بقلم - حمدي رزق
والإشارة إلى الدكتور جابر عصفور أعلاه لا تغنى عن ذكر أسماء الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى، والدكتور سيد القمنى، والدكتور أحمد عبده ماهر، والداعية إسلام البحيرى، والإعلامى إبراهيم عيسى، والكاتب ثروت الخرباوى، وكل من تصدى إلى مناهج الأزهر الشريف جارحاً، والجرح فريضة إسلامية، وهم كثر.
نحّ جانباً التحريض الذى يمارسه ياسر برهامى وجماعته السلفية ضد كل من يفكر. دعوة كريمة من الإمام الطيب أحمد الطيب وفى قلب المشيخة الأزهرية العريقة، أحسبها خطوة على طريق طويل يشقه الإمام الأكبر مثقلا بإرث ثقيل، حاملاً أمانة عصرنة مناهج الأزهر الشريف، وتجديد الخطاب الدينى، وتنقية الموروث، دعوة تفتح فيها العقول والقلوب والنوافذ لتجديد هواء المشيخة العتيقة.
يأنس الإمام إليهم ويأنسوا إليه، يسمع منهم، ويسمعون منه، لا تسمع عنهم يا فضيلة الإمام من برهامى والذين معه، أسمع منهم، وتفهم ما يقولون، ليس بكل ناقد للأزهر حاقد على الإسلام، وليس كل مهموم بتثوير الأزهر يبغى هدم البنيان، وليس بكل جارح لصحيح البخارى خارج عن الملة، وليس كل رافض لمناهج التعليم الأزهرى الحالية علمانيا، يستعيذ منه المعممون.
هم ليسوا رهطاً من المفرطين، ولا اجتمعوا على الكيد لمنارة المسلمين، وكل فى قرارة نفسه يبغى إصلاحاً، إن أريد الإصلاح ما استطعت، ليس بين الصفوف التى ترنو إلى رفعة الأزهر الشريف كاره، أو حاقد، جميعا يعرفون للأزهر مكانته، ولشيخه قدره، وإن اختلفوا فى التفاصيل، لا تجمعهم رابطة، وليسوا قوماً مرجفين.
جادلهم بالتى هى أحسن يا مولانا، واقطع فضيلتكم الطريق على نار تستعر فى الصدور.
المعركة الخاسرة الدائرة بين نفر من الأزهريين والمحسوبين عليكم ظلما، وعلى الأزهر الشريف عدواناً، وهذه الأعلام الذين أعلم أن فضيلتكم تقدرون اجتهادهم وإن شطوا، وتجلون شخوصهم وإن نقدوا، معركة ليس فيها من إصلاح الأزهر نصيب، وليس فيها من تجديد الخطاب الدينى جديد، ولن تنقى مناهج بل تثير غباراً كغبار خيل فى معركة الخاسرين، تحجب راية الأزهر خفاقة بغبار جدل كثيف.
أما الزبد فيذهب جفاء، أعلم أن غلاة الأزهريين رافضون لكل حديث من خارج الأزهر يمس الذات الأزهرية، مبنى ومعنى وعلوم وتعليم، يضجرون، أنى لغير المعممين هذا الذى يكتبون ويتقولون، لا أبا لهم قد ضل من كانت العميان تهديه، ما لهم بشأن أزهرى هم له متصدون، والأزهر أكبر من هؤلاء الغلاة وأولئك الجارحين، الأزهر يا مولانا الطيب ملك المسلمين جميعا، ليس حكراً على الأزهريين.
افسح لهم مكانا فى الرواق الكبير، لعل فى طرحهم بعض خير، ولعل فيهم من يحسن قولا، ويرشد عملا، ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا مع الناقدين، قبل أن تسمع منهم، اسمع منهم يا مولانا ولا تسمع عنهم فضائياً، الدعوة المقترحة فى ثنايا هذه السطور تقطع الطريق على الصائدين فى الماء العكر من السلفيين.
نقلآ عن المصري اليوم
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com