ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

يا سيسى .. فتش عن المرأة!!

عاصم حنفي | 2015-02-04 20:00:03

عاصم حنفي
من باب فض المجالس نقول إن المرأة نصف المجتمع.. مع أنها تحديدا «كل» المجتمع فى شغل البيت والكنس والطبيخ والمساهمة فى المصروف.. ولكن فى انتخابات البرلمان ألاحظ أن المرأة غائبة تماماً.. لا يكاد يُذكر اسمها فى الترشيحات.. وإن ذُكر فعلى استحياء من باب سد الخانة.. ولهذا خصصنا لها الكوتة التى هى عيب والله.. ومن المؤكد أننا نعانى الشيزوفرينيا والعياذ بالله..

والدليل أن المرأة التى شاركت فى صنع الثورتين «يناير ويونيو» لن تشارك بشكل حقيقى فى برلمان الثورة.. المرأة عندنا مكانها الحرملك.. هى نصف عاقلة على اعتبار أنها ناقصة عقل ودين.. تتساوى فى ذلك نظرة جماعات التخلف السلفية والأحزاب والقوى السياسية التى تدعى العلمانية والليبرالية، والمرأة عندها تقف فى آخر الصف..!!

فى ثورة يناير قامت المرأة بالثورة جنبا إلى جنب الرجال.. وافترشت ميدان التحرير.. وهتفت للخلاص والتغيير والحرية والعدالة الاجتماعية.. ولم تغادر الميدان إلا وكنسته ونظفته على سنجة عشرة!

مسألة غريبة والله أن ترضى بأن تعيش حالة تخلف وازدراء لشريكة المشوار.. ولا تقل إن المرأة كانت غائبة عن فعل الثورة.. لا تقل إنها ذهبت للتحرير للفرجة والتسوق.. والحقيقة أنها كانت المحرك والطاقة والفاعل الرئيسى.. وجودها كان مستفزا للفلول والجهلاء.. حاولوا محاربتها بسلاح التهكم والشائعات وترديد الفاحش من القول.. ولا تنس أنهم نسبوا إليها كل الرذائل بالتحرير.. ولا تنس أنها تعرضت للسحل والضرب تحت الحزام.. لا تنس أنها تعرضت لكشف العذرية بغرض تشويهها وتشويه الثورة.

فى ثورة 30 يونيو.. شاركت المرأة مرة أخرى.. وقد خرجت للشارع تسبق الرجال.. رفعت صورة السيسى وتمسكت به.. نصبت «الكنبة» فى الشارع وتربعت عليها.. فى إشارة إلى أنها لن تعود للبيت قبل نجاح الثورة.. وهى التى فوضت السيسى لمحاربة الإرهاب.. ثم إنها المرأة التى شاركت فى الاستفتاء لتفضح محاولات المقاطعة.. ثم لا تنس أن السيسى شخصياً حصل على الاكتساح الانتخابى بفضل أصوات المرأة..!!

وكنت أحسب أن السيسى سوف يساند المرأة ويقف معها فى معركتها من أجل الارتقاء.. كنت أحسب وهو يسعى للحوار مع جميع القوى السياسية والشبابية والإعلامية.. أنه سوف يخصص أكثر من لقاء للحوار مع المرأة.. يستمع إليها ويتناقش فى العديد من المشاكل التى تتعرض لها ويشد من أزرها.. لكن من الواضح أنها سقطت فى زحام اللقاءات مع القوى السياسية فى بلادى؟.

الغريب أن المرأة فى بلاد الخواجات قادرة على العطاء بكفاءة تنافس الرجال، وفى جميع برلمانات العالم تشكل المرأة نسبة محترمة من أعضاء البرلمان.. فلماذا ننكر ذلك عليها فى برلمان بلادى.. ولا تنس أبداً أن المرأة المصرية بحكم تجارب التاريخ مسؤولة عن التربية والتعليم داخل البيت.. وبحكم أن ثلث سيدات مصر يصرفن على بيوتهن.. ويفتحن البيوت ويرسلن الأولاد والبنات للمدارس.. ويتكفلن فوق البيعة بإعالة الزوج خالى الشغل.

وزمان زمان.. قادت الدكتورة درية شفيق مظاهرة نسائية ضخمة ضمت ألفاً وخمسمائة سيدة يطالبن بحقهن فى دخول البرلمان.. وكان ذلك فى فبراير 1951 واحتاج الأمر إلى خمس سنوات حتى سمح للمرأة بحق الانتخاب والترشح للبرلمان.. ليتعرف المصريون على صنف السيدات النائبات وأشهرهن راوية عطية التى اكتسحت الانتخابات بأكثر من مائة ألف صوت.. وجاءت بعدها النائبات زهرة رجب ونوال عامر ثم فايدة كامل اللاتى نافسن الرجال فى شغل الرقابة والتشريع.. ولاحظ أن الدولة وقتها ساندت التجربة بما سمح بنجاحها.. وعندما قامت الدولة فى عهد حسنى مبارك بتخصيص كوتة للمرأة.. لم ينجح المجلس فى إفراز نائبة واحدة فى مستوى النائبات اللائى خضن الانتخابات بشكلها الديمقراطى الحر..

فهل آن الأوان للمرأة لأن تبدأ من جديد.. لتكون نصف المجتمع بحق وحقيقى.. أم نكتفى بكونها نصف المجتمع فى شغل البيت وخلاص؟!
نقلآ عن المصري اليوم

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com