للشاعر فايز البهجورى
فى ذكريات الحرب والعدوان
تهفـو نفوس القـوم للايمان
ونعود بالذكرى هناك لمــزود ،
فى بيت لحم ، قــابع بأمـان
مهد الذى جعل السلام شعـاره
ودعا اليه بقـوّة الشجعان
ونردد اللحـن الجميــل لعـلـّـه
يحيى السلام لدى ذوى السلطان
المجــد لله العلــى ورحـــمــة
وسلامة للأرض والانسان
***
فى مزود فى قرية مجهولـــة
فى رقعة تهفــو إلى العمران
ولد المسيح رسالة قدســـــية
تسعى لكل الناس فى البلدان
ولد السلام مع المسيح قصيدة
فيها تحس حــلاوة الألحـــان
والكل مندهش لأن قـــدومـــه
فى مزود ما كان فى الحسبان
غير المجوس وقد راوا نجما له
فى الشرق يبدو واضحا لعيان
هــرعوا اليـه يقدمـون هديـّـة
ذهـبا ومــرا ثم بعض لبــان
***
ملك الملوك ومن دعــا لرسالة
وابن الاله ومانح الغـفــران
ما شاء أن يختار قصرا عامـرا
قصرا منيـفـا عالى الجدران
ما شـاء الا أن يحـــلّ بمـــزود
ياليت شعرى، مزود الحيوان !!
***
يا من جعلت من السلام رسالة
هبنـــا سلام النفس بالايمان
واحم الشعوب من الحروب فانها
شرّ يحطّم كاهــــل الانسان
أوبريت
وعلى الأرض السلام
للأديب والشاعر
فايز البهجورى
صوت : الليل منتصفه. والبقعة نائية . والأضواء باهتة . والسكون مخيم .
وعلى الأرض تمدد ثلاثة رجال وقد عبّرت وجوههم الشاحبه عما فى قلوبهم من حزن وأسى .
كان الأول شاعرا .. وقد شرد فكره ساهما حزينا .
وكان الثانى عازف قيثار ألقى بقيثارته جانبا وكأنه كان يفكر فى لحن حزين يشارك به الطبيعة الصامتة من حوله.
وكان الثالث رساما تناثرت فرشاته و ألوانه هنا وهناك ولم يكمل لوحته .
(هنا يفتح الستار ببطء . ويستمر الصوت)
.... وساهم الأرق بنصيبه فلم تغمض للثلاثة عين .
وهام الشاعر فى خياله الراكد يبحث عن كلمات يعبّر بها عن مشاعر اليأس والألم فى قلبه.
وفى صوت حزين انطلق يقول
الشاعر :
الفجر غاب طلوعه.. والليل ليس له إنتهاء
والنفس ملّت فى البقاء وفى الحياة مع الشقاء
يا نفسى ليتك تذهبين وترحمينى من العناء
ماذا يطيب من الحياة وليس فيها من هناء
*------------------***------------------*
الصوت : وفى يأس فيه مرارة الاحباط .
وحزن فيه قساوة الاحساس.
تنهد عازف القيثار فى ألم يقول :
العازف :
قيثارتى إنى حزين لست أدرى لما حزين ؟
حتى غناء الطير يبــدو لى كأنغام الأنين
وأرى الحياة كئيبة .. تبدو لعين الناظرين
قيثارتى من لى يبدد حيرتى ؟ هل تعلمين ؟
حتى متى ينزاح ما فى القلب من حزين دفين ؟
*------------------***------------------*
الصوت : ونظر الرسام إلى الطبيعة فبدت لعينيه قاحلة بغير جمال . ولم ير فيها ما يغريه على رسم لوحة يمارس فيها ابداعه . ويسجلها بفرشاته وألوانه.
فألقى بها جانبا وأغمض عينيه فى مرارة وانطلق يقول :
الرسام:
مال الطبيعة قد بدت فى ناظرى وكأنها
فقدت معالم حسنها وبهائها وجمالها
أشجارها وزهورها ليست كما عهدى بها
حتى المروج الخضر تبـدو لى بلا لون لها
*------------------***------------------*
الصوت : ولكن رحمة الله تداركت كل شىء .
فى لحظات اليأس أشرق من السماء نور الأمل.
وفى غمرة الأحزان دق ناقــوس الفرح.
وفى سكون الليل انطلق من السماء لحن السلام.
(يسمع من وراء الستار أصوات أبواق وأجراس وزغاريد وتشرق أنوار )
الصوت :
المجد لله فى الأعـالى .
وعلى الأرض السلام.
وبالناس المسرة
( تردد هذه الأية عدة مرات من وراء الستار بأصوات جميلة
فردية مرة وجماعية مرة أخرى.ويستمر الصوت)
وقــوى صوت الشاعر الهزيل .
واتسع خياله الذى ضاق.
وشحذت همته التى وهنت .
وفى نشوة من الفرح انطلق يقول :
الشاعر :
مالى أرى فى الشرق نــورا ثم نجما مبهرا
بهر العيون ضياؤه والليل أضحى مقمـرا
وبه استحال الليل صبحا مشرقا ومنـوّرا
أحقيقة ، ياليت شعرى ، أم خيالا ما أرى
*------------------***------------------*
الصوت : وأنصت عازف القيثار فى دهشة إلى لحن السماء .
واستمع فى غبطة إلى لحن السلام
ونهض يناجى الطيور وهى تغرد لحنها الجديد .
عازف القيثار :
يا طيور الروض مهلا حدّثينى يا طيور
لحنك الأسيان أمسى اليوم طابعه السرور
وظلام الأمس أضحى اليوم بعد الياس نــور
قد بدى اليوم نشاط ، جاء من بعد فـتــــور
*------------------***------------------*
الصوت : ولم يكن الرسام أقل دهشة من زميليه الشاعر وعازف القيثار.
لقد بهرته الطبيعة وبدت لعينيه وكأنها لبست ثوبا جديدا
وغمره شعور بالسعادة فانطق يقول :
مال الطبيعية قد بدت حسناء فى أحلى رداء
أشجارها .. لبست ثياب ربيعها وقت الشتاء
وسماؤها زادت صفاء وأشرقت بضياء
وطيورها من فرحها غنّت فاشجانا الغـنـــاء
*------------------***------------------*
الصوت : وهكذا أصبح الثلاثة بين مندهش ومذهـول ومتسائل عن سر ما حدث حوله.
كان الظلام حالكا ، وتحوّل الى نور مضىء .
وكان الركـود شاملا ، ودبّ فى الحياة نشاط عجيب.
وهب الثلاثة بالبشارة فى كل واد يبشرون.
ويردد الجميع :
اليوم جاء من السماء إلى الشعوب سفيرها
يدعــوالى الحب الذى به يستقيم مصيرها
يدعوالجميع الى السلام فلا يتـــوه مسارها
ولد المسيح فأبشروا
ولد المسيح فبشّروا
زفوا البشارة للشعوب .. صغيرها وكبيرها
(ثم يعود الصوت يردد عدة مرات )
المجد لله فى الأعـالى .
وعلى الأرض السلام.
وبالناس المسرة
(ستار الختام)
فايز البهجورى
----------------------------------------
( نشرت الطبعة الأولى منها فى عام 1956
بعنوان ( دموع وابتسامات )
=======================
مع اشراقة العام الجديد عام 2015
وعيد الميلاد المجيد
أبعث لك أنت وأفراد أسرتك
وفريق العمل فى موقعك
بصادق الدعاء لكم بالصحة والسعادة والتوفيق فى الرسالة التى تؤدونها لأسعاد الآخرين .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com