د. ممدوح حليم
بدأت مدارس الأحد عام 1900 كفصول تعليمية لتدريس الحقائق المسيحية في الكنائس والجمعيات و المدارس القبطية، واكتسبت في الأربعينات بعدا ً فكريا ً تمثل في الدعوة إلى الإصلاح الديني ماليا ً وإداريا ً وفكريا ً. وهو الدور الذي انتهى في بداية الستينات. لكن متى بدأ النشاط الاجتماعي فيها وأين وعلى يد من؟
لا شك في أن إدخال النشاط الاجتماعي إلى فصول مدارس الأحد إنما يرجع إلى مدرس في مدارس الأحد بكنيسة مار جرجس بجزيرة بدران والعذراء بعياد بك في أول شبرا، وكانت مدارس الأحد فيهما وحدة واحدة حتى وقت قريب. هذا المدرس اسمه "سليمان نسيم". كان ذلك في أوائل الأربعينات من القرن الماضي.
إن سليمان نسيم هو أول من أنشأ الأندية الصيفية والمعسكرات الصيفية التي تسمى حاليا ً بالمؤتمرات تأثرا ً بالمسمى في الكنائس البروتستانتية. وكنت تجد في هذه الأندية والمعسكرات الأنشطة الرياضية والمسابقات والعمل الروحي والثقافي والاجتماعي. ومن ناحية أخرى هو أول من أنشأ فصول إعداد خدام لمدرسي مدارس الأحد. ومن ثم نحيي روحه الوثابة. وتقديرا ً وعرفانا ً لمدارس أحد جزيرة بدران بشبرا.
لقد وصلت مدارس الأحد إلى أوج نضوجها منذ الأربعينات حتى نهاية الستينات وأوائل السبعينات، حين بدأ كل شيء في مصر يهبط مستواه، وربما كان ذلك بالتوازي مع بدء انتهيار التعليم العام. وخلال هذه الفترة تربى فيها أجيال تدين لها بالولاء، وقد تربوا فيها كنسيا ً ورياضيا ً واجتماعيا ً.
لكن متى بدأ الاختلاط بين الجنسين في مدارس الأحد بين المدرسين؟
لقد كان الاختلاط محدودا ً للغاية في مدارس الأحد وممنوعا ً في بعض الفروع . وفي أواخر الستينات ظهرت الأسر الجامعية كأمتداد لمدارس الأحد ومن أبرز مؤسسيها د. شفيق عبد الملك أستاذ التشريح بكلية طب عين شمس، ولقد فتحت هذه الأسر الباب على مصرعيه للاختلاط بين الشباب والشابات.
ومنذ نهاية الثمانينات، ونتيجة للمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية وارتفاع سن الزواج صدرت تعليمات وتم تشحيع عمل اجتماعات مختلطة لطلبة الجامعة وللخريجين، وقد تم التوسع في هذا الأمر ليمتد لأغلب الكنائس.
والخلاصة أن مدارس الأحد انفتحت على العمل الاجتماعي وقبلت الاختلاط بين الجنسين بصورة تدريجية، الأمر الذي كان له نتائج إيجابية وسلبية في آن واحد.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com