ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

رسالة إلى السيد الرئيس من امرأة مصرية فى لندن

بقلم: د. وسيم السيسى | 2015-01-24 09:52:22

إنها الدكتورة هالة سليم سليط بجامعة هرتفورد شاير Hertford Shire Uniy، وهى President Of The Egyptian British Education Society U. K فى زيارتها الأخيرة للقاهرة، شرفتنى بالزيارة لمنزلى، فهى وزوجها أ. د. هشام قدور، أستاذ جراحة الأنف والأذن والحنجرة بإنجلترا، أصدقاء للأسرة منذ وقت طويل.

قالت الدكتورة هالة: تمنيت لقاء الرئيس، ففى عقلى الكثير الذى أحب أن أقوله له، قلت لها: السيد الرئيس يرى أن أعظم كلمة فى قاموس أى لغة إنما هى كلمة نقد، بمعناها العلمى أى: ذكر الإيجابيات، ثم السلبيات، ثم طرق العلاج.

قالت زائرتى: سأرسل لك خطاباً للسيد الرئيس، قلت: سأنشره وأرجو أن يقرأه:

سيدى الرئيس: أزمة مصر الحقيقية ليست فى الفقر ولكن فى الفكر والأخلاق، فالإنسان هو عماد الحضارة، ونحن فى حاجة إلى إعادة بناء الإنسان المصرى الذى انحدرت أخلاقه، وانهارت قيمه، وتحجر عقله، لذا نحن فى أشد الحاجة لثورة فى التعلم والتعليم.

ثورة إعادة بناء الإنسان تساهم فيها كل مؤسسات المجتمع.. تعليمية.. ثقافية.. إعلامية.. دينية.. صحية.. فنية، نحن فى حاجة إلى تغيير سياسات لا تغيير أشخاص أو حكومات.

سيدى الرئيس.. إذا أردت مستقبلاً أفضل لبلدنا المحبوب مصر، عليك بالتعليم فهو قلب وروح هذه الثورة، ويجب أن يكون التعليم هو مشروع مصر الأول والقومى، كما يجب أن يبنى على مناهج حديثة تدعم الهوية المصرية، تعليم يرسخ ثقافة العمل، والسياحة، وفهم الآخر، فالسياحة ثقافة قبل أن تكون صناعة، ومصر حتى الآن دولة آثار وليست دولة سياحة.

نريد تعليماً يا سيادة الرئيس مبنياً على اكتساب مهارات وليس حشو معلومات، تعليماً يتحدى الإرهاب وتحجر العقول، لتكن خطتك يا سيادة الرئيس هى إرجاع الإنسان المصرى إلى هويته التى ضاعت، وضميره الذى مات، لتكن ثورتنا القادمة هى ثورة الثورات، هى ثورة إعادة بناء الإنسان.

انتهى خطاب الدكتورة هالة سليم للسيد الرئيس.

ولى تعليقات سريعة أضمها لهذه الرسالة المخلصة لمصر، أولاً.. الأخلاق والضمير هى نتاج ثقافة، وهذه الثقافة هى نتاج الثواب والعقاب، أى سيادة القانون، جونار ميردال، عالم الاجتماع والاقتصاد السويدى، وجد أن العامل المشترك بين الدول الرخوة Soft States الفاشلة، إنما هو غياب سيادة القانون «الدراما الآسيوية ص٢٧٠».

فى قناة فوكس نيوز.. جاءت المذيعة بالبائس أوباما، والتعيس هولاند وهما يتحدثان عن كارثة «شارلى إبدو»، ثم جاء الرئيس السيسى وهو يطالب بثورة فى الخطاب الدينى، كان تعليق الضيوف: هذا هو الرئيس الذى يحتاجه العالم الآن! إنها الشجاعة فى مواجهة المشاكل وليست دغدغة مشاعر الشعوب.

نريد تعليماً أوصى به زكى نجيب محمود: «مجتمع جديد أو الكارثة»، نريد تعليماً تمناه الشيخ محمد عبده حين ذهب إليه طالب يقول: حفظت البخارى من الجلدة للجلدة، فكان رد الشيخ المستنير: زادت نسخ البخارى نسخة»!

رجل الدين الجاهل يثير احتقارنا ورجل الدين المتعصب يثير اشمئزازنا، أما رجل الدين المثقف الواعى فهو الجدير بحبنا واحترامنا «فولتير».

هذا الإخوانى الذى قال: تنقية المناهج تحتاج إلى ثلاث سنوات!!

أرد عليه: لا تحتاج لأكثر من ثلاثة أسابيع، عيب عليك يا رجل.. شق قناة جديدة سنة، وتنقية بضعة كتب ثلاث سنوات؟!

قال حكيم مصر القديمة بتاح حتب: العلم هو غاية الإيمان بالله، والجهل هو غاية الكفر به!!

waseem-elseesy@hotmail.com

نقلا عن المصري اليوم
 

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com