مندوبو الدعاية الطبية، قد يكونون أطباء أو صيادلة أو أطباء بيطريين، زارنى واحد منهم، سألته عن درجته العلمية، قال phrmacist: أى صيدلى، سألته هل تعرف أصل هذه الكلمة؟ قال: لا أعرف! قلت: إنها كلمة مصرية منذ عهد الفراعنة؟ وهى من (فارماكا) أى بيت الصفاء والشفاء، وقد وجدنا هذه الكلمة مكتوبة على تمثال تحوت (رب المعرفة)، وقد ذكرها دكتور بول غليونجى فى كتابه: الطب عند قدماء المصريين صفحة ١٠٠، ومنها جاءت كلمات فارماسى أى أجزاخانة، وفارماسيست أى صيدلى، فارما كولوجى أى علم الأدوية، فارما كوكنازى أى العقاقير التى من أصل نباتى!
كانت تذكرة الدواء.. ثلاثة أقسام: ١- اسم الدواء ٢- طريقة تحضيره ٣- تعليمات للمريض عن كيفية تعاطيه.
هل كان هناك صيدلى يحضر الدواء أم كان الطبيب هو الذى يقوم بوصفه، وتحضيره، وتعليمات تعاطيه؟
يرى sigerst أن الطبيب كان يقوم بالخطوات الثلاث كلها، أما جونيكر فقد كان يرى أن الصيدلى غير الطبيب ويعتمد على نص يقول: (الحافظ للمر)، وكلمة مر.. كلمة مصرية قديمة معناها الدواء، وقد دخلت هذه الكلمة فى أمثالنا الشعبية مثل: اللى رماك على المر (الدواء)، الأمر منه (أى المرض)!
استخرج أجدادنا القدماء عقاقير من أصل كيماوى مثل الأنتيمون لعلاج البلهارسيا، والشب (indu) بالمصرى القديم، المالاكيت الأخضر قطرات للعيون والتهاب الجفون، مرهم الكبريت ومرهم الزنك للأمراض الجلدية، كما حضروا سلفات النحاس hemet لحشو الأسنان مع الصمغ والعسل الأبيض، وقد ظلت هذه الطريقة متبعة حتى سنة ١٩٤٨م.
أما الدواء من أصل نباتى، فقد عرفوا الإسبرين من شجرة الصفصاف، التى تسمى أم الشعور فى ريفنا المصرى أو الشجرة الباكية (بليريز) فى فرنسا، لأنها على ضفاف الأنهار، وتبللها المياه ثم تتساقط منها وكأنها دموع!
عرفوا الأفيون (ثمرة أبو النوم) واستخدموا لبن الثمرة كمهدئ لصراخ الأطفال! عرفوا الحلف بر، وبذر الخلة، وبذر الشعير، والبنج والبوكو، واستخدموها فى علاج أمراض المسالك البولية، كما استخدموا جوزة الطيب، الخشخاش (الحشيش) كمنشط جنسى للرجال.
أما الأدوية التى من أصل حيوانى، فقد استخدموا كبد الثور لعلاج العشى الليلى (فيتامين. أ) وعلاج الأنيميا (ف ب ١٢).
كما استخدموا العسل الأبيض للجروح المتقيحة، وقرحة الفراش، أما الصلع فقد استخدموا دهن التمساح ودهن الأسد، أما دهن الثعبان الأسود فقد استخدموه كدواء للشيب.
كانت المدارس التى تعلم الطب والصيدلة ثلاثة:
١- منف وكان لها مكتبة كبرى للاطلاع.
٢- هليوبوليس.
٣- زايس أو صالحجر.
كتب هوميروس فى الإلياذة: نال الطب والأطباء فى مصر شهرة واسعة، فأرضهم الخصبة تنبت نباتاً طبياً لكل مرض، وأطباؤهم يكاد يكون هناك طبيب لكل مرض. (راعى الشرج كمثال).
كانت مصر القديمة تحترم الطبيب والصيدلى لأبعد الحدود، وظل هذا الاحترام والتقدير حتى الآن، انظر لقرار تعيين كلوت بك من محمد على باشا:
كلوت بك.. فخر الملة المسيحية، وعمدة الطائفة العيسوية، وحكيمباشى الجهادية، عيناك مفتشا عاما للشؤون الصحية الخاصة بـ: عساكرنا المجاهدين فى القوات البرية والبحرية، ومشرفا عاماً على كافة الشؤون الطبية والصيدلية.
نقلا عن المصرى اليوم
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com