بقلم نسيم عبيد عوض
جاءت النبوة عن هذا اليوم على فم زكرياالنبى 400 سنة قبل الميلاد قائلة" إبتهجى جدا ياإبنة صهيون.إهتفى يابنت أورشليم .هوذا ملكك ياأتى إليك هو عادل ومنصور وديع راكب على حمار وعلى جحش ابن آتان " زك9: 9"
وتحتفل اليوم كنيستنا القبطية الأرثوذكسية والكنائس المسيحية على وجة الأرض كلها - ماعدا كنائس الغرب- بأحد الشعانين , والشعانين كلمة عبرية معناها يارب خلص , ومنها أخذت كلمة أوصانا باليونانية ومعناها " خلصنا"
وأحد الشعانين هو العيد الرابع من الأعياد السيدية الكبرى فى كنيستنا( عيد البشارة-الميلاد – الظهور الإلهى- الشعانين- القيامة- الصعود- العنصرة أو عيد الروح القدس)
ودخول السيد المسيح لأورشليم اليوم حسب المشيئة والترتيب الإلهى هو نقطة تحول ويوم عظيم فى تاريخ البشرية , إنتظرته لأجيال وزمانا طويلا لذلك صرخت الجموع ( وكان تعدادهم فى أورشليم حسب قول المؤرخين ما يقرب من 3 مليون نسمة) فى إستقبال رب المجد:
- أوصانا لابن داود .. مبارك الآتى باسم الرب.. أوصانا فى الأعالى (مت21)
- مباركة مملكة أبينا داود الآتية باسم الرب ..أوصانا فى الأعالى(مر11)
- مبارك الملك الآتى باسم الرب .. سلام فى السماء.. ومجد فى الأعالى.(لو19)
- أوصانا .. مبارك الآتى باسم الرب ملك إسرائيل.(يو12)
وحقا قال المرتل بروح النبوة فى مزمور 118: " هذا هو اليوم الذى صنعه الرب . نبتهج ونفرح فيه. آه يارب خلص. آه يارب انقذ. مبارك الآتى باسم الرب- وقبلها يقول – من قبل الرب كان هذا وهو عجيب فى أعيننا."
+ حقا هذا هو اليوم الذى صنعه الرب منذ قراره الإلهى ووعده الخلاصى " نسل المرأة يسحق رأس الحية. تك 3:15" ومن حبه العجيب للإنسان وبعد السقوط فى خطية التعدى يشفق على آدم وحواء ويذبح لهم ذبيحة ويصنع لهم أقمصة من جلد والبسهما.. ليستر بها خزى عريهم وخطيتهم.تك:3: 20"
+ هذا هو اليوم الذى صنعه الرب يوم كلم نوح وبنيه قائلا" ها أنا مقيم ميثاقى معكم ومع نسلكم من بعدكم " تك9: 8" والميثاق هو ان لا يهلك الأرض والأنسان.
+ وهو اليوم الذى صنعه الرب يوم أن قال لأبراهيم " يتبارك فى نسلك جميع أمم الأرض.تك22: 18"
+ كان هذا اليوم الذى صنعه الرب يوم يقول يعقوب أبى الآباء بروح النبوة لإبنه يهوذا" لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتى شيلون وله يكون خضوع الشعوب. رابطا بالكرمة جحشه وبالجفنة ابن أتانه . غسل بالخمر لباسه وبدم العنب ثوبه. لخلاصك إنتظرت يارب. " تك49: 10-11"
+ هذا هو اليوم الذى صنعه الرب :
يوم كلم الرب موسى وهرون فى أرض مصر قائلا: كلما جماعة إسرائيل قائلين فى العاشر من هذا الشهر يأخذون لهم كل واحد شاة بحسب بيوت الآباء شاة للبيت . تكون لكم شاة صحيحة ذكرا ابن سنة. ويكون عندكم تحت الحفظ الى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر. ثم يذبحه كل جمهور جماعة إسرائيل فى العشية. ويأخذون من الدم ويجعلونه على القائمتين والعتبة العليا فى البيوت التى يأكلونه فيها. ويكون لكم الدم علامة على البيوت التى أنتم فيها. فأرى الدم وأعبر عنكم فلا يكون عليكم ضربة الهلاك."خر 12"
وكما يقول معلمنا بولس الرسول" هكذا نحن أيضا لما كنا قاصرين كنا مستعبدين تحت أركان العالم. ولكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من إمرأة مولودا تحت الناموس . ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى."
