"عايز أطلع ضابط جيش علشان أحمي البلد.. وأطلع دكتور علشان أعالج الناس الطيبة"، جملة تحمل في طياتها كثير من معاني الانتماء والوطنية والرجولة الفطرية، لم تكن تتوقعها من طفل في مثل عمره، "عمار محمود" الذي لم يبلغ من العمر سوى 8 أعوام، وبالرغم من صغر سنه وظروفه الاجتماعية البائسة إلا أنه لم يتخلى عن سجيته بنبذ العنف والإرهاب وابتسامته التي تدل على رغبته في تحقيق أحلامه.
"عمار" طفل لأب مسجون، وأم تكافح وحدها من أجل تربيته هو وإخوته الأربعة، يفترش الأرض داخل إحدى محطات مترو الأنفاق، ويمسك بيده قلم وكراسة منكبًا على أداء واجبه، لم يشغل باله بأقدام المارة التي تتزاحم من حوله، وأمامه "فَرشة" صغيرة عليها عدد قليل من المناديل يبيعها داخل المترو.
"أنا بشتغل علشان أجيب فلوس المجموعة بتاعت الأستاذ"، قالها "عمار" بنبرته الطفولية البريئة معبرًا عن مدى رغبته في استكمال تعليمه وإصراره على النجاح، مضيفًا: "بحب الواجب وعايز أبقى راجل وشاطر زي الولاد الشاطرين"، لم يكتفِ حلمه بالنجاح الشخصي، ولكنه تمنى أن يبكر ويصبح لبنة بناءة في المجتمع قائلًا: "عاوز أخلص المناديل اللي قدامي عشان أحس إني ناجح.. عاوز أطلع دكتور عشان أساعد الناس الطيبة لكن الناس البلطجية لأ".
وكشف "عمار" عما يدور بمخيلته الطفولية، تجاه ما يسمعه ليل نهار عن ضرورة محاربة الإرهاب، قائلًا: "أنا مش بحب الناس المتسولة اللي بيأخدوا فلوس الناس ويبجيبوا بيها أسلحة يضربوا بيها الجيش.. علشان أنا بحب الجيش وعاوز أطلع ضابط جيش وأحمي بلدي".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com