ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الحرية والإنسان (١)

بقلم د. محمد أبوالغار | 2014-12-23 09:18:37

 يولد الإنسان حراً طليقاً، وبمرور الزمن يضيق نطاق حريته، وإذا فقد الإنسان حريته وهو راضٍ مذعن فقد فقد نفسه. والحرية لها حدود وأبسط صورها ألا تعتدى على حرية الآخرين.

 
يقول الكثير من الزعماء السياسيين والقادة إنه لا يوجد حرية للفقراء والأميين، ويقولون إن الطعام والتعليم قبل الحرية، ويعدون شعوبهم بتوفير السكن والتعليم والصحة، وفى مرحلة تالية سوف تأتى بعدها الحرية، والحقيقة أن كل من اتبع هذا الطريق لم يستطع توفير الأكل ولا التعليم، وفقط تم حجر الحريات.
 
هؤلاء الرؤساء الذين يكبتون الحرية بغرض التقدم الاقتصادى وتحرير الأمة فشلوا جميعاً وانتهى عصرهم بكوارث سياسية أو اقتصادية.
 
الإنسان له تطلعات اقتصادية وتطلعات تعليمية وتطلعات لسلطة أكبر أو لهجرة إلى بلد آخر. الفكرة أن تحصل على قدر أكبر من الحرية بأن تصبح أكثر ثراءً يتيح لك حرية شراء ما تريد أو حرية السفر، وعندما تصبح شديد الثراء تبحث عن القوة السياسية لتكون أكثر حرية فى أن تفعل ما تريد. وعندما يذهب الإنسان إلى الجامعة أو الدراسات العليا فى الأغلب يكون هذا الكفاح الغرض منه هو الوصول إلى مرتبة أعلى فى المجتمع تعطيه حرية أكثر فى شراء ما يرغب فيه، والفرصة فى سماع رأيه، وإعطاء مساحة أوسع فى التعبير عما يريد أن يقول.
 
وتوجد قلة نادرة تبحث وتبتكر وتخترع لتجعل العالم أفضل للبشر، وحين يكون العالم أفضل تكون فرصة الحرية أوسع.
 
وهناك تطلعات للهجرة الشرعية إن أمكن، وغير الشرعية أحياناً. والهجرة هى الطريقة الأسهل حين تكون الحالة الاقتصادية أو الحصار المجتمعى هو العائق أمام الإنسان للانطلاق إلى الحرية الأوسع.
 
وهناك تطلعات للسلطة ولها أغراض نبيلة، مثل الرغبة فى رفع مستوى الشركة التى تعمل بها أو رفع كفاءتك إذا كنت طبيباً، أو المهنة عموماً إذا كنت تريد أن تكون نقيباً أو رئيساً للتحرير إذا كنت صحفياً، أو رفعة شعب بأكمله إذا كنت تريد أن تكون رئيساً. وضمن هؤلاء جميعاً من يعتقد أنه لن يستطيع أن يدير الشركة أو المستشفى أو الدولة دون أن يكبت حريات الآخرين، لأنه يظن أن الحرية له يجب أن تكون مطلقة وللآخرين محدودة وأحياناً معدومة.
 
والاستعمار الذى احتل شعبنا ٧٢ عاماً منع عنا الحرية وأعطاها كاملة لشعبه فى بريطانيا. الحرية مطلب إنسانى وُجد منذ خلق الإنسان، وهو مطلب مبدئى فى كل الديانات السماوية وغير السماوية. كل المبادئ السياسية تصر على الحرية ومنظمات حقوق الإنسان تملأ العالم كله، وسجل الأمم المتحدة حافل بالدفاع عن الإنسان وحريته. ومع ذلك فالإنسان فى عالمنا الثالث لا يتمتع بحرية بسبب فقره أو ضعف تعليمه أو دينه أو موقفه السياسى، ولكن الإنسان هو الإنسان، سوف يعيش ويموت يبحث عن الحرية.
 
قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.
نقلا عن المصرى اليوم
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com