ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

التدني بين مايحكمش وابتزازكو

فاروق عطية | 2014-12-03 19:33:01

بقلم - فاروق عطية
مع اقتراب ذكري ثورة 25 يناير 2011 التي ركبها الإخوان الخونة وتآمرعليها الأمريكان وأذتابهم من حسالة قطر والعملاء المصريين مرّ علي خاطري كشريط سينمائي لإرهاصات ما قيل الثورة وما كان يدور بين من أسمون أنفسهم بالنخبة المصرية وإن كانوا في الحقيقة تكبة مصرية وليس بنخبة وأفعالهم التطلعية ولهفتهم المحمومة لكرسي الحكم أدت لما وصلنا إليه الآن من تدهور وتناحر وكراهية حتي وصلت للإرهاب المسلح.

 كانت هناك تعبيرات دارجة فى السينما المصرية تعبر عن دلع الغوانى, تحظي باستحسان بعض المشاهدين، ترددها ممثلات الإغراء والراقصات من باب الإثارة. مثلا فى أفلام فريد الأطرش كانت سامية جمال تردد كلمات مثل: هؤة يا نؤة، أو ماقولكش أومايحكمش وغيرها من الكلمات الدارجة، وكان المراهقين والمراهقات يعجبون بهذه التفاهات ويرددونها دون وعى. أما لغة الساسة فى زمن الماضى الجميل كانت دائما رصينة محترمة ولا تتطرق لمثل تلك التعبيرات الفجة الغير مقبولة. ولكن مع إرهاصات الثورة وتذمر الناس من إصرار الرياسة علي توريث الحكم غي أيامنا الغبرة المنكودة والتى ابتلانا الله فيها بساسة من التفاهة والسوقية حتى وصل بهم الانحطاط الذوقى واللغوى لاستخدام وتبنى تعبيرات الغوانى، وأصبحت عبارة مايحكمش أفيشا تتجمع تحت رايته بعض احزاب المعارضة المصرية.

 الحكاية ببساطة أن الساسة المعترضين على توريث حكم مصر من مبارك لإبنه جمال ويا قلبى لا تحزن، لم يجدو مناصة من استخدام كلمة مايحكمش عنوانا لتجمعهم للتعبير عن رفضهم للتوريث ويقصدون بها ألا يحكم الله علينا بهذا اليوم المشؤم الذى يتم فيه التوريث. بدأ الاجتماع الذي عقده من يطلقون علي أنفسهم أعضاء حملة لا للتوريث ويرفعون شعار مايحكمش الذي عقد بمركز الاعلام العربي الذي يرأسه حمدين صباحي عضو مجلس الشعب ورئيس حزب الكرامة تحت التأسيس. شهد الاجتماع التحضيري الذى كان يستهدف مناقشة فكرة البيان التأسيسي للحملة بمشاركة أيمن نور ومحمد عصمت السادات ومحمد عبدالقدوس وعلاء الأسواني ومحمد البلتاجي النائب الاخواني وعبدالغفار شكر وابو العز الحريري وحسن نافعة وجمال عيد وعبد الجليل مصطفي وعبدالعزيز الحسيني وعزازي علي عزازي ومجدي قرقر ومحمد الأشقر وصلاح عبدالمتعال وعبدالحليم قنديل وكريمة الحفناوي‏.‏ جابه الاجتماع مجالا واسعا للاعتراضات والاختلافات والمواقف الجانبية التي أفرزت انشقاقات وتصدعات تجاه البيان التأسيسي للحملة

مثل مشاركة المنظمات المصرية بالخارج ومخالفة الدستور والتعامل مع الكيانات الفرعية للحملة‏.‏ طالب ممثلو حزب العمل المجمد وحركة كفاية بضرورة إضافة فقرة لتأكيد ان العدو الاول هو الكيان الامريكي والصهيوني وان التعاون معه يمثل خيانة للقضايا المصرية والعربية واعترض علي ذلك الأسواني وعيد ونافعة بدعوي ان الحملة خاصة بمواجهة مايسمي التوريث لاغير وانه لاضرورة للتطرق للقضايا الفرعية والزج باي كيان اجنبي في قضية من شأن مصر

كما استنكر ممثلو العمل وكفاية مانشر بجريدة الشروق في عدد‏ 20 اكتوبر علي لسان الدكتور سعد الدين ابراهيم الذي اكد فيها تلقي العديد من المنظمات المصرية بالخارج دعوة بالمشاركة في الحملة من جانب أيمن نور وقال فيها ايضا‏:‏ هناك‏ تسع منظمات بأمريكا أعلنت تأييدها وانضمامها للحملة‏.‏ وتدخل أيمن نور قائلا انه سيرسل خبرا لـ الشروق ينفي فيه تصريحات سعد الدين ابراهيم ويؤكد خلاله ان توجيه الدعوات اقتصر علي التيارات الموجودة بالساحة المصرية. وخلال الاجتماع استنكر بعض الحاضرين ما نشر في بعض الصحف الخاصة من ان هدف الحملة هو ايجاد مرشح بديل لمرشح الحزب الوطني في الانتخابات الرئاسية وفي هذه القضية قال حسن نافعة ان الهدف هو التصدي للتوريث علي المستوي الاستراتيجي

