ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

طبق حساء بين داروين و باستير

ماجد ميشيل عزيز | 2014-11-28 00:00:00

ماجد ميشيل عزيز
في كتاب اصل الانواع لداروين كتب القليل جدا عن نشأه الحياه و ما كتبه هو انه يعتقد ان الحياه بدأت بعناصر اوليه تم فيها نفخ نفس الحياه (و هو التعبير الذي اختاره ) لكن في السر قال في خطاب لصديقه جوزيف هوكر انه يعتقد ان الحياه بدات من عناصر كيميائيه اوليه  في حساء كيميائي  مثل الامونيا و الفوسفور مع وجود الحراره و الضوء و الكهرباء مما ادي لتكون البروتين .
و بدات الحياه بعد ذلك

لكن داروين لم تكن لديه المعلومات الكافيه في عصره عن داخل الخليه الحيه فالميكروسكوب كان ضعيف جدا لا يبين الا صوره باهته للخليه الحيه لا يوجد بداخلها اي شيئ الا غلاف داخله ماده هلاميه لا يظهر لها ملامح فظن انها شيئ بسيط مثل الجيلي او الماء اللزج

لو علم داروين ما هو البروتين و انه مركب معقد جدا  و ليس شيئ بسيط و ان هذه الخليه الباهته التي يراها العلماء في عصره تحت الميكروسكوب داخلها حركه اكبر من حركه مدينه كامله و مليئه بالاجهزه الداخليه و المركبات الكيميائيه المعقده جدا لاحتار في ما كتب و كيف كتبه . 
عمليه بناء البروتين عمليه معقده جدا جدا فهمها وحده يحتاج وقت بعد ان كشفها العلماء في عصرنا  فلكي يتم بناء البروتين يجب ان توجد نواه اولا للخليه هذه النواه بداخلها الجينات و الجينات تبدا في ارسال رسائل   كيميائيه لجهاز في خارج النواه اسمه الريبوسوم فيبدا في بناء كل بروتين تحتاجه الخليه الحيه

بناء البروتين يحتاج اولا ان يكون لديك جزيء الدي ان ايه داخل النواه و هو ايضا جزيء كيميائي معقد جدا و مستحيل ان يوجد في الطبيعه نهائيا و البروتين ايضا معقد جدا جدا و لا يوجد بسيط لان كل بروتين مكون من سلسله من الاحماض الامينيه بترتيب معين و الاحماض الامينيه ايضا غير موجوده في الطبيعه و لا تتكون من تلقاء نفسها

اذن يجب ان يكون لدينا اولا احماض امينيه تكونت من تلقاء نفسها بالظروف الطبيعيه ثم تتعقد هذه الاحماض من نفسها لتكون البروتين ا و يجب ان يكون عندك جهاز ريبوسوم يبني البروتين و هو جهاز معقد ايضا و قبلهم يجب ان يكون عندك جزيء دي ان ايه به المعلومات التي تحمل صفات هذا البروتين  كما ينبغي ان توضح من اين اتت المعلومات المخزنه علي الدي ان ايه و يجب ان يكون للخليه غلاف خارجي يحميها حتي لا تتفكك
 و يجب ايضا ان تنقسم هذه الخليه الحيه  بعد ذلك حتي تتكاثر و تنشأ خلايا جديده و الانقسام يحتاج لانزيمات و هي بروتينات معقده جدا من مئات الاحماض الامينيه المرتبطه ببعضها بنظام معين

فكيف ينشأ هذا النظام وحده الموجود في ابسط خليه حيه و اذا كان ينشا وحده لماذا لا تتكرر تلك  اللحظه في الطبيعه بل و مع ذكاء البشر الخارق و ادواتهم المتقدمه لم يستطيعوا جمع مكونات ابسط خليه بطريقه صناعيه ابدا فاذا استطاعوا تكوين احماض امينيه  كيف سيحولوها الي بروتين و البروتين يكون مرتب ترتيب كيميائي  من عشرات او مئات الوحدات محدد لكل نوع مثل الابجديه

