ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

طائفية صغيرة

بقلم:د. محمد منير | 2015-03-09 18:17:17

 نشرت الأستاذة ماجدة شحاتة هارون رئيسة الطائفة اليهودية بمصر على صفحتها بالفيسبوك معاناتها النفسية حين ذهبت مع بعض الأقارب والأصدقاء إلى مقابر اليهود بالبساتين في الذكرى السنوية الأولى لوفاة أختها ونائبة رئيسة الطائفة اليهودية بمصر نادية شحاتة هارون، وقامت طبقا للتقاليد اليهودية بغسل قبرها وقبر والدهما شحاتة هارون، ووضعت بعض الزلط على القبرين، إلا أنها فوجئت بعد انتهائها من هذه المراسم بمجموعة من الصبية يسبونها ويسبون اليهود قائلين "ترب اليهود أولاد الوسخة وأعادوها مرة واثنين وثلاث مرات"، ثم جروا إلى مقبرتي نادية ووالدها يتبولون عليها. وحينما ذهب أولاد نادية بعد ذلك لزيارة والدتهم وجدوا على قبرها زجاج مهشم وبعثرة الزلط على الأرض.

 
واختتمت الأستاذة ماجدة هارون رسالتها قائلة "مش عارفة لو الحزن اللى مالى قلبى لفراق اختى وتوأم روحى أكبر ولا حزنى على ما حدث أمامى أكبر. تربة شحاتة هارون وتربة نادية شحاتة هارون وترب يهود مصر الذين دفنوا فى هذه المقابر الموجودة منذ سنة ٤٠٠ هجرية (1009 ميلادية) الى يومنا هذا تدنس عمدا بهذه الطريقة وأمام من تبقى من منهم".
 
كل من يمر على الطريق الدائري - في الطريق إلى الجيزة - بعد مطلعه من طريق الأوتوستراد يمكن أن يرى على يمينه مقابر اليهود، ولا يحتاج لرؤية فاحصة مدققة كي يرصد الإهمال والتشويه الذي يتعرض له أمواتنا من المصريين اليهود فقد تحولت المقابر إلى مقلب للزبالة ومخلفات البناء، وتهدمت أسوارها وسرقت اللوحات الرخامية التي كانت تغطي القبور وتعرف أصحابها.
 
أظن أن الدولة مسئولة مسئولية كاملة عن حماية التراث المصري اليهودي، بما في ذلك المعابد والوثائق وأيضا المقابر وعلى وزارة الثقافة أن تتبنى مشروعا لترميم وصيانة مقابر اليهود، وهو حق لكل مصري وليس فقط اليهودي منهم.
 
من ناحية أخرى تظهر تصرفات الصبية مع جلال الموت مدى تغلغل الطائفية والتمييز الديني في المجتمع، وهو ما يتطلب تصدي جاد من وزارتي التربية والتعليم، والثقافة لنشر قيم السماحية وقبول الآخر المختلف دينيا أو لونيا أو جنسيا أو جغرافيا ... الخ وترسيخ قيم المواطنة والمساواة (كلنا ولاد تسعة).
نقلاعن albedaiah
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com