أعدم تنظيم "داعش" اليوم، 37 مدنيا على الأقل، بينهم أطفال في قرية المبعوجة في محافظة حماة وسط سوريا، قبل أن تتمكن قوات النظام من طرد مقاتلي التنظيم، الذين يحاولون التقدم لقطع طريق إمدادها الوحيد لمناطق سيطرتها في حلب.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لوكالة "فرانس برس"، إن التنظيم أعدم عائلات عدة مؤلفة من نساء وأطفال حرقا وذبحا، وبإطلاق الرصاص بعد اقتحامه القرية التي يسكنها علويون واسماعيليون وسنة".
وأشار مدير المرصد السوري، إلى أن قوات النظام تمكنت في وقت لاحق، من التصدي للهجوم وطرد مقاتلي التنظيم، وإعادة سيطرتها على القرية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سان"، عن مصدر في قيادة شرطة حماة، قوله إن الإرهابيين هاجموا القرية من عدة محاور، وارتكبوا مجزرة بحق أهلها، لافتة إلى مقتل 48 مواطنا وإصابة آخرين معظمهم من النساء والأطفال.
وأورد التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل، أن وحدة من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبي والأهالي، صدوا هجوما إرهابيا على قرية المبعوجة.
وهاجم مقاتلو التنظيم بعد منتصف الليل، القرية الواقعة في ريف السلمية، واشتبكوا مع مسلحين محليين موالين للنظام، بينما قال المرصد إن الاشتباكات تزامنت مع قصف جوي ومدفعي لقوات النظام، على نقاط تمركز التنظيم في المنطقة.
وأوضح عبدالرحمن، أن التنظيم يحاول التقدم في ريف السلمية لقطع طريق الإمداد الوحيد لقوات النظام، إلى مناطق سيطرتها في محافظة حلب، بينما شن التنظيم قبل أقل من أسبوعين، هجوما مماثلا في منطقة الشيخ هلال المجاورة، ما أسفر عن مقتل 63 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
من جهة أخرى، ارتفعت حصيلة القتلى نتيجة قصف لقوات النظام، استهدف مدينة "أدلب" شمال غرب خلال الساعات الـ48 الماضية إلى 32 قتيلا، وفق المرصد.
وقال عبدالرحمن، إن بين القتلى 11 امرأة وطفلا، وتمكن "جيش الفتح" وهو ائتلاف فصائل يضم جبهة النصرة "ذراع تنظيم القاعدة في سوريا"، وفصائل إسلامية أخرى، أبرزها حركة أحرار الشام من السيطرة على مدينة "أدلب" بالكامل يوم السبت الماضي.
وأشار عبدالرحمن، إلى توثيق مقتل 147 مقاتلا سوريا في صفوف الكتائب الإسلامية خلال الهجوم على المدينة، فيما أبدت الأمم المتحدة اليوم، قلقها حيال الوضع في "أدلب".
وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، سيسيل بويلي، في جنيف "نشعر بقلق عميق إزاء حقوق الإنسان في (أدلب) بعد سقوطها تحت سيطرة ائتلاف مجموعات مسلحة مناهضة للنظام".
ولفتت بويلي، إلى استهداف قوات النظام عبر قصف جوي، مستشفى للهلال الأحمر السوري في المدينة أول أمس، ونشر الهلال الأحمر على صفحته على موقع "فيس بوك" أمس، صورا تظهر الدمار اللاحق بالمستشفى، إلى جانب تعليق جاء فيه "إصابة مشفى الهلال الأحمر بإدلب بدمار كبير نتيجة للقتال الدائر في المدينة"، مشيرا إلى وقوع "بعض الإصابات بين المرضى".
وأبدت بويلي قلقها من "تهديدات قادة المعارضة المسلحة بالهجوم على قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في شمال شرق مدينة (إدلب) ردا على هجوم قوات النظام على المدينة"، معربة عن خشيتها من أعمال "انتقامية".
كان القائد العام لحركة "أحرار الشام الإسلامية"، أبوجابر الشيخ، حذر قبل يومين قوات النظام من قصف "إدلب"، وقال في بيان نشره عبر حسابه الشخصي على موقع "تويتر": "أي قصف جبان يستهدف أهلنا المدنيين في إدلب سيكون ردنا مماثلا على بلدتي الفوعة وكفريا".
وفي ريف دمشق، نقلت "سانا" عن مصدر عسكري قوله، إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة، تحكم سيطرتها الكاملة على السلسلة الغربية لجبال الزبداني، بعد القضاء على آخر تجمعات الإرهابيين في شير النسور وضهرة الزيتون".
وأشار المرصد من جهته، إلى اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى، في الجبل الغربي لمدينة الزبداني، لافتا إلى إحراز قوات النظام "تقدما جديدا" في المنطقة.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com