«حسونة»: نجحت فى الهروب بالأوتوبيس رغم تعرّضى للضرب المبرح من عناصر «الإرهابية»
يوم الأحد الماضى، كان حسونة سيد مصطفى، ابن حى «المطرية»، 51 عاماً، السائق بالمعاش فى «هيئة النقل العام»، جالساً على أحد المقاهى بالمنطقة، فى ذكرى الاحتفالات بثورة 25 يناير، حينما شاهد عناصر من جماعة «الإخوان» وهى تستولى على الأوتوبيس رقم 1005 (العبور - المظلات) التابع للهيئة، خلال أعمال التخريب واسعة النطاق التى ارتكبوها فى الحى، وبعد أن استولوا عليه بالقوة واعتدوا بالضرب على سائقه، شرعوا فى إحراقه، فصعد «حسونة» إلى الأوتوبيس لقيادته والهروب من مكان الأحداث، محاولاً إنقاذه من أيديهم 3 مرات، وكان يفشل فى كل مرة بسبب الاعتداءات الوحشية التى تعرّض لها من جانب حشود الإخوان. لم ييأس «حسونة»، واستعان بالأهالى والباعة الجائلين الذين كانوا موجودين فى الميدان فى محاولاته لإنقاذ الأوتوبيس، حتى نجح فى ركوبه وتحرّك به مسرعاً إلى جراج الهيئة بـ«الأميرية» ليُصاب بعد ذلك بانهيار عصبى ويدخل فى حالة إغماء لم يشعر فيها بما يدور من حوله، فنقله رئيس مباحث قسم شرطة الأميرية بسيارته الخاصة إلى المستشفى لتلقى العلاج.
وبعد يوم واحد من إنقاذ «حسونة» الأوتوبيس، كرّمه اللواء هشام عطية رئيس مجلس إدارة هيئة النقل العام، ومنحه مكافأة قدرها 1000 جنيه، ووضع صورته فى لوحة الشرف بديوان عام الهيئة بمدينة نصر، بسبب تصرّفه الشجاع فى إنقاذ إحدى مركبات الهيئة، التى يقدر ثمنها بأكثر من مليون و200 ألف جنيه.
وفى اليوم التالى، كرّم الدكتور جلال مصطفى سعيد محافظ القاهرة، «حسونة»، على شجاعته فى قيادة الأوتوبيس بعيداً عن أحداث العنف، على الرغم من تعرّضه للضرب المبرح من قبَل عناصر «الإخوان»، وقرر المحافظ صرف مكافأة له قدرها 5000 جنيه. وقال «حسونة» لـ«الوطن» إن يوجه الشكر إلى محافظ القاهرة وإلى رئيس هيئة النقل العام، على تكريمهما له، مشيراً إلى أن «ما فعله كان بدافع حبه للبلد وللمنطقة التى عاش فيها، ومواجهة الأعمال التخريبية من قبَل جماعة انتُزع من قلبها حب الوطن».
ووجّه السائق «حسونة» كلمة أخيرة إلى جماعة الإخوان، قائلاً: «حسبى الله ونعم الوكيل فيما تفعلونه من أعمال تخريبية تضر بالبلد، ولكنى أؤكد لكم أن هذه الأعمال لن تقصم ظهر مصر، كما تريدون أيها المخربون».
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com