ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

منع برامج القس زكريا لطبيعة طائفية أم ضغوط دولية؟

حكمت حنا | 2010-05-30 00:00:00

تحقيق: حكمت حنا - خاص الأقباط متحدون
جاء قرار منع برامج  القمص "زكريا بطرس" على فضائية الحياة مُحاطًا بالألغاز التي تخفي سبب المنع، والذي انقسمت حوله قيادات الكنيسة والمفكرين الإسلامين بين خلافات شخصية، وتفسيرات طائفية، جعلت القناة تتخذ قرارًا بمنع برامجه،

القمص زكريا بطرسومع ذلك؛ تنفي الكنيسة المصرية علاقتها بما حدث، وعدم معرفتها بهذا القرار سوى من الصحف، خاصًة مع استمرار برامج: (حوار الحق، وأسئلة الإيمان)، طيلة ست سنوات دون أي ملاحظات، وليظل لغز منعها قائمًا حتى يمكن أن يكشفه "بطرس" نفسه من خلال القناة الخاصة التي وعد بإنشائها، لتكون منبرًا حرًا يواصل من خلالها رسالته.

قيادات الكنيسة

يرى الأنبا "مرقص" المُتحدث الرسمي باسم الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، أن فضائية "الحياة" تعاملت مع القمص "زكريا بطرس" لعدة سنوات، بما يعني قناعتها به، وقد تكون هناك خلافات شخصية بينهما.

وأكد أن الكنيسة لا تعرف شيئًا عن قرار المنع سوى من الصحف المصرية، وهي ليست لها أية اتصالات بالقناة أو بالقمص "زكريا"، أو أية علاقات من أي نوع، والقمص "زكريا" رجل مستقل، ولا نعرف شيئًا عنه منذ سفره للخارج. 

أما القمص "صليب متى ساويرس" راعي كنيسة مار جرجس الجيوشي، وعضو المجلس الملي فقال: إن القمص "زكريا" حرٌ فيما يفعل، ولا أعتقد ان هناك ضغوط تُمارس على القناة لتفرض قرار منعه من الظهور عليها.

وفيما يتعلق بطبيعة برامجه الناقدة قال: لا أعتقد ان هناك خطوط حمراء أمام سماء الإعلام المفتوح، وهو قادر على إنشاء قناة جديدة يستطيع من خلالها استكمال رسالته من أي مكان.

وأضاف "ساويرس" أن الموضوعات التي يطرحها القمص زكريا بطرس حساسة، وتثير غضب أصحاب الديانات الأخرى، فالمفروض أن يكون هناك تقارب، لكن كل شخص يعمل في دائرته الخاصة وميدانه الخاص، والذي تخصص فيه القمص زكريا في مجال الأديان، وإبراز الاختلافات بينها، وقناة الحياة هي الفضائية المسيحية الوحيدة الجريئة أمام 60 قناة إسلامية أخرى متشددة، ومع ذلك.. فهو رجل جريء، ولا يمكن أن يصمت، ولا يمكن أن تمنعه قناة الحياة من مواصلة رسالته، وأعتقد ان سبب المنع يرجع له شخصيًا. 

شيوخ الإسلام

الشيخ يوسف البدرييُعلق الشيخ "يوسف البدري" على قرار منع القمص "زكريا بطرس" بأنه أمر طبيعي، لعرضه قضايا مثيرة للجدل والمشاكل، وقد اعتبرته الكنيسة خارجًا عنها، وأنا حزنت جدًا لأنه دائمًا ما يهاجم الإسلام وتعاليمه،  ومن حق قناة الحياة أن تمنعه لعله هذا يكون رادعًا له، أو قد يكون ذلك استمرارًا لنشاطه في قناة أخرى يبث من خلالها أحاديثه ورسالته التي جاء من أجلها، والتي لم تكن مرضية.

وقال "البدري": نحن نخاطبه ونقول له: "لا تجرح ولا تهاجم، فلن تكسب لك أنصارًا، بل قد ينقلب انصارك إلى أعداء".

أما فيما يتعلق بأسباب اتخاذ القناة لهذا القرار في ذلك التوقيت، فهذا كلام غير منطقي أو علمي، فربما تكون تطورات "الحياة"، أو ضغوط دولية تعرضت لها ساعدتها على اتخاذ ذلك القرار.

المفكر الإسلامي "جمال البنا" يرى أن أسباب توقف برامج القمص "زكريا بطرس" ترجع لأسباب دينية متعلقة بالعقيدة وازدراء الأديان، فكل موضوعاته طائفية وممزوجة بالتشدد.

وعن الحرية الدينية لطبيعة موضوعاته قال "البنا": إذا كانت هناك فضائيات إسلامية متشددة، فلا يجب معالجة الخطأ بالخطأ، والحرية الدينية لا تجعل أطراف الديانات المختلفة يتراشقون بالألفاظ الجارجة، وإن كانت القنوات الإسلامية المتشددة هي الدافع لظهور القنوات المسيحية، فهذا ليس دافعًا للتطرف واشتداد الحروب بينهم، وهذه ليست حرية دينية، بل حرب طائفية يجب معالجتها بالتسامح واحترام عقيدة الأخر، وفي النهاية القمص "زكريا بطرس" حرٌ فيما يفعل.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com