لقد ثبت فشل نظريه الحساء عند داروين فالحساء الكيميائي لا تنشا عنه حياه و فشلت المعامل من وقته حتي الان في اثبات نشأه الحياه من المركبات الكيميائيه الاوليه و لا يستطيع اي عالم او مجموعه علماء ان يقولوا انهم كونوا خليه حيه صناعيه قابله للانقسام و فيها حياه .
الخليه الحيه الاولي التي تطورت بعد ذلك في نظريه داروين لا يمكن اثبات كيف وجدت ..اذن هي نظريه بلا رأ س  و تسير متجوله كشبح له جسم وهمي  بلا راس وسط الناس

في زمن نظريه  داروين لان الله لا يترك نفسه بلا شاهد كانت قمه مجد لويس باستير العالم الفرنسي  هذا العالم العظيم  الذي كان طبيبا و كيميائيا هو مكتشف علم الميكروبات الحيه و هو الذي اكتشف ان الميكروبات هي سبب الامراض و هو  من صنع اللقاحات مثل اللقاح ضد الحصبه و داء الكلب
هذا العالم اعطي الضربه القاضيه لنظريه التولد التلقائي  الذاتي للكائنات الحيه التي كانت موجوده من عهد ارسطو و تدعي ان الحياه يمكن ان تتولد ذاتيا من المكونات البسيطه  

فقد اثبت باستير انه عندما وضع حساء عادي (شوربه ) في دورق معقم لا ينفذ اليه الهواء و عنقه ملتوي مثل عنق البجعه حتي لا ينفذ اليه التراب ان الحساء لا يفسد .....بل فسد عند ما كسر عنق الدورق و عرضه للهواء اذن الميكروبات الدقيقه  الحيه لتي افسدت الحساء و تسببت في عفونته لم تاتي من داخله بالتولد التلقائي الذاتي انما من الهواء و هو ما اثبت ان الحياه لا تنشأ ابدا من حتي المكونات الطبيعيه العضويه بل من حياه اخري بالانقسام و الخليه الحيه لا تاتي الا من خليه حيه

 لقد اكتشف باستير مؤسس علم الميكروبيولوجي بالتجربه العلميه الناجحه امام الجمهور في الاكاديميه الفرنسيه  الحقيقه التي ساعدته في اكتشاف الامراض و علاجها و البستره  و تعقيم اللبن و الخمور و هي ان الحياه تنشأ من حياه سابقه بالتسلسل و الانقسام لا من العفن و لا من التولد التلقائي مما ادي لتطور علوم التعقيم

كان باستير معارض لداروين لان نظريته تعتمد علي التولد التلقائي للحياه و هو ما اثبته بالتجربه انه خطأ و كان يتعرض للنقد  بسبب ذلك و لان الاعتقاد الشائع ان الاجسام الميته يتولد فيها العفن  و الميكروبات من تلقاء ذاتها بينما هو اصر علي الحقيقه التي اثبتها فعلا و ايده علماء العالم بعد ذلك و هي ان العفن و الميكروبات يأتون  من الهواء و الميكروبات المحيطه  بالجسم الميت  و ليس منه هو ذاتيا .
فوق كل ذلك كان باستير متدينا كاثوليكيا و متواضعا  وكان يقول

        " كلما ازددت علما كلما اقترب ايماني من ايمان فلاح من بريتاني " 
و الحق يقال ان حساء داروين يختلف عن حساء باستير فالاول حساء كيميائي  و هو ابسط لكن تجربه باستير اثبتت ان الحياه لا  تتولد ذاتيا ابدا بل من حياه سابقه اما بدايه الحياه ففشلت الداروينيه في اثبات نشوء اول خليه حيه في الظروف الطبيعيه او حتي بالتجارب 

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com