ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الطبيب ميمون.. والتطعيم الملعون

ميرفت عياد | 2010-05-21 00:00:00

بقلم : ميرفت عياد
بلغني أيها الملك السعيد.. ذو الرأي الرشيد.. أن الملك "هموشير".. فيما هو جالسٌ يداعب ابنه الأمير.. بحبٍ وحنان.. ويمرحان فى البستان..
سمع صوت بكاءٍ وعويل.. يخرج من جسد امرأة هزيل.. وبادرته بالقول: يامولاي.. جئت للقياك.. لتنقذ أطفالنا من الهلاك..

فسألها الملك غاضبًا.. كيف تجرأتِ على اختراق الأسوار؟ تكلميِ دون انتظار.. فقالت المرأةُ بانكسار: يامولاي، الأمر لا يحتَمِل التأجيل.. فإبنى فى البيت عليل.. يواجه سكرات الموت.. وكل الأطفال فى البيوت.. أوشكوا من الدنيا الرحيل.. فجئتك لتصنع معنا جميل..

فقال الملك: هذا مستحيل.. تكلمي دون تطويل.. الحقيقةُ يامولاي؛ أن أطفالنا أخذوا التطعيم.. بعدها وجدناهم يعانون من مغصٍ أليم.. ومنذ الليل البهيم.. يسقطون واحدًا تلو الأخر فى الجحيم..

فصرخ الملكُ فى صوتٍ كالرعد: ماذا أفعل بعد؟؟ وأسرع فى طلب الطبيب "ميمون".. ليعرف سر هذا التطعيم الملعون.. وأخذه ونزل إلى البلاد.. ليكشف على الأولاد..

وبعد يوم من العمل الطويل.. قال ميمون: لقد أنقذنا هذا الجيل.. من موت محقق.. فيجب يامولاي فى هذا تحقق.. وأن تعرف مَنْ المجنون.. الذي أتيَّ بتطعيم.. مرَّ عليه سنون.. حتى فسد.. ولم يعد يصلح لأى جسد.. مِنَ الإنسان أوالحيوان.. حقًا أنه شيطان.. معدوم الضمير.. أن يعرِّضَ الأطفال لتسمم خطير..

فصرخ الملك فى صوتٍ جهير.. وقال: أيها الحقير.. سأُلقيَ بك فى البير.. لتفترسك الوحوش.. وأستمتع بمنظر جسدك المنهوش..
وطلب الملك إحضار الوزير "عبدوس".. ليلقي فى البير هذا المتعوس.. الذي ينخر في عظام العباد كالسوس.. ولكن هرب الوزير.. قبل أن يلقى هذا المصير.. وتعهَّد "مسرور" أن يتبع خطاه.. حتى يوصله الى مثواه..

وهنا أصدر الملك فرمان.. يُنَفذُ فى كل مكان.. وهو، تعيين الطبيب ميمون.. بدلاً من هذا الملعون.. مسئولاً عن صحة العباد.. في كل أرجاء البلاد..
وهنا أدرك شهرزاد الصباح.. فسكتت عن الكلام المباح..

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com