مينا ملاك عازر
انتشرت في الآونة الأخيرة على صفحات التواصل الاجتماعي شائعة - قل خبراً- عن تسليم قطر للقطراوي الشيخ المزواج أبو البصباص زير النساء مدعي الثورية وعدم الإخوانية – من شابه أباه فما ظلم- القطراوي هنا نسبة للنسب قطر حيث أنه يحمل جنسيتها إزاي؟ ما أعرفشي، ماذا قدم لهم؟ ما أعرفشي، المهم قطراوي واعرفناها، تقدر حضرتك تقل لي، هو قرضاوي منين؟؟؟.
أما إن عدنا لمسألة تسليم الشيخ إياه لمصر لنجد أن هذا الشيخ الذي يصعب تسليمه لمصر لحمله الجنسية القطرية يعتبر القوة الناعمة القطرية، وإن اعتبرنا أن المسألة نسبة وتناسب، فنجد أن الأزهر بحجمه يتناسب مع حجم مصر، فهو قوتها الناعمة في وسط البلدان الإسلامية، كذلك القرضاوي وهو فرد يتناسب مع حجم الإمارة القطرية، إذ هو يُعد قوتها الناعمة مثله مثل قناة الجزيرة، فمريدي القرضاوي كُثر، والمؤمنين به كُثر، وكان من بينهم قبل أن يعود لرشده، ويسترد صوابه الفنان حسن يوسف، والمعتقدين في عقلانية الشيخ إياه كثيرين ويصدقونه، ويسيرون وراءه، وهذا ليس غريب، فمسألة قيادة خروف لقطيع من الخراف رأيناها جلية في قيادة المرشد بديع لجماعة الإخوان وكلهم ماشيين وراء خيرتهم الشاطر.
لنعد لمسألة تسليم القرضاوي، هل تسلم قطر سلاحها؟ هل تتخلى قطر عن قناة الجزيرة مباشر مصر ببساطة كده؟ الناس طلعوا شائعات حول أن تركيا تستعد لإطلاق البديل، وهذا جائز تماماً ولو سلمنا بأنها لا دخان بدون نار، فنستطيع أن نتيقن بأن ثمة شيء ما وراء هذه الخطوة القطرية بإغلاق القناة، وجس النبض بتسليم سلاحهم الثاني القرضاوي، بالمناسبة غلق قناة الجزيرة مباشر مصر لا يعني تخلي عن كامل الترسانة، فالشبكة كبيرة ومليئة خيوط بديلة تنسج خيوطها حول رقاب المغفلين، والمصدقين لها، أقصد هنا شبكة الجزيرة بمختلف قناواتها، والقرضاوي شيخ لاغنى عنه، ففي عز ما كان يتطاول على الإمارات والسعودية لم تفعلها قطر وتسلمه لواحدة منهما، أقصى ما استطاعت فعله هو تحجيمه ومنعه من الخطابة وذلك لأنه وببساطة يعد سلاحها وقوتها الناعمة.
والسؤال هنا، هل تفعلها قطر وتسلم سلاحها وتتخلى عن منبرها إلاعلامي البذيء والرديء، ومنبرها الديني أو قل ستارها، لا أظن أن تفعلها فلعلهما سيبقيا ولو سلاح تخفيهما وراء ظهرها، تمسكهما على وضع الاستعداد لإعادة الإشهار في الوقت المناسب، القرضاوي نموذج لما هو أهم، وهم قيادات الإخوان والإرهابيين الفارين إليها من أمثال الزمر ومن على شاكلته، فهل تسلم قطر هؤلاء أم تنقله لتركيا في تواطؤ لو تم سيكون فاضحاً، وخسارة فادحة لها في تمثيلية المصالحة والتوبة التي تحاول القيام بدور البطولة فيها أم تبقيهم لديها بحجة أنهم لا يمارسون السياسة والمعارضة ضد أي بلد من داخل أراضيها، ما يعني بقاءهم في حمايتها، وهي حجة رخيصة جداً إذ أن قضيتنا معهم ليس السياسة فحسب بل جرائم جنائية يجب وقوفهم أمام القضاء المصري للحكم عليهم بالإدانة أو البراءة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com