ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

البابا فرنسيس وطريقة يسوع في التواصل

aleteia.org/ar | 2015-03-03 09:42:49

–إن كان الغضب من الخطايا السبع المميتة، فالسخط  قد يكون فضيلة. اتخذ في الحقيقة موقف صريح، بوعي وحماس، لصالح الخير والحقيقة والعدالة ومعارضة الشر والخداع والظلم. ان طريقة التعبيرية عن السخط هي نوع أدبي اعتمدته الأناجيل ويكفي قراءة الفصل 23 من انجيل متى.

 من الواضح أن المناقشة والجدلية واستعراض الحجج أساليب لطالما شكلت أساس التواصل. إن استخدمت بجرعات كبيرة، كما هي الحال اليوم في التلفزيون والسياسة، تراجع مستوى التواصل، وتحول شيئاً فشيئاً إلى أعمال شغب وغياب التواصل. ويستخدم العهد الجديد مصطلح يوناني الأصل، باراسّيا، لتمجيد الحرية والشجاعة بالشهادة علنا عن المعتقد والإيمان الخاص.

لا يخاف يسوع المواجهة، حتى تلك القاسية، مع الطبقة الحاكمة من السياسيين ورجال الدين والكهنة: يكفي فقط قراءة فصلين من المناقشات مع الكتبة والفريسيين في بداية (مرقس 2، 1-3، 6) وختام (مرقس 11-12) حياته العامة. ولكن قد تتضاعف الأمثلة وجميعها يرتكز على عنصرا أساسيا، إلا وهو اعلان الحقيقة ضد أي نوع من النفاق: "فليكن كلامكم: "نعم" أو "لا"، وما زاد على ذلك فهو من الشرير."
 
غالباً ما لا تتطرق البلاغة الخطابية الكنسية، التي تميل الى الانغماس في أجزاء قوية من دبس طعمه سكري روحيا الى هذا الجانب. وفي أعقاب نمط الأنبياء، غالباً ما تعبر كلمات المسيح عن السخط الذي يسببه النفاق الديني، الذي يخبئ تحت ستار التقوى المصطنعة والرسمية، أنانيات غير معلنة ومصالح لا يمكن اعلانها. ونحن نفكر بالسوط الذي استعمل ضد التجار الذين حولوا معبد صهيون الى "مغارة لصوص" (متى21،13)، وهو امرٌ كان قد سبق للأنبياء أن احتجوا عليهه(ارميا7، 11).

 تجلد اليهودية الرسمية بكاملها مجازا في الجدالات المختلفة التي يقوم بها يسوع ضد الفصائل المتعددة من الصدوقيين والفريسيين، والهيرودسيين، وكذلك ضد الفئات الكهنوتية والمثقفين (الكتبة): يكفي قراءة "الويلات السبعة!" في الفصل 23 من انجيل متى أو الهجوم ضد "المرتزقة" أو رعاة إسرائيل الدجالين في الفصل 10 من انجيل يوحنا.

يتم انتقاد فصل العبادة عن الحياة والليتورجيا المنقوصة العدالة والصيام المعلن خطابياً إضافةً الى أعمال الخير والصلاة المعلنة من غير تحفظ ،وان مثل الفريسي وجابي الضرائب (لوقا 18، 9-14) لخير دليل على ذلك. يلف الفريسي نفسه بالعباءة المجيدة وهو مقتنع ببره وبواجبات الله تجاهه.

أما جابي الضرائب، فهو خاطئ تائب، أصبح باعترافه المتواضع ببؤسه الأخلاقي  رجل دينٍ حقيقي. تبعد عبادة المال والأنانية والعنف والكراهية الانسان عن ملكوت الله. "وإذا كنت تقدم قربانك الى المذبح وتذكرت هناك أن لأخيك شيئا عليك فاترك قربانك عند المذبح هناك، واذهب أولاً وصالح أخاك، ثم تعال وقدم قربانك." (متى 23-24).

تشبه العديد من كلمات يسوع السيف الذي قال أنه حمله الى العالم: "لا تظنوا أني جئت لأحمل السلام الى العالم، ما جئت لأحمل سلاما بل سيفا. جئت لأفرق بين الابن وأبيه، والبنت وأمها، والكنة وحماتها [...] جئت لألقي نارا على الأرض، وكم أتمنى أن تكون اشتعلت!". (متى 10، 34-35 لوقا12، 49).

وكثيرة هي الكلمات القاسية والراديكالية والمطلقة وهي تصبح اكثر قساوة بفعل طابعها السامي ، كما هي حال الجملة الشهيرة: "من جاء الي وما أحبني أكثر من حبه لأبيه وأمه وامرأته وأولاده واخوته وأخواته، بل أكثر من حبه لنفسه، لا يقدر أن يكون تلميذا لي"(لوقا 14، 26). في الحقيقة، لا يشجع يسوع، وبطبيعة الحال، على الكراهية التي لطالما حذر منها، بل  يعكس اللغة السامية التي لا تعرف المقارنة وتستعمل المطلق، والتي تحول "أحب أقل" الى "اكره".

قد يطول الكلام وقد لا يكفينا اقتباس نصف كلمات يسوع، التي تميزت باللون والحرارة والشغف والقوة والحاجة الملحة والمطلقة والتطرف الذي يكره الحل الوسط (وبهذا المعني يجب أن نفسر رؤيته للزواج كهبة حب كاملة وأبدية خالية من التحفظات والقيود: مرقس 10، 1-12 متى 5، 31-32؛ 19، 1-9)

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com