مارك مكرم حربي
نشرت جريدة الوطن المصرية يوم الخميس 12/2/2015 خبراً بعنوان " داعش يعلن أسر و أعدام 21 مصرياً قبطياً في ليبيا " وقد كان تنظم داعش الأرهابي في ليبيا قد أسر هؤلاء الشباب منذ أكثر من شهر دون أن يعلن عن أية مطالب كما يفعل دائماً عن طريق شبكة الأنترنت ثم خرج علينا فجأة وبدون مقدمات أو مطالب ليعلن قيامه بإعدامهم ، والسؤال الذي يجب أن نسأله هو : لماذا الأن ؟
هنا يجب أن نذكر أن الجريدة أشارت الى أن تنظيم داعش أعلن أن سبب إعدامهم – حسب زعم التنظيم – الثأر ل "كامليا شحاته ووفاء قسطنطين " وهما سيدتين إدعت بعض الجماعات السلفية بأنهما أسلمتا إلا أن تحقيقات النيابة العامة في مصر أثبتت كذب هذا الأدعاء ، والسؤال الثاني الذي يطرح نفسه في هذا الأطار هو لماذا أنتظر تنظيم داعش كل هذه السنوات التي قاربت العشر سنوات – على سبيل المثال – في قضية وفاء قسطنطين لكي ينتقم لها – حسب زعمه- ،
قد يقول البعض ان بيان داعش ذكر الأسباب ألا وهي "أنه كان بعيداً عن مصر لذلك قام بتفجير كنيسة (سيدة النجاة ) بالعراق " وهنا تظهر لنا أسئلة جديدة ألا وهي :
1- ما علاقة مسيحي العراق بمسيحي مصر ؟
2- لماذا لم يعلن تنظيم داعش مسئوليته عن تفجير كنيسة " سيدة النجاة " بالعراق وقتئذ ؟
3- كيف يكون تنظيم داعش هو المسئول عن تفجير كنيسة " سيدة النجاة " وهو لم ينشأ إلا بعد ثورات ما سمي " الربيع العربي " ؟؟
يبدو بعد قليل من التفكير أن هناك الكثير من الأمور غير المنطقية فيما يحدث بدولة ليبيا عموماً وما تقوم به داعش فيها خصوصاً كما أن هناك الكثير و الكثير من الأسئلة و علامات الأستفهام التي تحيط بالأمر و التي يجب على المتخصصين و الباحثين دراستها و فحصها بكثير من التأني و الأهتمام و الجدية ،
ومن الأشياء التي تثير الدهشة و التعجب هو موقف كلاً من الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الخارجية و الكنيسة القبطية حيث أن وزارة الخارجية كانت قد رفضت التواصل مع أهالي الشهداء منذ أكثر من شهر منذ أختطافهم وعندما أعلن تنظيم داعش قتلهم لم تصدر الخارجية المصرية بياناً واحداً لأدانة هذا الأمر ، أما الكنيسة القبطية فمازالت تنتظر تعليق وزارة الخارجية على هذا الأمر لكي تقول كلمتها ،
رحم الله شهداء مصر في ليبيا ، ونتمنى أن نرى تحركاً حقيقياً من الدولة للثأر من هؤلاء الأرهابيين التي سولت لهم أنفسهم الحاقدة و الكريهة الأعتداء على مواطنيين مصريين .
رحم الله جميع شهدائنا
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com