مينا اسعد كامل
يؤكد الدكتور إبراهيم مجدي حسين الاستشاري النفسي ذلك حين يقول " أما عن النساء فالكلام عن الخيانة الزوجية من الزوجة أمر كإرثي وإذا فضح أمر الزوجة أو انكشف من الممكن أن تسيل بحور من الدماء وينتهي الأمر بمأساة وخراب وعار يستمر لعقود خصوصا في صعيد مصر"
ولن نبالغ إن قلنا أن الخيانة الزوجية في مصر اقل وطأة من شيوع معرفتها بين المجتمع . فالزوج – على وجه الخصوص - عند اكتشافه خيانة زوجته يتجرع الألم النفسي .. أما عندما يكتشف المجتمع خيانة زوجة أحدهم هنا يتجرع الزوج الألم النفسي مصحوبا بوطء العاروالإحساس بتدنيه تجاه المجتمع .
تقول الدكتورة غالية الجمال المتخصصة في علم النفس "الخيانة هي اضطراب في الهوية والشخصية، كما هي حالة هروبية من الكبت والنقص والحرمان، مؤكدةً أنه ليس للسلوك المنحرف أي مبررٍ، والخيانة الزوجية من الأمور التي لا يلتمس لها العذر؛ لأن آثارها مترتبة على قواعد شرعية، وحقوق وواجبات، كما هي خروج على القيم والعرف والدين، تمتد من الفرد إلى المجتمع."
وتضيف " حالة اكتشاف الخيانة بالكارثة الخطيرة غير المتوقعة خاصة عندما تكون الزوجة موقع «الخيانة، مشيرةً إلى أن ردود فعل الزوج غالباً ما تكون متهورة وغير عقلانية"
ونضيف نحن انه إذا استطاع الزوج أو الأسرة عمومافي حاله خيانة القاصر لشرف أبيها أن يلتقط أنفاسا من التفكير في الانتقام الممزوج بدموع العار التي يشعر بهالجاء انتقامه وهروبه من العار مروعا .
إلي الآن نحن نتحدث عن حقائق نتفق فيها جميعا بمجتمعنا المصري
وعلى سبيل المثال نجد انه رغم أن ظاهرة هروب الفتيات القصر بعد ارتباطهم بعلاقة عاطفية قد تمتد الي علاقة جسدية مع شباب ظاهرة مجتمعية واردة الحدوث فطبقاً لدراسة قديمة أعدها د. احمد المجدوب الخبير الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية الجنائية أن الدراسات الميدانية أثبتت ارتفاع معدل هروب الفتيات. وأن المعدل من سن(12-17) سنة شهد هروب (28) حالة عام 1991 و(95) حالة عام 1994، وذلك في القاهرة فقط.
أما في جميع المدن فإن الأعوام 98،97،96 فقد بلغت الحالات (7340) حالة هروب لفتيات.إلا انه في المجتمعالمصري وخاصة الصعيد منه نجد انه إن اختلف دين الشاب والفتاه تحولت فورا لازمة طائفية لا لشئ إلا لتوجيه أنظار المجتمع من عار الهروب إلي قضية الدين رغم آننسبة لابأس بها من تلك الحالات لا يعرف أيا من الطرفين حرفا من دينهم ولم توجد الفكرة أساسا.
لذا فقد اعتاد المجتمع أن الأزمة الدينية اعلي من أزمات العار والخيانة وسوء التربية . لذا صار الدين والتدين هو المخبأ الآمن من ملاحقات نظرات العار في المجتمع.
ومن هذا المنطلق ننظر إلي تلك القصة التي أثارتها إحدى المجلات - والمقدم ضدها الآن بلاغ للنائب العام – وتبعتها جريدة أخرى بعناوين مثيرة.
ولنقرأ معا تلك القصة من زاوية أخرى تخالف الاتجار الصحفي والمجتمعي الذي أديرت به تلك القضية .
رجل شك في زوجته وحسب روايته لضحد الشك باليقين يقول " وأخذت أبحث فى متعلقاتها لعلنى أجد دليلاً يؤكدشكوكى تجاه زوجتى، وأخيرا وجدت كارت ذاكرة «ميمورى» وقمت بتفريغه فوجدت عليه مكالمات جنسية بينزوجتي والكاهن"
ولن نعلق على هذا الجزء خاصة وانه هذا الجزء يشوبه الكثير من العوار المنطقي لن نتطرق له فهناك ماهو أهم
مما لا شك فيه أيضا انه لا توجد ورقة رسمية واحدة تحدد شخصية هذا الشخص الذي وصفة الزوج بأنه "كاهن" .فالمستندات الرسمية الخاصة بالقضية وحسب شهادة خبير الأصوات من الإذاعة والتليفزيون والذي انتدبته المحكمة أقرت أن الصوت لشخص "مجهول"
وتكرر هذا الوصف عدة مرات في ملفات القضية فالخبير والمحكمة اقروا أن محتوى تلك المكالمات مع مجهول . لكن لزوج يتهم كاهنا .