غل4: 3و4"
وفى إنجيل قداس اليوم "يو12" ثم قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا (أى 9نيسان) وفى الغد 10 نيسان دخل يسوع أرشليم من باب الضأن.
هكذا دخل الحمل الذى يرفع خطية العالم .. دخل أروشليم ليكون تحت الحفظ لحين الذبح على الصليب بين العشائين . كان خروف الفصح محفوظا ليوم 14 نيسان وهو الموعد المحدد لإتمام الخلاص والفداء للبشرية كلها.
وبروح النبوة على فم النبى زكريا ( 300 سنة قبل الميلاد) " إبتهجى جدا ياإبنة صهيون وإهتفى يابنت أورشليم . هوذا ملكك يأتى إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان.زك9: 9"
والعجيب أن الرب يدخل أرشليم بإحتفال الملوك ولن يخرج منها إلا وهو مذبوحا على الصليب ليتحقق الترتيب الإلهى:
"وأنا إن إرتفعت عن الأرض اجذب الى الجميع.يو12: 32" " وكما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى أن يرفع ابن الإنسان . لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية." يو3: 14و15"
" لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. " يو3: 16"
ودخول الرب اليوم أورشليم محاطا بموكب ملوكى ممجدا أراد أن يرفع عن ملكوته الحجاب الذى أخفاه فى حياته , وأن يعلن أنه المسيح الملك الروحى الذى يجئ لخاصته (اليهود)
_ ملكا على مستوى روحانى لا مادى _ على مستوى سماوى لا أرضى. – على طراز أبدى لا زمنى.
وفى هذا اليوم يكون قد أكمل الرب يسوع كل أعمال النبوات _ قبل الصليب- فى حياته على الأرض , ويمكث مع التلاميذ فترة حفظ الخروف ويعطيهم التعليمات والوصايا( إنجيل يوحنا ألإصحاحات من 13إلى 16 ) ثم بعد ذلك يقول للآب " العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملته."يو17: 4" – الكلام الذى أعطيتنى قد أعطيتهم وهم قبلوا. " وعلموا يقينا إنى خرجت من عندك وآمنوا أنك أنت أرسلتنى.يو17: 8"
وفى حياة الله الظاهر فى الجسد على الأرض أظهر للعالم أنه كاملا فى لاهوته وكاملا فى ناسوته كإيماننا الأقدس أن لا هوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين.
أولا: أعطانا من قدراته اللاهوتية:
1- بالمعجزات والآيات التى صنعها وقد رتبها القديس يوحنا اللاهوتى ( بعض منها) فى 7 آيات:
1- معجزة تحويل الماء إلى خمر (يو2) وكقول الكتاب " هذه بداءة الآيات فعلها يسوع فى قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه. "11"
2- شفاء ابن خادم الملك ( بالكلمه) قال له يسوع إذهب ابنك حى . فآمن الرجل بالكلمة التى قالها يسوع .. وهو فى الأصل قال لرب المجد "قل كلمة" (يو4)
3- شفاء مشلول بركة حسدا (يو5) بعد 38 سنة أى قبل ميلاد الرب بالجسد.. قال له يسوع أتريد أن تبرأ.. قم إحمل سريرك وأمش."
4- إشباع الجموع من خمسة خبزات وسمكتين (يو6) ليذكرهم بالمن الذى أعطاه لبنى إسرائيل لمدة أربعين سنة فى البرية, ويقول لهم ليس موس أعطاكم الخبز من السماء بل أبى يعطيكم الخبز الحقيقى من السماء."
