بقلم : أيمن عبد الرسول
إذا سألت مواطنًا مصريًا عن عنوان لم يعرفه، لكنه أضلك، ووصف لك وصفة سهلة للتوهان والضياع .. على طريقة الأراجوز في الليلة الكبيرة .. فبماذا تصف فعلته؟!
وإذا جلست بالساعات فى انتظار الأتوبيس تحت مظلة محطة – مفترضة – ثم عرفت عن طريق عابر سبيل أن المحطة ملغاة ، وأن الأتوبيس لا يمر من هنا، وأثناء فذلكته ، جاء الأتوبيس الذي تنتظره ، وهرع إليه عابر السبيل راكبًا، وتركك تعانى دهشتك .. فماذا تصفه ؟!
وإذا حاولت الشرح، دون ملل أو تكرار لمواطن، الفرق بين النظام المصري وشخص رئيس الجمهورية وأن العيب – إن كان فيه عيب طبعًا – في النظام وليس في شخص الرئيس وبعد محاضرة أجبرت فيها أن ترتدي عباءة الدفاع عن الشخص – شخص الرئيس طبعًا – وانتقاد النظام – النظام السياسي قطعًا – ثم سألك في النهاية : بس إيه رأيك في التوريث .. فكيف يمكن أن ترد عليه ؟!
وإذا وقفت أمام موظف في مصلحة ما، وطلب منك التأكد من النوع فورًا (ذكر أم أنثى) وأنت تبدو ذكرًا مكتمل الذكورة، وهو لا يقبل شهادتك إلا مدعومة بشهادة "2" موظفين على أنك ذكر .. ماذا يمكن أن تفعل ؟!
ولو خانتك شجاعتك مرة، ورددت على ضابط شرطة ، لأنه سبك بما ليس فيك ، وعندما حاولت مقاضاته – وأنت لا ظهر لك – بدون حماية أعلى منه يعنى .. واتهمك بالجنون لأنك حاولت – مجرد محاولة – إثناءه عن سبك – وأكرر بما ليس فيك – وحاول أولاد الحلال إثناءك عن عمل محضر له، لأن الميه ما بتطلعش في العالي، وأيه لزمة مواتير الرفع إذا ؟!
وفى النهاية اتهموك أنت شخصيًا – لا الضابط – بالغباء، وقلة الأدب والحيلة معًا.. حدثني عن رد فعلك .. على سبيل الإفتراض أيضًا ؟!
ولنفرض مثلا أنك مواطن دمه حر ، ومررت على سلم نقابة الصحفيين المصرية، ووجدت عددًا من الصحفيين أعضاء النقابة المحترمة يتظاهرون بسبب الرئيس وابنه والنظام وسدنته ، والحكومة وصحفها ، وربما سبك شخصيًا لأنك معترض على شتائمهم ، وحاول السادة المحترمون، ضباط الشرطة الذين يقومون بحماية المتظاهرين من أنفسهم، ردعك عن الرد عليهم .. أو حتى التعرض لهم بمنطق مختلف جدًا .. نصه : " إنت مالك .. هم أحرار .. وأنت حر .. " ألا يحرق هذا المشهد دمك وأعصابك وسجائرك ودخانك ؟!
مشاهد كثيرة في حياتنا لا يمكن وصفها إلا بالغباء .. فهل نؤسس منظمة خاصة على غرار "مواطنون ضد الغلاء .." اسمها " مواطنون ضد الغباء"؟!
خصوصًا أن الحركات الإحتجاجية على طريقة حركة – لأ بلاش كده – وحركة باصين علكيم .. وحركة النص كم في الشتا رحمة، وغيرها من الحركات تقوم فى الأساس على استثمار الغباء لدى السادة المواطنين، والسادة المسئولين أحيانًا !!
اقترحت هذا الإقتراح .. في جلسة مع الأصدقاء أيدوه بشدة ، وبعدما قمت بدفع حساب المقهى وانصرفوا .. قال أحدهم : إيه الغباء ده، إحنا كده هانعمل حركة ضد وجودنا .. يجب تغييرها إلى مواطنين مع الغباء لا ضده .. لأنه من الغباء محاولة الظهور بمظهر المضاد للغباء في مجتمع غبي.
فهل نحن حقًا .. مجتمع غبي أم مجتمع يعشق الإستهبال ؟!
سؤال : ربما أجيب عليه الأسبوع القادم ؟!
ربما .. لأنني لم أتخلص من غبائي .. بعد !!
ولأنني – عدم اللامؤاخذة – مواطن مصري !
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com