تحويل السرطان إلى خلايا مناعية مفيدة

| 2015-03-25 21:03:58

مرض السرطان واحد من أكثر الأمراض الفتّاكة انتشارًا بين الأفراد على مستوى العالم، وأمام هجمته الشرسة وتوسعه الكبير، وافتراسه لمئات الآلاف من المرضى سنويًّا، تتواصل جهود العلماء والأطباء والباحثين ومحاولاتهم لتحجيمه ووقف نشاطه وابتكار أدوية وطرق علاج فعالة فى القضاء عليه، وبينما تتصاعد هجمة المرض تتزايد محاولات الباحثين، فلم يكِل العلماء والأطباء أو يتوانوا فى محاولاتهم، ومؤخّرًا استطاعوا استخدام الذهب لعلاج السرطان.

استطاع علماء من جامعة “ستانفورد”، اكتشاف طريقة يمكن من خلالها تحويل الخلايا السرطانية إلى خلايا مناعية مفيدة، وهى الطريقة التى تُعرف باسم “الماكروفاج”، ويمكنها المساعدة فى تخليص الجسم من الخلايا السرطانية الأخرى.

اكتشف العلماء العاملون على هذه الدراسة، هذه النتيجة بمحض الصدفة، إذ حاولوا الحفاظ على الخلايا السرطانية بعد استئصالها من جسم مريض، وإبقائها حيّة ليتمكنوا من إجراء البحوث الطبية عليها، ولهذا قاموا بتعريض تلك الخلايا إلى عوامل نسخ معينة، رغبةً منهم فى الحفاظ على حياتها خارج جسم الإنسان، إلا أن النتائج التى حصلوا عليها كانت عكس المتوقع تمامًا، إذ استطاعت عوامل النسخ تلك تحويل الخلايا السرطانية إلى خلايا مناعية مفيدة، وبالتالى القضاء على المرض تمامًا.

بعد تعريض العلماء للخلايا السرطانية لعوامل النسخ، وجدوا أنها تختلف من حيث الحجم والشكل والخصائص، ويستمر الاختلاف والتحول حتى تصبح هذه الخلايا متشابهة فى خصائصها مع أحد أنواع الخلايا المناعية، والذى يعتبر أحد أهم أنواع خلايا الدم البيضاء، التى تمتلك القدرة على التخلص من الخلايا التالفة الموجودة فى الجسم.

قام الباحثون بتحليل تلك الخلايا، ووجدوا أنها تحتوى على جينات طبيعية توجد فى “الماكروفاج”، كما أنها قادرة على ابتلاع البكتيريا، وهذا ما دفعهم إلى حقن الفئران – التى لا تمتلك جهازًا للمناعة – بتلك الخلايا الجديدة، لمعرفة النتيجة، واكتشفوا أنها لم تتسبّب لهم فى أيّة أمراض أو أورام سرطانية، ولم يقتصر الأمر بالنسبة لهم على تحويل الخلايا السرطانية إلى خلايا مناعية مفيدة فقط، بل إنه ازداد وتطور إلى تعزيز فاعلية تلك الخلايا المناعية فى القضاء على الخلايا السرطانية الأخرى ومقاومتها.

رغم ما توصل إليه العلماء والباحثون العاملون على هذه الدراسة من نتائج جديدة ومبهرة، غما زالت الأبحاث والتجارب مستمرة للوصول إلى نتائج مؤكدة فى هذا الشأن، كما أنهم يكثّفون أبحاثهم ويقومون بمزيد من الإجراءات والأبحاث والاحتياطات الأخرى، قبل مرحلة الدخول فى تجربة هذه التقنية سريريًّا على مرضى السرطان.