عرض/ سامية عياد
من تواضع الرب يسوع ومحبته لنا أخذ صورة عبد وأخفى مجد لاهوته داخل ناسوته ، لقد أخلى نفسه ، لكن مجد الألوهية لم يفارقه على الإطلاق "ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا"...
القمص بنيامين المحرقى يحدثنا عن تجسد الرب يسوع الذى أخلى فيه نفسه قائلا: ليس المقصود بأخلى نفسه أن يسوع لم يعد مساويا لله ، أو لم يعد صورة الله "لم يزل إلها ، أتى وصار ابن بشر ، لكنه هو الإله الحقيقى .." ، لقد أخلى ذاته تدبيرا حسب ما يتطلبه وضع الجسد ولكنه ظل الإله الذى لا يحتاج الى النعمة التى يحتاج إليها أى مخلوق ، يقول السيد المسيح للآب "والآن مجدنى أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذى كان لى عندك قبل كون العالم"، المسيح الواحد هو الذى يطلب المجد ، فهذا الطلب يخص المولود من الآب قبل كل الدهور ، لأنه أخلى ذاته وتجسد وصار مثلنا فى كل ما يخص الناسوت دون أن يفقد البهاء والكرامة الإلهية الخاصة به .
لقد ظهر مجد الرب يسوع فى سلطانه بقوة ذاته ، فقد ظهر واضحا فى التجلى على جبل طابور ، فالسيد المسيح الذى هو صورة الله غير المنظور "الله لم يره أحد قط ، الابن الوحيد الذى هو فى حضن الآب هو خبر" ، "والذى ، وهو بهاء مجده ، ورسم جوهره".
الرب يسوع فقط هو الذى أخلى نفسه ، وآخذ صورة عبد ، صائرا فى شبه الناس ، ولا يوجد مخلوق بطبيعته الخاصة يستطيع أن يخلى نفسه مثلما فعل السيد المسيح ، هذا الإخلاء لا ينطبق إلا على الكلمة الذى هو صورة الآب الذى ولده ومساويا له ....
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com