بقلم: عـادل عطيـة
عندما يقترب عيد من أعيادنا، يفكر الأولاد في العيديّة!
كما يفكر الآباء!
الفرق بينهما:
أن الأولاد يفكرون في مجموع ما يحصدونه من نقود!
أما الآباء، فيفكرون في مجموع ما يدفعونه من هذه النقود!
وفي هذا المدفوع، فارق في الموارد المادية بين يد أب ويد أب آخر، ويكون هذا الفارق عميقاً، وسبباً في الإحراج، والأضطراب، والهم!
فقد يعطي شخص ميسور الحال، عيديّة كبيرة لإبن أحد أقربائه، أو أصدقائه، أو معارفه، بينما يكون الأب الآخر ، بسيط الحال؛ فلا يستطيع مبادلته بالمثل؛ فتكون العيديّة عذاباً للأب أكثر منها فرحة للإبن!
أعرف رجلاً، عندما كان يذهب ليُعيّد على أهل بيت عائلته، كان لا بد أن يمرّ، في ذهابه وايابه، بجوار منزل أحد أقاربه. وكان يتمني في قلبه، ألا يراه .. ولكنه كان يراه، ويحزن لأنه لا يزوره!
لقد كانت امكانيات هذا الرجل الماديّة، أقل بكثير من رفاهية الخضوع للعادات والتقاليد؛ فاختار أن يحتمل خزي العتاب، عن أن يحتمل ألم العذاب!
فان كانت العيديّة عطاء محبة؛ فلا يجب أن تكون سبباً في قطع روابطها!
وليكن التزاور والترابط والتآخي، أهم بكثير من عادة: "العيديّة" في هذا الزمن، الذي برغم ثرائه، لا يزال الزمن الصعب!...
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com