حلول مبتكرة لمقاومة التطرّف والارهاب 8
اخبرني صديق في القاهرة بان معظم بائعات الهوى في مصر الان أصبحن يرتدين النقاب ويصعدن الى الشقق لأداء الخدمات الى الزبائن ولا يستطيع احد ان يعترضهن بسبب النقاب.
وانا شخصيا رأيت العديد من المتسولات (وربما المتسولين) في شوارع القاهرة وغيرها من العواصم الاسلامية وهن يرتدين النقاب لكي لا يعرفن
هذا ناهيك عن العديد من المجرمين الرجال والذين تم ضبطهم وهم يرتدون النقاب على ملابس نسائية اعتمادا على ان رجال الأمن لن يجرؤا على تفتيشهم.
وفي ولاية فلوريدا حاولت امرأة مسلمة استخراج رخصة قيادة ورفضت ان تخلع نقابها اثناء تصويرها لوضع الصورة على رخصة القيادة فما كان من إدارة المرور ان رفضت إصدار رخصة قيادة وعليها صورة بالنقاب، فما كان من المرأة المسلمة الا ان رفعت قضية على إدارة المرور على أساس ان وضعها النقاب على وجهها هو مسالة حرية شخصية، فما كان من القاضي ان رفض قضيتها على أساس ان الصورة على رخصة القيادة الغرض منها هو التعرف على الشخص صاحب الرخصة وإخفاء معالم الوجه بالنقاب ينفي الغرض تماما من رخصة القيادة، وإذا كان وضع النقاب مسالة حرية شخصية فان إدارة المرور ايضا حرة في تطبيق القانون وهو وجوب وجود صورة واضحة على رخصة القيادة
وكثيرا ما استاء كثيرا عندما ارى عند دخول مطار القاهرة والعديد من المطارات العربية تساهل معظم موظفي الجوازات في عدم إصرارهم على ان تكشف النساء وجوههن عند الدخول الى البلاد، فمن ادراك انه ربما يختفي تحت النقاب شخص مطلوب للعدالة على وشك الهروب او ارهابي على وشك الدخول للبلاد للقيام بعمليات ارهابية.
هل ترون الرجال الذين يسرقون البنوك او يقومون بأعمال ارهابية مثلما حدث في فرنسا مؤخراً، او الإرهابيين الذين يقومون بعمليات ذبح الأبرياء، كلهم يرتدون النقاب لمنع كشف شخصياتهم فلماذا نقبض على هؤلاء الرجال المنقبون ولا نوقف النساء المنقبات ؟ فمن أدرانا أنهن نساء اولا ؟ فلربما هم رجال مسلحون ومجرمون وارهابيون يرتدون النقاب لإخفاء شخصياتهم .
وقد يقول قاريء بان ارتداء النقاب هو مسالة حرية شخصية، وهذا حقيقي ولكن عندما يتعلق الامر بالامن ومقاومة الاٍرهاب يصبح الامر اقرب ما يكون الى محاولة التستر على المجرمين بهذا الرداء.
وحسنا فعلت فرنسا منذ عدة أعوام عندما منعت الطالبات من ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية، وبالنسبة لفرنسا والغرب بصفة عامة فان انتشار الحجاب والنقاب بين نساء المهاجرين الجدد يشكل تهديدا على الثقافة الغربية والتي تتبنى حرية المرأة ، والحجاب والنقاب في احيان كثيرة يتم فرضه على البنات اما بواسطة الأب او الام او الزوج او العائلة بصفة عامة.
وانا لن ابحث هنا ان كان النقاب او حتى الحجاب من فرائض الدين الاسلامي ام انه مجرد عادة من العادات القبلية والبدوية الموروثة وتم تقديمها الى باقي العالم الاسلامي، ولكن ما يهمني في هذا المقال هو المطالبة بمنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة، ومن تريد ان ترتدي النقاب فيمكنها أرتداوه في منزلها.
وإذا تمكنا من منع ارتداء النقاب في الأماكن العامة حول العالم، فسوف تكون تلك خطوة في طريق هزيمة التطرّف والارهاب.
والحرب ضد الاٍرهاب هي حرب طويلة وقد تستغرق طوال القرن الواحد والعشرين، ولكن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ومنع النقاب في الأماكن العامة هو الخطوة الاولى ولكنها تحتاج الى اصرار على دحر الاٍرهاب وشجاعة من الحكومات في العالم كله.
Samybehiri@aol.com
نقلا عن إيلاف
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com