نائب «البنك المركزى» الروسى: انهيار العملة «كابوس» ومدير «الأعمال الروسى العربى»: تحركات أمريكية خطيرة ضدنا
وصف نائب رئيس البنك المركزى الروسى سيرجى شفيتسوف الانهيار الأخير فى سعر العملة الروسية «الروبل» بأنه كابوس لم يكن أحد يتصوره، ووصفت صحيفة ديلى تليجراف البريطانية الأزمة المالية الروسية بسبب انهيار أسعار البترول بأنها تنذر بمواجهة الدولة الروسية لخطر الانهيار على الطريقة السوفيتية، حيث انخفض الروبل أمام اليورو فى أكبر تراجع منذ الأزمة المالية عام 1998، وأشارت الصحيفة إلى أن الاقتصاد الروسى يعتمد بشكل أساسى على الأسعار العالمية للنفط، التى تشهد تراجعاً غير مسبوق.
وقالت الصحيفة: ليس هناك أى مؤشر حتى الآن لتخفيف الضغوط على روسيا من جانب منتجى النفط، خاصة بعد هبوط خام برنت دون 59 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ أزمة الركود الكبير فى 2009، وتوابع الأزمة الحالية ضربت البنوك التى تتعامل مع روسيا وأوكرانيا، حيث هبط سعر السهم فى بنك رايفايزن النمساوى وبنك سوسيتيه جنرال الفرنسى أكبر مقرض خارجى فى المنطقة.
وأكدت الصحيفة أن روسيا فقدت السيطرة على اقتصادها، وقد تضطر لفرض الرقابة على الصرف، على النمط السوفيتى بعد أن فشلت سياسة «الصدمة والرعب» التى انتهجها البنك المركزى الروسى فى وقف انهيار الروبل، وقالت: البيت الأبيض ليس لديه نية لتخفيف الضغط على روسيا لوقف انهيار عملتها، فالرئيس الأمريكى باراك أوباما لن يعترض على قانون أقره الكونجرس بفرض مجموعة من العقوبات الجديدة ضد روسيا، على الرغم من أنه حذر فى وقت سابق من أن فرض المزيد من العقوبات قد يكون له مخاطر على الأوروبيين، وقد يتسبب فى نوع من الانقسام داخل حلف شمال الأطلسى. وتشمل التدابير الجديدة منح أوكرانيا مساعدات عسكرية بقيمة 350 مليون دولار، وتفويض أوباما لفرض قيود على شركات الطاقة التى تمارس أنشطة الاستثمار فى روسيا، وكذلك تنفيذ حظر ائتمانى ضد شركة جاز بروم الروسية.
ونقلت الصحيفة عن وزير خارجية روسيا سيرجى لافروف قوله: من الواضح الآن أن هدف الولايات المتحدة هو إسقاط الرئيس الروسى فلاديمير بوتين من خلال تغيير النظام الحاكم، لكن «لافروف» تعهد بأن الشعب الروسى سوف يتحدى أى إجراءات، وعبّر عن ذلك بقوله «فى كل مرة نخرج من أزماتنا أقوى بكثير، لقد كنا فى حالات أسوأ بكثير فى فترات أخرى من تاريخنا». وتابعت الصحيفة أنه بعد سنوات من التهديدات والتحديات ورؤية «بوتين» أن الولايات المتحدة هى نمر من ورق، يجد الكرملين نفسه وجهاً لوجه مع عواقب كارثية لأفعاله من خلال غزو أوكرانيا وتغيير حدود أوروبا بالقوة، وبنفس الطريقة تحتاج واشنطن للتحرك بحذر لأن الضغط بقوة على قوة نووية مثل روسيا سيكون سوء تقدير جيواستراتيجى.
ونقلت الصحيفة عن المحلل المالى من مجموعة «سويس إنفست» العالمية أنتونى بيترز أن زعماء روسيا ضللوا شعبهم، فهم فى حالة إنكار للأزمة الاقتصادية التى تعصف بالبلاد، ولم يحدث منذ الحقبة السوفيتية أن رأينا هذا الرفض من قبَل الكرملين فى الاعتراف بوجود مشكلات سياسية واقتصادية حادة.
من جهته، قال مدير مجلس الأعمال الروسى العربى فلاديسلاف لوتسنكو فى اتصال هاتفى لـ«الوطن» إن أزمة النفط الأخيرة لها أبعاد سياسية خطيرة ضمن تحركات ممنهجة لحلفاء الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط ضد روسيا والميليشيات المسلحة التى خرجت عن سيطرتها فى المنطقة. وانخفضت العملة الروسية «الروبل» إلى مستويات غير مسبوقة الثلاثاء الماضى فى اختبار لقدرة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على احتواء العاصفة الاقتصادية، فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما سيوقع قانوناً يفرض عقوبات جديدة على موسكو. وأخفقت الخطوة التى اتخذتها موسكو الاثنين الماضى برفع أسعار الفائدة إلى 17% فى وقف انهيار الروبل، وذكر البيت الأبيض أن الانهيار الحاد للروبل والارتفاع الحاد فى سعر الفائدة يوضحان تأثير العقوبات الدولية على حكومة بوتين. وأكد رئيس بعثة صندوق النقد الدولى فى الإمارات هارالد فينجر أن دول مجلس التعاون الخليجى المصدرة للنفط قادرة على تحمل هبوط أسعار النفط، متوقعاً فى الوقت ذاته أن تلجأ الإمارات إلى مخزونها من الاحتياطى المالى لمواصلة الإنفاق الحكومى إذا استمرت أسعار النفط عند المستويات الحالية أو انخفضت عنها.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com