مينا ملاك عازر
اندهاش البعض، وأنا منهم من صمت هيومان رايتس ووتش لتقرير الكونجرس الصادر بخصوص جرائم تعذيب انتهجتها وكالة الأمن القومي الأمريكي بالتعاون مع مخابرات لدول أخرى ضد متهمين بالإرهاب، اندهاش يبدو منطقياً إلى حداً ما إلا أنك سرعان ما تترك ثوب الدهشة فور انتباهك إلى أن الصمت يتزايد ويبدو لك أنه يكاد يلامس موقف الترحيب بما يفعله اردوغان حيال معارضيه من اعتقال واضطهاد وتشعر حينها أن المسألة كلها تتركز في عيني من إللي كايدني.
ولإن مصر كايداهم، خلعت وعزلت لهم أنظمة على هواهم، تنفذ سياستهم، وتتعاون معهم، بوظت عليهم مخططهم وملعوبهم فلازم حينها يبقوا محروقين منها، حتى صمتهم في بعض الأحيان عن إنجازنا وعدم ترحيبهم به لا يزد عن كونه غيظاً، فماذا يقولون عنا؟ وكيف يوقولون حسناً - والموضوع حقاً حسناً- وهم لا يستطيعوا أن يشكروا فينا ولم يعتادوا هذا، نجاحاتنا تغيظ الآخرين، تحرقهم، تسحق لديهم إرادتهم، هذا في أحيان، بينما في أحيان أخرى نجدهم يتجهون لهدمنا، يدعمون إرهابيين وكل دولة ومنظمة ولها طريقة في التعبير عن غيظها وغضبها منا.
ونحن بما أننا مع حرية التعبير، وحرية الرد، فعلينا أن نترك الجميع يعبر عما بداخله في هدوء لنرد أيضاً في هدوء، فكما يحق أن يبني المختل قصراً بمئات الملايين من الدولارات به أكثر من الف غرفة، من حقنا أن نشق قناة موازية، قناة جديدة تسهل على العالم العبور والمرور، وتكلفنا مئات الملايين من الدولارات أيضاً، ويكون بها آلاف الغرف للنوم والمكاتب للعاملين والمشتغلين بها
وكما يحق لسارقي حق استضافة المونديال أن يبنوا الملاعب لاستضافة كأس العالم على جثث عمال أجانب غلابة، من حقنا نحن أيضاً أن نشيد المشاريع لصغار العمال ومتوسطي الدخل من أبناء شعبنا في توشكا والساحل الشمالي، وكما يحق لهم أن يقتلوا بني وطنهم لأنهم سود ومشتبه بهم، من حقنا نحن أيضاً أن نتعامل بكل شدة وحزم مع الإرهابيين ومروعي الآمنين ومخربي الدولة وهادميها، وكما من حقهم أيضاً أن يدعموا الأوكرانيين في توجهاتهم السياسية، من حقنا نحن أيضاً أن ندعم الإخوى الليبيين في رغباتهم واتجهاتهم السياسية المناهضة للمتأسلمين والإرهابيين
وكما من حقهم أن يقيموا التحالفات الدولية لمحاربة الإرهاب في كل بقاع العالم وعلى بعد آلاف الأميال من بلادهم، أيضاً من حقنا نحن أن نحاربه ونضربه في بلاد مجاورة بل ملاصقة لنا، ومتي تطلب منا ذلك ومتى نحن شئنا واستشعرنا أن في وجود كيانات إرهابية ملاصقة شرقاً أو غرباً فيه تهديد لأمننا وسياساتنا ولشعبنا.
أخيراً، لكل منكاد منا، أحب أقول له، صمتك أو كلامك لن يضرنا بل سيزيدنا إصرار على ما نحن فيه، والكلاب تعوي والقافلة تسير، ما دامت أحكامكم على المزاج وبالمزاج ومواقفكم بحسب مصالحكم، يبقى سلم لي على حقوق الإنسان، وعلى التشرد الأطفالي على رأي إللِمبي.
المختصر المفيد مصر فوق الجميع ما دامت على الطريق الصحيح.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com