صدمة قطاع كبير من الشعب المصرى بعد صدور الحكم ببراءة مبارك هى أنه كان الفاسد الأعظم، والثابت أن بعض وزرائه المعروفين بالاسم كانوا فاسدين، والغريب أن شلة الوزراء الحرامية كان شعاراً متداولاً فى كل مكان. ومعروف أن أنجال الرئيس وأقارب حرمه كانوا يعملون بالبيزنس الكبير جداً ومافيا الأراضى، وبدون أدنى شك فإن وضعهم العائلى كان السبب الرئيسى فى صعودهم كالصاروخ فى هذا العالم، وهذا هو الفساد بعينه.
بالرغم من أن مبارك كان قد وصل إلى مرحلة من التبلد فى الفكر والاستهتار بالشعب كله فإنه كان يعلم بكل دقة من اشترى ومن تربح من عائلته وأصدقائه من أراضى مصر المنهوبة ووافق عليها وتدخل لصالح صديقه حسين سالم عدة مرات. أما عن بيع الغاز المصرى بتراب الفلوس فهو صاحب القرار النهائى فى أمر استراتيجى مهم. مبارك قام بتزوير الانتخابات والاستفتاءات وتغيير الدستور لتوريث ابنه.
ملخص الأمر أنه كان رأس الفساد كما أعلن القاضى الذى حكم عليه بالبراءة فى مقدمة الحكم. فأين العدل إذن؟ والشعب له الحق كل الحق فى الغضب.
نعم هناك نمو فى الاقتصاد ولكن الشعب لم يشعر به لأنه كان معظمه يتم نهبه لصالح مجموعة من البليونيرات.
الحقيقة الدامغة أنه بعد ٢٥ يناير وحتى الآن لا يوجد وزير واحد حرامى ورؤساء المؤسسات لا يستطيع واحد فيهم أن يسرق أو ينهب، والفساد الكبير جداً قد توقف وظهر هذا فى التقرير العالمى للفساد بوضوح. صحيح أن الفساد المتوسط والبسيط لا يزال عنيفاً إلا أنها خطوة للأمام.
مجموعة الفاسدين والمفسدين الذين أدوا إلى خراب مصر غير سعداء ويعتبرون أن ٢٥ يناير هى السبب فى فقدهم وضعهم التاريخى فوق القانون والدستور، ويستطيعون أن يفعلوا ما يريدون. هذه الخطوة فى تحجيم الفساد ليست على هوى الفاسدين وأصدقائهم ولذا يحاولون تشويه ثورة ٢٥ يناير. أقول لهم جميعاً إن ٢٥ يناير قد أحدثت تغييراً هائلاً فى الشعب المصرى وأنه لن يعود كما كان مهما فعلتم ومهما أردتم. العنف لن ينجح. لا يستطيع رئيس ولا وزير ولا حتى صاحب عمل خاص أن يفعل فى المصريين ما كان يفعله فيهم نظام مبارك وهم ساكتون صامتون. الشعب تغير والعالم تغير والديكتاتورية والفساد وهما شعار مبارك لن يعودا، وسوف يقف الجميع ضدهما، ومنهم بعض الإعلاميين من الشرفاء.
أيها الفاسدون الكبار كفاكم ما نهبتم وسرقتم من دم المصريين، وعلى «صوت سيده» أن يتوقف حتى يمكن أن تنجو مصر، وأنتم وعائلتكم وأصدقاؤكم فى النهاية جزء من الشعب، فانضموا للوطن فى الحرب على الإرهاب والفقر والفساد، واعلموا أن عقارب الزمن لن تعود إلى الوراء، ومهما طبلتوا وزمرتوا فالمستقبل ليس لكم.
قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com