كتب نادر محمد, جوتنجن ألمانيا
وجه إتحاد الأشوريين بألمانيا والقطاعات الأوروبية رسالة مفتوحة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بنيويورك بمناسبة عقد إجتماع يوم الجمعة الموافق ٢٧ مارس ٢٠١٥ بخصوص الأقليات الدينية والعرقية التى تعانى من إرهاب داعش فى سوريا والعراق. تضمنت الرسالة مطالبة المجلس بإرسال قوات برية تابعة للأمم المتحدة لحماية المسيحيين الأشوريين واليزيدين وإقامة منطقة آمنه لهم, كذلك طالب إتحاد الأشوريين بتقديم التدريب للمقاتلين الأشوريين ومدهم بالسلاح وتقديم الدعم لمنظمات الإغاثة الإنسانية العاملة بالمنطقة وتحرير الأثرى وحماية المواقع الأثرية التى تحفظ التراث الإنسانى وملك للبشرية جمعاء.
ترجمة الرسالة
السادة الأعزاء المحترمون أعضاء مجلس الأمن
لقد تسببت الهجمات الإرهابية للدولة الإسلامية فى إبادة جماعية للأشوريين واليزيديين والأقليات الأخرى فى سوريا والعراق, علاوة على ذلك فإن الدولة الإسلامية قد دمرت العديد من المواقع التاريخية الأثرية الأشورية ومحو التراث العالمى بها مثل ما حدث فى مدينة نمرود (٣٠ كم جنوب الموصل) و مدينة الحضر (١١٠ كم جنوب غرب الموصل).
وبسبب إجتياح قوات الدولة الإسلامية لشمال العراق فى الصيف الماضى فر إلى أقصى شمال البلاد من سهل نينوى أكثر من مليونى مواطن منهم ٢٠٠ ألف أشورى. الآن وبعد مرور ثمانية أشهر مازل العديد من القرى تحت سيطرة الدولة الإسلامية. كذلك تعم كارثة إنسانية أخرى جديدة فى سوريا, حيث تعرض عشرات الألوف من الأشوريين للهجمات الوحشية والخطف على يد قوات الدولة الإسلامية, ففى فبراير ٢٠١٥ إستطاعت الدولة الإسلامية غزو منطقة خابور فى شمال سوريا وأسرت أكثر من ثلاثمائة رهينة من الأشوريين معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.
تقوم الدولة الإسلامية حاليا بالتطهير العرقى والمحو الثقافى للأقليات الدينية والعرقية, ليس فقط من خلال تدمير المواقع الأثرية الأشورية فى العراق مثل مدينة نمرود ومدينة الحضر وتحطيم المقتنيات الأثرية فى متحف الموصل والمعروضات الفنية الأخرى التى تعد من التراث العالمى. وقد أدان بشدة السيد/ بان كى مون السكرتير العام للأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو حملة التدمير التى تشنها الدولة الإسلامية ضد الآثار القديمة الموجوده فى المناطق الخاضعة لسيطرتها, ووصفوا ذلك ''بجريمة الحرب''.
طبقاً للتقرير المُقدم من مجلس حقوق الإنسان بجنيف والتابع للأمم المتحدة فإن العنف الذى إنتهجته الدولة الإسلامية وصل لحد وصفه بالقتل الجماعى. كذلك دعت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التمييز العنصرى فى أغسطس ٢٠١٤ لإقامة منطقة آمنه فى سهل نينوى تحت حماية قوات حفظ السلام التابعة الأمم المتحدة وقد أكد على هذا المطلب القرار الصادر من البرلمان الأوروبى فى هذا الشهر. ففى المئة سنة الماضيه ترك الكثير من الأشوريين الشرق الأوسط بسبب الإضطهاد ووجدوا مكان آمن فى أمريكا الشمالية وأوروبا. وبالرغم من ذلك فقلوب الكثير منهم مازلت مٌعلقه بأرض أجدادهم وبخاصة فى العراق وسوريا, لذلك نحن قلقون على أمن ووجود أفراد الشعب الأشورى فى بلدانهم الأصلية.
بعد مرور آلاف السنين من العيش فى بلاد الرافدين وبعد حدوث العديد من المذابح والإبادة الجماعية وبخاصة منذ سنة ١٩١٥ والتى راح ضحيتها نصف مليون أشورى فى مذبحة قامت بها الإمبراطورية العثمانية. اليوم وبعد مرور مئة عام مازال مستقبل الأشوريين فى مواطنهم الأصلية على وشك التلاشى, إذا لم يقوم المجتمع الدولى بإتخاذ إجراءات جادة لحمايتهم, كما أنه أيضاً من مصلحة المجتمع الدولى بأثره إعادة الأمن والسلام لكافة الأعراق والأقليات المهددة فى الشرق الأوسط ولحفظ الشواهد على الحضارة فى العراق.
لذلك نطالب بالتالى
• إرسال قوات برية تابعةللأمم المتحدة فى سوريا والعراق لحماية الأقليات المهددة وبخاصة المسيحيين الأشوريين واليزيدين
• إقامة مناطق آمنه لهذة الأقليات فى شمال العراق (سهل نينوى وشنغال) وفى شمال سوريا
• تقديم التدريب العسكرى والسلاح لقوات الدفاع التابعة للمسيحيين الأشوريين واليزيدين لتمكنهم من الدفاع عن مناطقهم الآمنه وتوفير الحماية لأنفسهم
• تحرير الأسرى المختطفين من قبل إرهابيى الدولة الإسلامية بمن فيهم الذين أُسروا فى هجوم الدولة الإسلامية على منطقة خابور بشمال سوريا
• تقديم الدعم لمنظمات الإغاثة التابعة للأشوريين واليزيدين والتى تقدم المساعدات الإنسانية للاجئين من هذة المجموعات العرقية
• حماية المواقع الأثرية لوقف المزيد من الدمار للتراث الثقافى العالم على يد مقاتلى الدولة الإسلامية والمجموعات الإرهابية الأخرى
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com