لماذا يتهم كاهنا ؟
أن الزوج يرى نفسه مفضوحا في المجتمع بل وتجاسر بنشر وفضح حوار زوجته مع آخر على العام ويستمع المجتمع بأكمله إلي أن زوجته تخون العهد – كما يتهمها – وهو عار في المجتمع المصري أيما عار ..
لذا يكون الحل الوحيد له أن تتوارى الفضيحة ويتلاشى العار خلف أسوار النوازع الدينية . وينتقل حديث المجتمع من أن زوجة السيد "و.ع" خانته إلي أن الزوج المسكين"الغلبان" سقط ضحية رجل دين يدعي الورع . فيستبدل الزوج ذله بعارا موجها لغيرة معتقدا انه يلحق العار بالكنيسة ..
وهو حلم راود الكثيرين على مر العصور فلحقهم العار وظلت الكنيسة شامخة
ولا مانع أن نجد هذا الزوج يحافظ على رجولته نفسياأيضا فينشر جملة تقول "حيث تعانى السيدة (الخائنة) من قصر العضو الذكرى للكاهن" !!!!!!! هو هاهنا أراهينفذ وصية العملاق عبد المنعم مدبولي في احد الأفلامالتراثية عندما طلب من مريضة النفسي أن يقف أمام المرأة ويردد " أنا مش قصير قزعه أنا طويل وأهبل" !
لذا من الطبيعي أن نجد التئام شمل بعض أفراد الطوائف التي لا تؤمن بالكهنوت ويحترف سب الكنيسة اعلاميا مع من يريد الانسلاخ من الكنيسة بحكم قضائي وأخر يريدإسقاط رجال الدين بقيادة ملحد مع الزوج الذي خانته زوجته ويغسل دموع ذله ومهانته بسكب دماء على أبوابالكنيسة في صورة تذكارية نشروها على الفيس بوك ! لتصبح صورة تحالف الشيطان.ذكرتني بالاجتماع السري الذي دار بين يهوذا الخائن واليهود للتعاقد على ثمن دم المسيح!
ومن هذه النقطة تبدأ المرحلة الثانية وهي دور بعض أصحاب القلم الأصفر .. في اجتذاب القراء . فنجد إقحام الاعتراف الكنسي واستخدام تعبير كرسي الاعتراف .. مع أن الممارسة الطقسية اسمها في الأصل" سر التوبة والاعتراف" ولا يوجد لها في الكنيسةالأرثوذكسية "كرسي" !! بل والحادثة في الاصل تليفونية ولا علاقة لها من قريب أو من بعيد بسر التوبة !
ثم يكتب الصحفي انه دار في أروقة الكنيسة ليجد الهمس واللمز أن هناك حالات كثيرة متشابهه !! ولا ادري ما هذه الأروقة ولا كيف استطرق السمع إلي الهمس كما لا ادري لماذا انتظر "الهامسون" آن يمر بجوارهمالصحفي فيهمسون "جميعهم" أن هناك حالات مشابهه.
وأخيرا لابد من اللهو الخفي أن يظهر بدوره . فلا يستقيم خبر إلا بوجود البطل " المصدر المسؤل" والذي أحيانايكون "المصدر الكنسي الذي فضل عدم ذكر اسمه" الذي صرح – بالهمس ايضا – ان قداسة البابا شخصيا اهتم بالموضوع ويحقق مع الكاهن !! ليصطدم هذا المصدر الذي رفض ذكر اسمة بتصريح نشر في مواضع أخرىمن قداسة البابا شخصيا يقول فيه " "لو أعطينا هذه الثرثراتاهتماما لضاعت الأيام في أخذ ورد"، مشيرا إلى أن هناك أحد المواقع وإحدى الصحف تنشر الأكاذيب على الكنيسة، ولكن "لن نخضع لابتزاز ولا استغلال"، ومن يريد أن يستوضح أمرا من الكنيسة فمرحبا به، فالكنيسة حريصة على أن يؤدي الإعلام دوره بمصداقية. "
نهاية لابد أن أقول ..
إن وعد الكتاب المقدس واضحا صريحا تجاه كنيسته وإيمانه حين قال " أبواب الجحيم لن تقوى عليها"
فليتوقف إذن نافسوا اللهب فهو لن يحرق غيرهم.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com