عرض/ سامية عياد
لقد أرسل الرب يسوع تلاميذه ليكرزوا باسمه فى كل مكان محذرا اياهم من الذين يضطهدونهم ويسلمونهم الى المجالس ويجلدونهم ويقتلونهم قائلا لهم "ها أنا أرسلكم كغنم فى وسط ذئاب" ، لكن ماذا كان هدف الرب من تحذيره لتلاميذه وبث الرعب فى قلوبهم؟
يقول نيافة الأنبا ابيفانيوس أسقف ورئيس دير ابو مقار فى مقاله "وأما خوفهم فلا تخافوه" لم يكن هدف الرب أن يرعب تلاميذه بل أرادهم أن يدركوا ممن يخافون؟ ولماذا الخوف؟ قال الرب يسوع "ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ، ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها ، بل خافوا بالحرى من الذى يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما فى جهنم" ومعنى هذا أن حياتنا فى يد الله لا يرهبنا الموت الجسدى فموت الجسد ليس نهاية الحياة ، لكن الذى يرعبنا من الموت أن يتبع هذا الموت الهلاك الأبدى.
لقد وثق الرسل والتلاميذ بالرب يسوع وإنه قادر أن يحفظهم بيمينه حتى النفس الأخير وقد توارثت الكنيسة على مدى العصور وتعاقب الأجيال هذه الثقة بالرب يسوع تحياها وتختبرها كل يوم فى أولادها وها قد رأى العالم كله ماذا فعلوا شهداء ليبيا لم يتراجع أحد منهم عن الشهادة باسم يسوع ، بل قدموا حياتهم وهم على ثقة أن نفوسهم سوف تصعد أمام العرش الإلهى لتستقر تحت المذبح لحين أن يكمل أخواتهم فى الإيمان الجهاد مثلهم كما جاء فى رؤيا يوحنا "رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة الله ومن أجل الشهادة التى كانت عندهم" .
"طوبى للأموات الذين يموتون فى الرب منذ الآن،.... لكى يستريحوا من أتعابهم ، وأعمالهم تتبعهم".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com