بقلم: عـادل عطيـة
في ملكوت الله، لا شيء ضعيف!
الكل يجالد الحياة، وينتصر!
الوردة، رغم وداعتها النبيلة، تؤكد ذلك وهي تخترق دفاعات الذين يستشعرون الضعف، وينطقون بالاسى!
أنظروا إلى أشواكها ، سلاحها الوحيد..
انها لا تبرح ظلها، وتظل قابعة في صمت وشموخ، تنتظر الذين يمارسون خطية التعدي على قدسية الجمال الذي أحبه ذلك الذي نثره في كل رقاع الأرض، فيجرحون أنفسهم بأنفسهم على أسنتها الحادة كالسيف!
الوردة قوية بجمالها، وبهاؤها، ورواؤها، حتى انها تأسر القلوب، وتأخذ العقول، وتسلب المشاعر، وتجعل الإنسان مغلوباً من عواطفه!
قوية وهي منثورة على عتبات القبر، وتستطيع أن تضع على شفاة المتألمين ترنيمة الخلود؛ ليصلوا باتضاع إلى قدس اقداس الأفراح السماوية!
الوردة قوية، كفاية؛ لأن منها من ينتصر على الملوثات، ومن المستحيل أن يلتصق بها غبار الفحم المتطاير!
ولأن منها، من ينبت في أمكنة جدباء موحشة، وعلى حوافي البراكين النشطة!
الوردة قوية، كفاية؛ لأنها تناضل مع الثوار، والزاحفين إلى الحرية!
ظهرت بطولتها في الثورة التي اندلعت في رومانيا!
ففي ديسمبر سنة ألف وتسعمائة وتسعة وثمانون، كان آلاف من البشر يمشون في شوارع بوخارست، والورود في أيديهم، مرددين شعاراً بكلمات منظومة شعراً، قائلين:
"أنتم تأتون لنا بالفؤوس والعصي، لكننا نأتيكم بالورود"!
وأخذوا يغرقون الجيش، الذي أُرسل لهم ليقمعهم، بالورود حتى أنغمس الطغاة فيه!
لقد رافقت الوردة الذين أشعلوا الثورة، وكانت هديتهم كمنتصرين!
الوردة قوية، كفاية؛ فان لم تكن قوية، وتأثيرية، لما أعد لها أدعياء الدين، ما استطاعوا من كره، وتنفير؛ حتى يتخلصوا من تعبيرها عن حب يبغضونه!
كل وردة وهي مهداة إلى كل إنسان، يحب الحرية، والسلام، والخير، ويحب الحب.. الذي هو الله!...
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com