وانه في مرحلة لاحقة قد تتم مناقشة مسألة المرشح البديل في حال الاتفاق عليه بين كل القوي والتيارات مما يعني اغلاق الطريق علي أيمن نور ورجاله والمحظورة ومجموعاتها رغم وجود ممثليهم علي طاولة اللقاء‏.‏ وانتهى اللقاء بالاتفاق علي ارجاء الاعداد للحملة حتي ينتهي كل تيار من المشاركين من اعداد رؤيته حول ماهو مطلوب اضافته للبيان ومناقشته في اجتماع لاحق‏.‏ وفيما يخص الوضع التنظيمي تم الاتفاق علي تسمية نافعة كمنسق للحملة في المرحلة التحضيرية فقط لاغير علي ان يتم انتخاب شخصية اخري مع اكتمال تأسيس الحملة

اضافة الي تسمية علاء الاسواني كمنسق ومتحدث اعلامي باسم الحملة، كما ناقشوا آليات التحرك للعمل في المرحلة المقبلة وتم الاتفاق علي مقاطعة الانتخابات المقبلة الرئاسية والبرلمانية ومطالبة الدولة بتطبيق بعض الضمانات مثل إخضاع الانتخابات للإشراف القضائي الكامل بشعار قاض لكل صندوق. ‏وان تتخلي الاجهزة الامنية عن دورها التنظيمي في الانتخابات والاكتفاء بتأمين المقار الانتخابية فقط‏. ‏وتضمنت أيضا تقديم ضمانات لمشاركة كل التيارات السياسية علي الساحة المصرية في الانتخابات واخضاع الانتخابات لرقابة منظمات المجتمع المدني دون تحديد إن كانت تلك المنظمات مصرية ام غير مصرية وتكليف نافعة بتكثيف الاتصالات مع القوي والتيارات السياسية التي قاطعت اجتماع الحملة والعمل علي انشاء كيانات فرعية للحملة علي مستوي المحافظات‏.‏

   كنا نظن أن بعض الأحزاب التى تسير فى فلك التوريث سوف تكون أكثر رصانة وموضعية ولن تنزلق لسوقية التعبيرات الهابطة، ولكن خاب ظننا بعدما قررت ‏6‏ أحزاب سياسية عبر كتلة تضم احزاب الأحرار والأمة والاتحاد الديمقراطي والجمهوري الحر والشعب ومصر العربي الاشتراكي مواجهة تيار مايحكمش باستخدام نفس السلاح الهابط واتفقت الكتلة علي تأسيس حركة لشبابها باسم ابتزازكو تتصدي لمحاولات حركة مايحكمش. أكد الدكتور حسام عبدالرحمن رئيس كتلة الاحزاب السياسية ان قرار تشكيل حركة ابتزازكو يهدف الي ملاحقة الحركات والتيارات المحظورة والمزورين الذين يبحثون عن دور سياسي ويسعون عبر الابتزاز السياسي الي الحصول علي مكاسب سياسية ومقاعد في البرلمان‏.‏

وقال ان ابتزازكو حذرت جميع الحركات المشبوهة وفي مقدمتها مايحكمش من محاولات استغلال الاحزاب الشرعية كغطاء سياسي لتحقيق اهداف مشبوهة تخدم اجندة ممولي هذه الحركات من الخارج‏.‏ وأشار الي ان حركة ابتزازكو حذرت ايضا المجموعة المحظورة واعضاء كتلتها البرلمانية الذين يتسللون إلي السفارات الأجنبية يتسولون باسم الديمقراطية من تشويه صورة مصر في الخارج والاستمرار في ممارسات الابتزاز السياسي مؤكدا ان الكتلة ستفضح هذه التحركات امام الرأي العام في الداخل والخارج‏.‏ وأكد أن موافقة المحظورة علي الرقابة الدولية علي الانتخابات القادمة تؤكد اتصالاتها المشبوهة بالخارج وضعفها وفشلها السياسي في ممارسة دورها الرقابي والتشريعي تحت قبة البرلمان وخسارتها المبكرة لمقاعدها البرلمانية في الانتخابات المقبلة ولذلك فإنها تلجأ الي الابتزاز السياسي والاستقواء بالخارج‏.‏

   هذا الإسغاف والتدني كان نتيجة طبيعية لما جنته حركة ضباط 23 يوليو 1952 علي مصر من منع الأحزاب والقضاء على الساسة وتكمبم الأفواه الذي أدي لاستكانة الشباب خوفا من الذهاب وراء الشمس، وخلق أجيال من أشباه الرجال يدّعون أنهم ساسة وفى الحقيقة هم أبواق جوفاء مهزوزة ومرعوبة لا تستطيع صلب طولها، وهم أنغسهم عاصري الليمون الذين باعوا الوطن رخيصا للمجموعة المحظورة طمعا في المناصب ولكنهم نالوا جزاء سنمار الذي يستحقونه, والخلاصة ألا أمل يرجى من هذا الجيل من أشباه الرجال، وندور الآن في دوامة الغاشية دينية كانت أو عسكرية, أحمد مثل الحاج أحمد، الكل يبحث عن السلطة ليزيد الشعب المطحون فقرا على فقر وجهلا على جهل ومرضا على مرض إلى أن يقيض الله لنا الخلاص بعيدا عن ابتزازكو ومايحكمش وهؤة يا نؤة وعاصري الليمون وعبده مشالق ولله الأنر من قبل ومن بعد ....!!

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com