القس فيلوباتير جميل
أكرموا الملك هي وصية كتابية بدون شك، وآيات كثيرة ومواقف كثيرة كتابية ترسخ وتؤسس لهذه الفكرة وتؤيدها ويكفي أيضا ما صاغه بولس الرسول في رسالته لأهل رومية الإصحاح ١٣ وهذا الجزء تحديدا هو الذي استخدمه آباؤنا كثيرا في الفترة الأخيرة سواء في رفضهم لثورة ٢٥ يناير أو في رفضهم للمظاهرات التي رتبت في بداية حكم الإخوان لرفض الرئيس مرسي، إلى أن قبلوا بمواقف الشباب بعد الاعتداء الصارخ على الكاتدرائية وتغير موقفهم من الإخوان وحكمهم رغم وجود هذه الآيات أيضا!
ثم تستخدم الآن وبقوة بعد وصول الرئيس السيسي للحكم بل وهناك من أضاف الكثير لهذه الآيات وقال أن المسيح ظهر يوم ميلاده حينما ظهر السيسي في الكاتدرائية!
ثم المدافعون عن هذه التشبيه المرفوض يقولون انه مجرد تشبيه وينسون او يتناسون ان الإخوان والسلفيين في وقت من الأوقات كنا نعترض عليهم بسبب مغالاتهم في مدح رئيسهم وزعيمهم مرسي بل وكنا في طليعة الرافضين لحكمه رغم دفاع نفس الآباء عنه مستخدمين نفس الآيات التي تتعلق بإعطاء الكرامة للحاكم والخضوع له!
الآيات اخوتي الاحباء واضحة نحن يجب ان نكرم الحاكم ونخضع له ولكننا باي حال من الأحوال لن نعبده وحينما نراه يخطئ سننتقده وحينما نراه يصيب نمتدحه فهو في النهاية بشر يخطئ ويصيب إنما التناقض الرهيب في المواقف بين امتداح حكم الإخوان ورئيسهم ثم انتقادهم الآن فأمر مقبول إنما يجب أن نبتعد عن الكتاب المقدس وآياته عن هذا الأمر فما تمر به مصر الآن من وجهة نظري مرحلة تاريخية هامة ويمكن أن تكون في طريقها للنجاح، ولكن لماذا نصر على إقحام آيات الكتاب وشخصياته في الموضوع ؟!
السبب الوحيد من وجهة نظري هو تصدر رجال الدين للمشهد في كل المواقف وهذه هي أفكارهم وما تمتلئ به قلوبهم ان الكتاب المقدس هو الأقرب لهم فيبحثون عن تشبيهات تخدم فكرتهم وهنا الخلط الذي يؤدي بأب أسقف له كل تقدير واحترام إلى هذه المغالاة والمدح الزائد بل وال..؟
الحاجة ملحة الآن إلى أن يبتعد آباؤنا الموقرين عن صدارة المشهد حتى لا نجد الكنيسة مرة أخرى في صدام مباشر مع المتطرفين من الإخوان والسلفيين وهذا الصدام لن يدفع ثمنه سوى الكنائس البسيطة والشعب المسيحي البسيط في القرى والنجوع لان هذا الأسقف وغيره بالتأكيد لدي كنائسهم الحراسة الشرطية الكافية.
أرجوكم نحن لسنا ضد الرئيس واعتبر زيارته للكاتدرائية زيارة رائعة وتاريخية ولكن توقفوا عن عبادته وتشبيهاتكم المرفوضة ،فهو إنسان يخطئ ويصيب وكذا الكنيسة حجر الزاوية، فيها وخلصها المسيح له المجد مجده لم ولا ولن يعطيه لآخر.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com