ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

متى تصبح " الغيرة " فضيلة عند شخص ورذيلة عند شخص آخر؟

فايز البهجوري | 2014-12-06 19:58:07

  للشاعر والأديب فايز البهجورى

  اختلاف الناس فى طريقة تفكيرهم وفى سلوكياتهم
 يختلف الناس فى أسلوب حياتهم . وفى طريقة تفكيرهم . وفى نظرتهم للآخرين . وطريقة تعاملهم معهم .

 فالبعض أعمل عقله ، وحقق الكثير  من النجاح فى حياته  .

والبعض جمّد أو ألغى عقله لحساب غرائزه وعواطفه ، ففشل فى حياته . وتأخر عن أقرانه . وظل فى قاع المجتمع .

وحينما ينظر الى الآخرين ، ويشاهد الفجوة الواسعة بينه وبينهم  تهزّه " الغيرة " منهم . ويؤرّقه الحقد عليهم .

 وبدلا من أن يحاول أن يتعلم منهم . ويستفيد من تجاربهم  بهدف اللحاق بهم أو على الأقل الوصول الى مستوى قريب منهم ، فانه يحاول هدمهم وتحطيمهم ، والهبوط بهم الى مستواه هو ، ليتساوى هو معهم . وهؤلاء هم أغبياء القوم .

 ما هى الغيرة
 و"الغيرة  " هى احساس  داخلى عند " الشخص". ينشط عندما يرى "شخصا آخر" ناجحا فى حياته وفى أعماله . أو متفوقا عليه فى مجال منافسة بينهما .  

 حينئذ يقوم هذا الشخص بعمل مقارنة  بينه وبين الشخص  الآخر  . وعادة ما تؤدى به هذه  المقارنة  الى " حالة الغيرة "

 ويختلف الاحساس بالغيرة  - فى عمقه -  قوة وضعفا ، من شخص لآخر ،  متأثرا فى ذلك بثقافته  وعمق الفجوة بينه وبين من يغار منه .
 
الغيرة من منظور أخلاقى
   والغيرة سلوك لا يمكن وصفه فى ذاته  بأنه " سلوك سوى" أو "سلوك معيب" .

 ولا يمكن الحكم عليه من منظور أخلاقى مطلق ، لأن ذلك يتوقف على عدة عوامل منها :

•    شخصية  الطرف الأول  الفاعل فى الغيرة (وهو الشخص الغيران ) ومشاعره نحو الآخر .

•     و"الموضوع" الذى تقوم بسببه الغيرة .
 
** فاذا كانت الغيرة  من شخص نجح فيما فشل فيه الطرف الفاعل ( الغيران منه ) من منطلق الحقد عليه  ، هنا تصبح " الغيرة  رذيلة " .

** ولكن اذا كانت الغيرة  من الشخص الناجح فيما فشل فيه الطرف الفاعل ( الغيران منه ) دافعا له  لكى يحذو حذوه . ويتعلم منه . لكى يصل الى مستواه أو الى مستوى قريب منه .

 هنا تصبح " الغيرة  فضيلة " ، ينطبق عليها القول المأثور " حسنة هى الغيرة فى الحسنى "

وبعد هذا التوضيح، أقول لك أيها القارئ الذى لا أعرفه :
اذا حدثت منك غيرة نحو أحد الأشخاص . سبقك فى طريق النجاح أو تفوّق عليك فى منافسة بينكما.

" لا تجعل غيرتك منه حقدا عليه ".

بل اجعلها " دافعا لك لتعرف مواطن القوة فيه . وأضفها الى خبراتك . وابدأ من جديد لتلحق أنت به . وتحقق أنت  ما حققه.وقد تتفوق عليه .

هكذا علمتنى تجاربى فى الحياة.

   وأخيرا أهدى اليك هذا البيت من الشعر من قصيدة كتبتها فى فجر حياتى :
لا تحسبنّ زمان العلم قد ولّى

 دنياك مدرسة ..  والدهر أستاذ

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com