اعتبر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أن "الجماعات الإرهابية التكفيرية" أساءت إلى الإسلام، والنبي محمد، كما لم تتم الإساءة إليهما طوال التاريخ، وأكثر من الكتب والرسوم والأفلام، دون الإشارة إلى الاعتداء على أسبوعية "شارلي إيبدو" الفرنسية.
في خطاب ألقاه بمناسبة ذكرى تأسيس جمعية خيرية تابعة لحزب الله، رأى حسن نصرالله الجمعة، أن "الجماعات الإرهابية التكفيرية" أساءت إلى الإسلام أكثر من الكتب والرسوم والأفلام التي أساءت إلى النبي محمد، على مر التاريخ، من دون أن يأتي على ذكر الاعتداء على صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية.
واعتبر نصرالله أن أحد أسباب انتشار خطر هذه الجماعات هو التسهيلات وتأشيرات الدخول التي حصلوا عليها من بعض الدول، في إشارة إلى الغرب.
جماعات تكفيرية أساءت إلى الإسلام
وقال نصرالله في خطابه الذي نقلته قناة المنار "في هذا الزمن أصبحنا بحاجة ماسة إلى الحديث عن الرسول بسبب سلوك بعض الجماعات الإرهابية التكفيرية التي تنسب نفسها إلى الإسلام وإلى رسول الإسلام وإلى راية الإسلام".
واعتبر أن "هؤلاء أساؤوا إلى رسول الله كما لم تتم الإساءة إلى رسول الله طوال التاريخ".
وأضاف أن هذه الجماعات "من خلال أقوالها وأفعالها وممارساتها المشينة الشنيعة والعنيفة واللا إنسانية والوحشية، أساءت إلى رسول الله، وإلى دين الله، وإلى أنبياء الله، وإلى كتاب الله، وإلى أمة المسلمين أكثر مما أساء إليها أعداؤها، حتى هؤلاء الذين قاموا بالاعتداء على رسول الله من خلال تأليف كتب مسيئة وصنع أفلام ووضع رسوم مسيئة للرسول".
ويشير نصرالله إلى كتاب "آيات شيطانية" لمؤلفه سلمان رشدي الذي أصدر آية الله الخميني فتوى بإهدار دمه (1989)، وإلى شريط الفيديو "براءة المسلمين" الذي نشر على الإنترنت (2012) وأثار حركة احتجاجات عالمية في دول ومجتمعات إسلامية تطورت إلى حوادث دامية، وإلى الرسوم الكاريكاتورية التي نشرت في صحف أوروبية عدة (2005)، بينها "شارلي إيبدو"، وتناولت النبي محمد، وكان نصرالله دان هذه الرسوم بشدة..
وتابع نصرالله الجمعة "عندما تقطع الرؤوس وتشق الصدور وتلاك الأكباد وترتكب المجازر ويذبح الآلاف في دقائق وساعات ويصور هذا للعالم.. عندما يقتل الناس في اليمن وفي غير اليمن لأنهم يحيون مولد رسول الله، وفي نظر هؤلاء أن هذا كفر وخروج عن الدين. هل يصح أن يقدم هؤلاء أنفسهم على أنهم مدافعون عن رسول الله؟".
واعتبر أن من العوامل التي ساعدت على بروز هذه الجماعات، "حجم ونوع الممارسات القاسية والمنفرة والمتوحشة وامتدادها الجغرافي في سوريا والعراق ولبنان وباكستان وأفغانستان واليمن وكل أنحاء العالم"، مشيرا إلى أن "النوبة وصلت الآن إلى الدول التي صدرت هؤلاء (الإرهابيين) إلينا وأعطتهم الفيزا وقدمت لهم التسهيلات، وهذا كان متوقعا".
وقال أن "حجم إساءة" هذه الجماعات "كبير وخطير"، وهو من "أكبر التحديات أمام الأمة الإسلامية وعلماء المسلمين والحركات الإسلامية"، داعيا جميع المسلمين إلى "تحمل المسؤولية" لمواجهة هذه الجماعات.
وأشار إلى أن هذه المسؤوليات تقضي "التعريف بالنبي وبقرآنه ودينه وتعاليمه وأخلاقه وتقديمها للعالم بكل الأشكال المتاحة والممكنة"، بالإضافة إلى "تكاتف الأمة الإسلامية وأتباع المذاهب الإسلامية جميعا في مواجهة هذه الممارسات ونفي أي علاقة للإسلام بها".
كما دعا إلى "مواجهة هذه الجماعات الترهيبية التكفيرية والعمل على عزلها ومحاصرتها، وبكل صراحة، على إنهائها".
وقال أن خطر هذه الجماعات بات يتجاوز المنطقة والسياسة ليصل إلى الإسلام والنبي بذاتهما.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com