بقلم: سامى فؤاد
"أنا وأخويا علي ابن عمي، وأنا وابن عمي علي الغريب"، هذه الجملة مثل من أمثالنا الشعبية التي تعبّر إلي درجة كبيرة عن أحوالنا الإجتماعية وطريقة تفكيرنا.
تأمل قليلاً في هذه العبارة تجد الأنا فيها تكررت مرتين، والآخر ظاهريًا اثنان، ابن عمي ثم الغريب، ولكن في الحقيقة هم ثلاثة بإضافة الأخ لهم، لو عُدّل المثل ليعبر عن الحقيقة فيصبح "أنا وأنا علي أخي، ثم أنا وأخي علي ...إلي أخره.
في مجتمع يعود بأخلاقه إلي مجتمعات القبيلة والعشيرة، وقُسّم أفراده إلي فئات ومجموعات، أري هذا المثل بكل ما يحمله من سلبيات وأنانية يعبر عن حالنا، ومن يرصد ما يحدث في المجتمع من أحداث، ويسمع لغة الناس، يري أننا في أزمة،أزمة حقيقية، أنا شخصيًا كنت أتخيلها إلي وقت قريب تتمثل في "مصر" في الآخر المختلف في الدين فقط، ولكن، وللأسف الشديد، تبين أن المجتمع كله تحول إلي آخر ضد نفسه. خلافات بين المحامين والقضاء، وكراهية من الشعب للشرطة.
وقد يسأل أحد: وما علاقة هذا بالآخر؟ فأقول: ما أراه وأسمعه من تصنيف المجتمع وترويجه لنعت أبناء محافظة ما أو مهنة ما بصفات معينة، الكل أصبح آخر للكل. وهذا خلقة ضعف (النظام القوي) في الحفاظ علي مقومات بقائه،واستخدامه للقسوة مع معارضيه. و(الضعيف) في حل الأزمات التي أصبحت ظاهرة تتكرر يوميًا، وفقد المواطن الشعور بهيبة مهن من المفترض أن يتصف أصحابها بضبط النفس والحيادية كرجال القضاء والشرطة.
هذا كله يدفعنا لأن نطالب بأن يجمعنا جميعًا وطنٌ، الآخر فيه هو من يخرج عن قوانينه التي يقرها ويحترمها الجميع، وأبسطها قانون أقرته الحضارة والمدنية وهو قانون الحق والواجب، كل الناس تتساوي في الحقوق من أدناها، متمثلة في احتياجات الإنسان العادية من مأكل ومسكن وتعلم وحياة أدمية، ثم الحياة الديمقراطية التي تحترم حرية عقيدته، واختياره لمن يمثله ويحكمه. وأن يتصف الجميع بصفة المواطن، لا فرق بين ضابط أو رئيس نيابة وبين عامل النظافة في الشارع، الكل يعمل من أجل الكل، الكل مواطن وإنسان، ولكن سيراه المجتمع آخر إن تقاعس عن أداء عمله أو أضر بالمجتمع.
الحق للجميع بنفس الدرجة التي الواجب فيها علي الجميع، وكما قال "وليم ريس سميث ": يجب أن تتذكر أن أي حق ضائع لواحد، هو ضائع للكل".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com