''الترحم على المصريين الأقباط الذين اغتالتهم داعش جائز''، أحمدك يارب فتوى تجيز الترحم على أشقائنا الذين اغتالتهم يد الإرهاب - متسترة باسم الله-، نعم لا زلنا نفكر هل يجوز لنا أن نترحم على المسيحيين أم لا، بتنا نفكر بجواز الدعوة بالرحمة على مجموعة من الشباب كل ذنبهم أنهم غامروا بحياتهم من أجل لقمة العيش، كل ذنبهم أنهم مسيحيون.
علمنا آبائنا في صعيد مصر أن نقف لو مرت من أمامنا جنازة وأن ندعو لصاحبها بالرحمة ونهم بالسير فيها ومشاركة أهله حمل النعش دون أن نفكر عن ديانة من يرقد داخل النعش، وأداء واجب العزاء، أين ذهبت تلك الأخلاق، أين رحلت آداب حرمة الميت.
بتنا نسأل هل يجوز لنا الترحم على مسيحي، وهل يجوز مصافحته وهل يجوز معايدته وهل يجوز وهل يجوز...؟!، ألا يشعر من يسأل هذا التساؤل بالخجل، ألا يؤنبه ضميره لسؤاله عن أداء الواجب، ربما نجده في الأيام المقبلة يسأل هل يجوز أن يتقدم لأداء واجبه الوطني في الدفاع عن الوطن والالتحاق بالجيش أم لا؟!
بتنا نفكر في ديانة الطبيب الذي نذهب له، وديانة التاجر حتى ديانة صاحب السوبر ماركت، قبل أن نفكر في جودة منتجه وأمانته في العمل، حتى أن أطباء باتوا يفكرون في ديانة المرضى ''أطباء مرضى العقول''.
جميعنا بحاجة لأن نخضع للطب النفسي حتى نعود لرشدنا ولطبيعتنا، نحتاج دعم الأزهر في نشر الوسطية - لا أقصد الوسطية التي ترفض تكفير داعش - لكن أقصد الوسطية التي تحث على التآخي وتستنكر الغش والقتل والسرقة كل إثم، أقصد الوسطية التي تدعو للتسامح والمحبة والصفح والمغفرة.
أفيقو يرحمكم الله، كفانا دفنا لرؤوسنا في التراب هربا من الأزمة، العالم حولنا يهزؤون مما نفكر فيه، بتنا نستورد طعامنا بعد أن كنا نطعم العالم كله، بتنا نستورد ملابسنا وسلاحنا، بعد أن كنا مصدر الملبس، وأول جيش نظامي في التاريخ، بتنا نتفاخر بأي شيء نمتلكه ليس مصريا.
المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن موقع مصراوي.
للتواصل مع الكاتب
hsamir22@gmail.com
نقلا عن مصراوي
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com