5- السير على الماء وإنتهار الرياح والأمواج (يو6) ويقول لتلاميذه " أنا هو لا تخافوا.
6- شفاء المولود أعمى (يو9) أو خلق عينين للمولود أعمى.. ويقول أيضا" لا هذا أخطأ ولا أبواه . لكن لتظهر أعمال الله فيه. 3"
7- إقامة لعازر من الموت (يو11) بعد أن أنتن ويقول لنا " من آمن بى ولو مات فسيحيا.25 ( ومن قبل أقام إبنة يايرس وابن أرملة نايين من الاموات)
2-أظهر للعالم إسمه : " كقوله للآب (يو17) " أنا أظهرت إسمك للناس الذين أعطيتنى من العالم :
1- أنا هو خبز الحياة" (يو6) إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا الى الأبد.
2-أنا هو نور العالم.(يو8) من يتبعنى فلا يمشى فى الظلمة بل يكون له نور الحياة.
3- أنا هو الباب (يو10) إن دخل بى أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى.
4- أنا هو الراعى الصالح (يو10) والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف.
5- أنا هو القيامة والحياة (يو11) وكل من كان حيا وآمن بى فلن يموت إلى الأبد. 26"
6- أنا هو الطريق والحق والحياة.(يو14) ليس أحد يأتى إلى ألآب إلا بى6"
7- أنا هو الكرمة الحقيقية وأبى الكرام )يو15) وأنتم الأغصان.
( فلما قال لهم انى .. أنا هو .."بالعبرية يهوه اسم الله " رجعوا وسقطوا على الأرض." يو12: 6" )
ثانيا: عاش الرب بكمال ناسوته ومر بجميع المشاعر والأحاسيس الإنسانية ماعدا الخطية:
1- تعب.. كقول الكتاب فى يو4 " فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر. 6. تعب الذى يقول عنه الكتاب " الذى لا يعيا"
2- عطش.. (يو4) فقال لها يسوع أعطينى لأشرب .. وعلى الصليب يقول أنا عطشان .. عطش الذى هو ينبوع الحياة .." بل الماء الذى اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة أبدية" 14"
3- جاع.. (مر11) وفى الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع فنظر شجرة تين من بعيد .. جاع الذى يقول عنه الكتاب يفتح كفية فيشبع كل حى من رضاه .
4- غضب (مر3) فنظر حوله إليهم بغضب حزينا على غلاظة قلوبهم .. وهو الذى يعلمنا ان نكون ودعاء " تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب.
5- تهلل.. ( لو10) وفى تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال أحمدك أيها الآب رب السماء والارض .. 21"
6- حزن.. (مت 26) فقال لهم : نفسى حزينة حتى الموت" 38"
7- أحب .. " وقالوا عن لعازر أنظروا كيف كان يحبه (يو11).. وعن التلميذ الآخر الذى كان يسوع يحبه(يو20)
8- بكى.. وبكى يسوع.(يو11) " وفيما هو يقترب نظر الى المدينة وبكى عليها.(لو19)
هذا هو الذى يدخل أرشليم اليوم راكبا على جحش وتقابله الجموع بزعف النخيل وأغصان الزيتون مهللين فرحين بملك إسرائيل .. ثم بعد أيام قليلة يصرخون لبيلاطس أصلبه أصلبه.. دمه علينا وعلى أولادنا.. وكما يقول الكتاب " الذى لم يشفق على إبنه بل بذله من أجلنا أجمعين . كيف لا يهبنا أيضا معه كل شئ." رو8: 32"
هذا هو اليوم الذى صنعه الرب فلنفرح ولنبتهج فيه. الحجر الذى رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية .
وكل
سنة وأنتم جميعا طيبين لنحتفل مرة أخرى بأحد السعف.
ولإلهنا المجد الدائم. أمين.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com