خراف الله المتفرقة، ولا تغفل عن العاجزين والمنطرحين والذين ليس لهم أحد يذكرهم.
وأن تكون طويل الروح واسع الصدر في معاملة الناس، ولا تكون لك منهم جماعة مختارة بل تهتم بالكل. وتعهدت بأن تضع صالح الكنيسة فوق كل اعتبار، وأن تبعد عن محبة المال وعن محبة النصيب الأكبر، ولا تتعالى على الشعب، ولا تهملهم، ولا تكلفهم بما لا يطيقون،ولا تآمرهم بما يخالف وصية الرب، ولا ترفض التائب إذا رجع، ولا تقصر في خدمة أحد منهم..
هل مازلت يا ابى تتذكر هذا التعهد؟؟ !! ام نسيته وسط كثرة مشاغلك واهتمامتك؟؟ ليتك تراجع ماتعهدت به. ليتك تحرص على خدمتك لأبنائك كما تحرص على التقاط الصور فى المناسبات وفى رحلاتك الخاصة ليتك تعط شعب الكنيسة من الفقراء والمحتاجين والمرضى بقدر ماتصرف على رحلاتكم الخاصه
و...الخ ليتك تعط وقت لتسمع هموم ومشاكل شعب كنيستك كما تعط وقت للمقربين اليك وجماعتك المختارة. ليتك تحرص على زيارة المرضى والمنطرحين والمنقطعين عن الكنيسة بقدر ماتحرص جمع التبرعات وزيارة المحببين لديك.
تذكر يا أبى الاية التى تقول: "انظروا إلى نهاية سيرتهم؛ فتمثلوا بإيمانهم\" (عب7:13( كلنا نتذكرابونا بيشوى كامل هذا الخادم والكاهن القديس العظيم ومواقفه مع شعبه وابناءه ومع كل من يقابله وكيف كان يتصرف كا خدم حقيقى للمسيح، وايضاً ابونا ابراهيم بسيط، وابونا عبد المسيح المناهرى، وابونا يسى ميخائيل، والكثير من الاباء القديسين الذين خدمو بأمانة وبمحبة. لكل راع يهمل رعيته يقول الكتاب المقدس فى سفرحزقيال الاصحاح الرابع والثلاثون :" هكذا قال السيد الرب للرعاة.ويل لرعاة اسرائيل الذين كانوا يرعون انفسهم
الا يرعى الرعاة الغنم. 3 تاكلون الشحم وتلبسون الصوف وتذبحون السمين ولا ترعون الغنم. 4 المريض لم تقووه والمجروح لم تعصبوه والمكسور لم تجبروه والمطرود لم تستردوه والضال لم تطلبوه بل بشدة وبعنف تسلطتم عليهم. 5 فتشتتت بلا راعي وصارت ماكلا لجميع وحوش الحقل وتشتتت. 6 ضلت غنمي في كل الجبال وعلى كل تل عال.وعلى كل وجه الارض تشتتت غنمي ولم يكن من يسال او يفتش 7 فلذلك ايها الرعاة اسمعوا كلام الرب. 8 حي انا يقول السيد الرب من حيث ان غنمي صارت غنيمة
وصارت غنمي ماكلا لكل وحش الحقل اذ لم يكن راع ولا سال رعاتي عن غنمي ورعى الرعاة انفسهم ولم يرعوا غنمي 9 فلذلك ايها الرعاة اسمعوا كلام الرب. 10 هكذا قال السيد الرب هانذا على الرعاة واطلب غنمي من يدهم واكفهم عن رعي الغنم ولا يرعى الرعاة انفسهم بعد فاخلص غنمي من افواههم فلا تكون لهم ماكلا.
11 لانه هكذا قال السيد الرب.هانذا اسال عن غنمي وافتقدها. 12 كما يفتقد الراعي قطيعه يوم يكون في وسط غنمه المشتتة هكذا افتقد غنمي واخلصها من جميع الاماكن التي تشتتت اليها في يوم الغيم والضباب.\" (حزقيال 2-12:34).
ebraam.t@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com